القاهرة: بدء ترميم «باب الفتوح» و«باب النصر»

TT

بدأ المجلس الأعلى للآثار في مصر اعمال الترميم في مجموعة من المشاريع الأثرية المهمة في منطقة القاهرة التاريخية، أبرزها «باب الفتوح» و«باب النصر» بمنطقة قلعة صلاح الدين. وقال د. جاب الله علي جاب الله، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، لـ«الشرق الأوسط» ان ترميم الموقعين الأثريين ستبلغ تكلفته 8.5 مليون جنيه مصري، ويستغرق العمل فيهما سنتين. وسيشمل الترميم إبراز هذه الأبواب بعدما كانت مطمورة في السابق أسوة بالأسوار الجاري ترميمها في نفس الموقع، وهي أسوار صلاح الدين، لوضع هذه الأبواب لاحقا على خريطة السياحة العالمية.

وتابع جاب الله ان «باب الفتوح» بني في العام 1087م، وكان موضعه حيث أسسه القائد الفاطمي جوهر الصقلي قريبا من رأس ممر يسمى «بين السياج». ولما جدد بدر الجمالي أسوار القاهرة أنشأ «باب الفتوح» و«باب النصر» في موضعيهما الحالي، وربطهما بسور يوصل بينهما بطرق وسراديب.

ويتكون «باب الفتوح» من برجين مستديرين يتوسطهما المدخل، وفي جانبي البرجين طاقتات كبيرتان تدور حول فتحتيهما حلية مكونة من اسطوانات صغيرة عليها زخارف استخدمت في تحلية دوائر العقود. وفي أعلى المدخل «كوابيل» على هيئة كبش بقرنين، وهو نموذج لا نظير له في العمارة الاسلامية.

أما «باب النصر» فيتكون من برجين مربعين، نقشت عليهما في الحجر أشكال تمثل بعض آلات الحرب من سيوف وتروس. ويتوسط البرجين باب شاهق وجدت فيه فتحة من أعلاه كي تصب منها المواد الكاوية على كل من يحاول اقتحام الباب، الأمر الذي يمثل ايضاً نوعا متميزا من فنون العمارة الاسلامية في مصر.

والملاحظ انه جرى توصيل «باب النصر» بـ«باب الفتوح» بطريقين: الاولى من فوق السور المعروف باسم سور القاهرة الشمالي، والثانية من تحته هي عبارة عن ممر معقود على جانبيه «المزاغل». وتتميز الحجرات المعقودة في هذه الأسوار بالاتقان، وتعطي فكرة جيدة عن الحصون في العصر الفاطمي.

أما اسوار القاهرة الشمالية التي تصل البابين فقد شيدها جوهر الصقلي من الطوب اللبن، ووصلت اللبنة الواحدة الى ثلثي ذراع، وبلغ عرض جدارها عدة أذرع، تتسع لمرور فارسين، ويرجع تاريخها الى نفس الفترة التي بني فيها البابان.

وقد استخدمت هذه الأسوار لحماية القاهرة من أية اعتداءات خارجية. وهي تختلف عن الأسوار الشهيرة المعروفة باسم أسوار صلاح الدين، والتي يجري الكشف عن بقيتها حاليا، بعدما وصل عدد المكتشف منها 570 مترا من اصل 2000 متر، كما يعتقد الأثريون.