«أرشيف بلا ورق» ندوة في الرياض تبحث طرق معالجة الوثائق والمحفوظات وتنظيمها

متدربون يقرأون المسكوكات ودورها الوثائقي في التاريخ الإسلامي

TT

ينظم معهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية، أحد أجهزة مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، دورتين تدريبيتين، الأولى بعنوان: «أرشيف بلا ورق» تتناول الطرائق الحديثة لمعالجة الوثائق والمحفوظات مع التركيز على الوثائق الحكومية، والثانية بعنوان «قراءة المسكوكات وتوثيقها» بمشاركة عدد من المختصين في موضوعي الندوتين.

وأوضح يحيى محمود بن جنيد، الأمين العام للمعهد، «أن الدورة الأولى ستنظم في الفترة من التاسع والعشرين من سبتمبر (أيلول) وحتى السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين. وهي تهدف إلى تعريف المتدربين بتقنيات أنظمة إدارة الوثائق والمحفوظات يدوياً وآلياً وإلكترونياً، واطلاعهم على أهمية الوثائق والمحفوظات، وتعريفهم على أجهزة الأقراص الضوئية والمصغرات الفلمية الحديثة وتطبيقاتها في مجال الوثائق والمحفوظات، وتنمية قدرات المتدربين ومهاراتهم على استخدام هذه الأجهزة لرفع مستوى الأداء والإنتاجية». ثم اشار إلى أن الدورة التي تستغرق 6 أسابيع «تتناول مواضيع نظرية وتدريبات عملية على الحفظ والاسترجاع والبحث، تشمل ايضاً تدريب المتدربين على استعمال أجهزة الحواسيب الآلية وبرامجها في إطار الوثائق والمحفوظات من خلال استخدام برنامج أرشيف إلكتروني لهذا الغرض مع تطبيقات عملية على الماسحات الضوئية والطابعات وتدفق الوظائف الإلكترونية. وهناك كذلك جانب تدريب الملتحقين بالدورة على كيفية استعمال أجهزة المايكروفيلم وأدواتها في تصوير الوثائق وتحميضها واختبار جودتها بمختلف أشكالها وأنواعها ونسخها وحفظها في الصناديق الخاصة بها».

ثم ذكر الجنيد «أن الدورة الثانية، الخاصة بقراءة المسكوكات وتوثيقها، ستعقد في الفترة من 27 الى 31 أكتوبر المقبل. وهي تهدف إلى تعميق وتنمية الوعي بأهمية المسكوكات، وتزويد العاملين في مجال الآثار والدراسات التاريخية بمعلومات ثرية هم في اشد الحاجة اليها، وتتناول الدورة عدة محاور، هي: نشأة النقود وتطورها التاريخي، ومسكوكات ممالك الجزيرة العربية، والمسكوكات الإسلامية ومراحل تطورها، وكيفية قراءة المسكوكات الإسلامية، والمسكوكات ودورها الوثائقي في التاريخ الإسلامي، وتزييف المسكوكات الإسلامية ـ أسبابها، وأنواعها وطرق الكشف عنها، وفهرسة والمسكوكات وتصنيفها وعرضها، ومعالجة المسكوكات وصيانتها».

على صعيد آخر، مما يستحق الذكر أن الوثائق الإدارية تمثل الشريان الرئيسي لجميع المعاملات الواردة والصادرة، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة أجهزة تقنيات مختلفة لتنظيم وادارة هذه الأنواع. كما يشار إلى أن البابليين كانوا من اقدم الشعوب التي ابتكرت وطورت أساليب منظمة لترتيب الأمور المالية في التعاملات التجارية. وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد حدث ابتكار يعد في الحقيقة انقلاباً على المفاهيم الاقتصادية التي كانت سائدة قبل ذلك، هو المتمثل بسك النقود. ويعود الفضل في هذه الخطوة إلى مملكة ليديا القديمة (الواقعة في هضبة الأناضول التركية). وكانت تلك النقود تصنع من خليط اللاكتروم المعدني، وهو خليط من الذهب والفضة، ويوجد طبيعياً في مجاري الأنهار والأودية. وقد انتشرت هذه الوسيلة سريعاً إلى البلاد المجاورة كاليونان وإيران. ثم مع تعاقب العصور تداول الناس الدينار البيزنطي والفلس البيزنطي والدرهم الساساني، إضافة إلى بعض النقود التي سكها ملوك الممالك العربية المعاصرة حينئذ في جنوب الجزيرة العربية وشمالها. ثم توالت المحاولات لإصدار نقود عربية إسلامية توّجت عام 77 هـ في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بإصدار اول عملة عربية إسلامية خالصة بكتاباتها العربية.