آثار موقع البليدة في السعودية تعود لألف سنة

TT

أنهت وكالة الآثار والمتاحف التابعة لوزارة المعارف اخيراً الأعمال التنقيبية في موقع البليدة ـ 40 كم شمال غربي الرياض ـ بالعثور على بقايا أساسات مبان أثرية تعود إلى بداية العصر الإسلامي قبل ألف سنة تقريباً.

وابلغ الدكتور عبد الله السعود، مدير عام المتاحف بالوكالة «الشرق الأوسط» أن الوكالة ضمن مشاريعها في مجال التنقيب عن الآثار لهذا العام نفذت أعمال حفر منتظمة في موقع البليدة هدفت إلى الكشف عن التسلسل الطبقي وتحديد الإطار التاريخي، حيث عثر على خمس طبقات تراكمية تمثل مرحلة سكنية معمارية واحدة تحتوي على مجموعة من الجدران بني بعضها بالحجارة غير المنتظمة بطريقة العروق المعروفة في بنايات نجد القديمة والبعض الآخر بني بالطوب والحجارة والنوع الثالث بني بالطوب فقط.

واشار السعود إلى أن هذا الموقع كان قد سجل ووثق ضمن برنامج المسح الأثرى لمنطقة الرياض الذي انجزته وكالة الآثار والمتاحف عام 1414هـ، وشمل عدداً من المواقع الأثرية والتاريخية في المنطقة، وعام 1417 هـ، باشرت الوكالة أعمال التنقيب من خلال بعض المجسات الاختيارية في أجزاء مختلفة من موقع البليدة.

تقع البليدة شمال مدينة المزاحمية، قرب الرياض، وهي ارض منبسطة تحيط بها الجبال وتبعد عن مدخل مدينة المزاحمية الشرقي 4.5 كيلومتر ولها أربعة منافذ ثلاثة منها في الجهة الشمالية والرابع في الجهة الجنوبية الغربية، ويبلغ طول الموقع 800 متر من الشرق إلى الغرب وكيلومتراً واحداً من الشمال الى الجنوب، وهو عبارة عن آثار استيطان اسلامي يحوي مجموعة من أساسات وحدات معمارية مختلفة المساحات تنتشر على الموقع كله.

وتعد البليدة من المواقع الأثرية المشهورة في منطقة المزاحمية، وكانت آثار ما تبقى من الأسوار بالاضافة الى القبور الموجودة في الموقع التي تثير الانتباه بحجمها الكبير، وكذلك آثار مواقع أقدام بشرية كبيرة الحجم على الصخور في الموقع، مثاراً للعديد من القصص التي تصل أحياناً الى حد الأساطير عن سكان هذا الموقع في العصور السابقة.

الموقع معروف لأهل المنطقة ناصر الغنيم، أحد سكان مدينة المزاحمية المجاورة للبليدة، قال «ان هذا الموقع رغم وقوعه في مكان منعزل وبعيد عن المزاحمية، فانه معروف لدى سكان المنطقة الذين يقصدونه لمشاهدة الاثار الموجودة فيه... وكنا نسمع من آبائنا وأجدادنا عن البليدة الكثير من القصص، وكانوا يقولون ان أول من استوطن هذه البلدة هم قبائل من بكيل وحاشد في اليمن قبل مئات السنين، وكانوا مشهورين بالشجاعة والقوة وضخامة الأجسام. وكان منهم سبع نساء، وقبورهن ما زالت موجودة وهن: هيا وريّا ورباب وزينب وحسناء ودلال والمها، وكانت تقع كثير من المعارك بين هؤلاء النسوة الشجاعات وحاكم اسمه غطغط الذي سميت عليه بلدة الغطغط المجاورة للمزاحمية من ناحية الغرب». وتابع الغنيم قائلاً «وكان اللافت للنظر ضخامة وطول القبور، التي يقال إنها لهؤلاء النسوة، خاصة انه يزيد طول القبر عن عشرة أمتار. وثمة من أهل المزاحمية من يقول بأن سكان البليدة كانوا من بني هلال الذين وردت قصصهم في الحكايات الشعبية. ونسمع أيضاً بأن سكان البليدة أو جزءاً منهم هاجر الى شمال أفريقيا واستوطنوا مكاناً سموه على بلدتهم البليدة، وهي البليدة الموجودة حالياً في الجزائر إلا أنه لا يوجد ما يؤكد هذه القصص». ويضيف الغنيم «وتعد آثار مواقع الاقدام على الصخور بحجمها الكبير من أهم مايلفت انتباه زوار الموقع الأثري».