إدارة الآثار السورية تطمح إلى حفظ الوثائق التاريخية على أقراص مدمجة

TT

يقع مركز الوثائق التاريخية السوري في مبنى قديم نسبياً يلاصق المتحف التاريخي (قصر خالد العظم)، وهو بيت شامي تقليدي في منطقة ساروجة الاثرية بدمشق.

وقبل عدة أشهر نشب حريق في بيوت مجاورة للمركز مما عرضه لخطر وصول النار اليه ، وبالتالي تعرضت جميع ما يحويه من وثائق وكتب وفرمانات قديمة للتلف. غير ان رجال الاطفاء تمكنوا من اخماد الحريق وعدم انتقاله للمركز، وعلى أثر ذلك طالب العديد من المهتمين والمعنيين في مديرية الآثار العامة السورية بضرورة ايجاد مبنى حديث لهذا المركز الذي يؤرخ الذاكرة الوطنية لسورية، خاصة ان الابنية المجاورة له مبنية بأكملها من الخشب والطين وذلك يشكل خطرا كبيرا لاندلاع حريق في أي لحظة. وبالفعل، فقد عقدت اجتماعات في وزارة الثقافة السورية لبحث قضية المركز وحماية وثائقه وسجلاته والبحث عن مبنى حديث لنقلها إليه.

وتحدثت مصادر في مديرية الآثار العامة لـ «الشرق الأوسط» حول هذا المركز ومستقبله وقالت إن هذا الاخير يضم الكثير من أرشيف الوطن، وهناك وثائق عثمانية ووثائق من المحاكم الشرعية وصور بالاضافة الى وثائق رسمية تابعة للدولة السورية. ويشترك المركز مع مكتبة الأسد الوطنية ومركز المعلومات القومي في بعض الوثائق، خاصة الصحف حيث توجد في المراكز الثلاثة، وبعضها يتكرر كالصور، ومع ذلك فالمركز له خصوصية وهو معروف، حيث يؤمه الباحثون من كل دول العالم.

كما يوجد قسم المكتبة الذي يحوي مجلدات قيمة ونادرة وقديمة الى جانب قسم المخطوطات ايضاً، والمركز حالياً يشغل مبنى حديثاً مجاوراً لمتحف دمشق التاريخي، وأجزاء منه تشغل بعض فراغات البيت الشامي الذي يشغله المتحف المذكور، لكن مستودعات الوثائق والكتب والصور والمخطوطات موجودة في المبنى الحديث.

غير ان السلطات السورية المختصة تطمح الى امتلاك مبنى حديث مزود بالتقنيات الحديثة، ويكون مبنياً بمواصفات عالمية تليق بحفظ مثل هذه المقتنيات الثمينة التي لا تقدر بثمن وتكون بالتالي على مستوى المراكز التوثيقية المهمة في العالم.

لكن يبقى هناك دائما تخوف من تداعي البيوت القديمة المجاورة للمبنى المتاخم لمتحف دمشق التاريخي في منطقة ساروجة، على الرغم من انها مسجلة تاريخياً، لكن بعضها ليس مرمماً ويحتاج لأعمال ترميم كاملة، وهنا تكمن المشكلة بحيث تقع مسؤولية الترميم على اصحابها خاصة وانها أملاك خاصة تحت إشراف مديرية الآثار وبالتعاون معها ومع الجهات المعنية الأخرى. وللحفاظ على هذا الكنز الثمين من الوثائق التاريخية عقدت عدة اجتماعات بحضور المعنيين والمسؤولين والجهات المنضوية تحت وزارة الثقافة، حيث اتخذت عدة قرارات في هذا المجال، منها البدء بتوثيق كل الوثائق التاريخية على أقراص مدمجة C.D أو على أفلام ميكروفيلم بشكل فوتوكوبي والحفاظ على الوثائق الأصلية بمأمن، من الممكن نقلها الى مكتبة الأسد الوطنية ريثما نبني أو نختار مبنى جديداً وننقل إليه مركز الوثائق التاريخية.

ومن المعرف ان أعمال التوثيق على الكومبيوتر أو جهاز المايكروسوفت، تحتاج الى جهد كبير وطويل وامكانيات مادية، وتوفير الامكانيات الأولية مثل تأمين كاميرات رقمية حديثة واستوديو صغير.

وفي خطوة بهذا الاتجاه، قدمت مكتبة الأسد الوطنية كل المساعدات لترميم المخطوطات التراثية الموجودة في المركز وتعقيم هذه المخطوطات، حيث تحتاج بعض الوثائق أثناء التصوير والتوثيق الى خدمات خاصة وبعدها الى اعادة تخزين وهذا يتطلب تعقيمها ومعالجتها بشكل وأسلوب مخبري كيميائي أو ضوئي. ومن الاجراءات المتخذة ايضاً حماية مكان المركز نفسه لمنع أي خطر يمكن ان تتعرض له بسبب المباني المجاورة، وتم تجهيز المركز بأجهزة الأطفاء اللازمة واجهزة الإنذار عن الحريق وحماية الخزائن التي تضم الوثائق بشكل جيد. كما يتم التفكير بشكل متواز بتأمين أرض مناسبة لبناء مركز حديث عليها.

تجدر الاشارة هنا ان المركز يضم وثائق قديمة جداً، تعود لمحافظة حلب السورية، عام 1101هـ أي عمرها نحو 325 سنة قمرية في حين أن أقدم الوثائق لمحافظة دمشق تعود لعام 1194هـ.