إبداعات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تحط رحالها في «معرض بيروت للتحف القديمة»

TT

تحف ولوحات وأثاث تعود للقرون الماضية حطت رحالها في الصالة الكبرى في فندق فينيسيا انتركونتيننتال، خلال «معرض بيروت للتحف القديمة» الذي تنظمه شركة «بروموتيم» اللبنانية المتخصصة بتنظيم المعارض. والمعرض ينظم للسنة الثامنة على التوالي وقد اصبح علامة فارقة على خريطة المعارض التي تعج بها العاصمة اللبنانية على مدار العام. ويشارك في هذا المعرض كبريات متاجر الانتيك واللوحات والسجاد في لبنان، ويتخلله قطعاً ثمينة تعود للقرنين الثأمن عشر والتاسع عشر، اوتي بها من قصور ومزادات اوروبا، لاسيما فرنسا وايطاليا. كما ضم المعرض بعض القطع الانجليزية والصينية، لاسيما فازات البورسولين البيضاء المزدانة بالرسوم باللون الازرق وهي ابرز مرادف للفن الحرفي الصيني. طغيان القطع الاوروبية لم يلغي الروح الشرقية، اذ تجسدت من خلال جناح ضم قطع من تركيا وعمان والمغرب. فرأينا الخناجر العمانية وقطع الفضة العمانية، لاسيما ان عمان تشتهر بفضتها الرفيعة المستوى. ومن المغرب رأينا الخزف والثريات المصنوعة من الزجاج الملون والخرز. احتضن معرض هذا العام 28 مؤسسة ما بين محال متخصصة في بيع التحف واللوحات والاثاث من ارائك وكراسي وخزانات ومحال السجاد الفاخر اضافة الى محال متخصصة في بيع الاكسسوارات من قلادات وخواتم ومسابح مصوغة من الاحجار والعملات المعدنية القديمة. كما رأينا جناحاً يعرض فقط الاواني الزجاجية من كريستال البوهيم التشيكي التي تعود لحقبتي الاربعينات والخمسينات اضافة الى اواني «سان لوي» التي تعود للحقبة نفسها وقطع من الاوبالين. ولمن يتطلع للتعمق بالهندسة وتاريخ المفروشات والتحف، شاركت احدى المكتبات في المعرض. عبقت القاعة بروح اصالة قصور القرون الماضية، اذ تحتار اين تجول بناظريك بين القطع الجميلة، شمعدانات البرونز والرخام التي تعود للقرن التاسع عشر متوفرة لدى اكثر من جناح، اضافة الى اللوحات على قماش الـ «غوبلان» الثمين. كما رأينا - لدى اكثر من جناح - الخزانات الخشبية التي تتخللها نقوش ورسومات من فرنسية وايطالية واسبانية منها ما يعود للقرن التاسع عشر واخرى للقرن الثأمن عشر، وكانت تستعمل لوضع الاطعمة، اما اليوم فنجدها تتصدر الصالونات كتحفة، القاسم المشترك بين مختلف المتاجر العارضة، طغيان القطع الاوروبية من فرنسية وايطالية وانجليزية التي تعود للقرن التاسع عشر، ولدى البعض قطع تعود للقرن الثأمن عشر ما يعرف بزمن «الانبعاث» (Renaissance) من القطع المميزة، شمعدانات من الخشب المنحوت ايطالية المنشىء وتعود للقرن الثأمن عشر. وهذه الشمعدانات (وهي كبيرة وتوضع على الارض) اشبه بشجرة تتفرغ منها الاغصان وتأتي الفوانيس على اعالي الاغصان، ويناهز سعر هذه التحفة المبتكرة 18500 دولار. وفي الجناح نفسه، يلفت النظر خزانة (تلك التي كانت تستعمل لوضع الاطعمة) ايطالية المنشأ ايضاً وتعود للقرن الثامن عشر. مصنوعة من الخشب وتتخللها نقوشات بمختلف الالوان. وتعرف هذه الخزانة في عالم التحف بـ «Bargenot» ويبلغ سعرها 39000 دولار. الشمعدانات المشغولة من الرخام والبرونز والـ Patineالتي توضع على جانبي الطاولة ـ متوفرة لدى اكثر من جناح وغالبيتها تعود للقرن التاسع عشر ومن طراز «Napoleon III». والى جانب الرخام، تتوفر شمعدانات من الخشب فقط. كتلك الموجودة في احد الاجنحة وهي فرنسية المنشأ وتعود لبدايات القرن العشرين وخشبها منحوت بعناية.

رأينا في احد الاجنحة خزانة اسبانية من الخشب تعود للقرن الثامن عشر وهي التي كانت تستعمل في الماضي لوضع الاطعمة. وفي مقارنة مع خزانة (للغاية نفسها) ايطالية الطراز وتعود للحقبة عينها، نرى ان الطراز الايطالي مغناج وفرح اكثر اذ تخلله رسومات ملونة بينما الخزانة الاسبانية اتت بأكملها من الخشب المنحوت بأشكال مختلفة من دون اية اضافات او رسومات. ويبلغ سعر هذه الخزانة 45000 دولار.

الطراز الانجليزي تجسّد بكرسيين من الخشب والجلد، تعود للقرن التاسع عشر ولطراز «Gautique» الحديث ما يعرف بـ No-Gautique. وسعر الكرسيين يبلغ 9000 دولار. من القطع التي جمعت بين «منشأين فنيين»، تلك الشمعدانات البرونزية الفرنسية التي تتوسطها مجسمات من البورسولين لاشكال صينية.

ورأينا مجسماً لرجل صيني من البورسولين الابيض مزدان برسومات بالازرق يعود للقرن الثأمن عشر يعلوه شمعدان فرنسي من البرونز من القرن التاسع عشر. وأفادتنا المسؤولة في الجناح انه تم الجمع ما بين هذين العنصرين في احدى الحرف الفرنسية.

وسط قطع القرون الماضية، برزت قطعة عصرية الطراز وتعود لحقبة الستينات. والقطعة عبارة عن فيلين من الخشب والبرونز والخرطوم من العاج تعلوهما مسلتين خشبيتين. والقطعة في غاية الابتكار ومن تصميم البريطاني انتوني ريدمل. بعيداً عن الاثاث، فقد عرضت احد الاجنحة اكسسوارات من قلادات وأساور من الكريستال والنحاس تعود لعائلات ارستقراطية اوروبية مختلفة وتراوح ما بين حقبة الثلاثينات والستينات. وفي نطاق الاكسسوار ايضاً لكن بروح شرقية، رأينا في احدي الاجنحة مسابح من المرجان والعنبر والاوبال (حجرة خضراء داكنة غير شفافة) وجميعها قديمة والملفت تلك المسبحة المصنوعة من حجر العنبر الاصفر الشفاف والذي ما زلنا نرى في داخل كل حجر الحشرات التي تعشش في أحجار العنبر.