قلعة الحصن في سورية تتجمل وتخضع للترميم والتنظيف من الأعشاب

TT

تعتبر قلعة «الحصن» من اهم القلاع السورية، وهي تتوضع في منطقة استراتيجية مهمة تشرف على المنطقتين الوسطى والساحلية وعلى الجبال الساحلية والبحر الابيض المتوسط. وتبعد القلعة عن مدينة حمص السورية مسافة 60 كلم الى الغرب منها، كما تبعد 35 كلم عن الساحل السوري، وترتفع 750 مترا عن سطح البحر، وحوالي 140 مترا عن سطح الارض المحيطة بها، وتشرف ابراجها العليا على مسافات واسعة وتسيطر على المعابر التي تؤدي الى مصياف والقدموس والكهف وقلعة الخوابي في الجبال الساحلية وعلى طريق طرابلس. ومن فوق اعلى ابراجها يمكن رؤية البحر المتوسط وموقع ميناء طرابلس وبرج صافيتا وبحيرة قطينة، فهي تمتاز بموقعها الشاهق الممتنع ومداخلها السرية ومساربها المضللة ومرافقها المتوفرة، وتقدر مساحة القلعة بـ 30 الف متر مربع.

القلعة المرشحة لأن تسجل على قائمة التراث العالمية عند اليونسكو، تجتذب سنويا حوالي 60 الف سائح غربي و 70 الف سائح عربي. ويقوم المسؤولون عن القلعة والجهات المعنية في محافظة حمص سنويا بإجراء عمليات تنظيف لاقسام القلعة من الاعشاب والشجيرات من فواصل الاحجار وتكحيلها بطريقة تحافظ على سلامة الطابع القديم للقلعة في الجدار الغربي بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع مع تدعيم المواقع الخطيرة فيه.

كما يجرى حاليا ترميم الجدار الجنوبي للقلعة بالمساحة السابقة نفسها. ومنذ بداية اعمال الترميم قبل سنوات ـ كما يؤكد المسؤولون عن القلعة ـ تم الوصول الى مرحلة متقدمة في هذا المضمار حفاظا على سلامة الجدران من الانهيار والتشوه، خاصة بسبب جذور الشجيرات التي تنمو بين الحجارة وتؤدي الى تصدعها.

كذلك اكتمل اخيرا ترميم جدار السور الشرقي للقلعة بالاضافة الى تنظيف السور من الاعشاب، كما شيدت الفتحات الكائنة في السور الشرقي.

وبخصوص خطط اليونسكو، تزمع المنظمة الدولية لتسجيل القلعة على قائمتها للتراث العالمي على غرار تسجيلها مدينتي حلب ودمشق القديمتين ـ كما ذكر مدير القلعة. كما أكد المدير ان هناك جهودا تبذل لانارة القلعة ضمن حدود الانارة التزيينية فقط ولوجود مانعات صواعق وتحسين الطرق والمنافذ المؤدية للقلعة كافة ووضع لوحات ارشادية جديدة واعادة صيانة القديمة منها واهمية الالتزام بالوجيبة او ما يسمى بالحزام حول القلعة من حيث منع البناء في المناطق القريبة منها.

الجدير بالذكر ان اول من بنى حصنا في مكان القلعة ـ كما يذكر الباحث ايوب سعدية ـ هو امير من حمص عام 1031م وجعل فيه حامية من الاكراد لصد هجمات الاعداء عبر الطريق العام بين حمص وطرابلس وعرف اولا بحصن السفح ثم «حصن الاكراد» نسبة الى حاميته. وهناك من يقول ان مكان هذا الحصن كان قلعة بناها رعمسيس الثاني فرعون مصر سماها شاعره بقلعة شابتون عندما وصف موقعة بحيرة قادش (قطينة) اثناء غزوه لسورية في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كما كانت معروفة في عهد الرومانيين.

وحول منشآت القلعة، يذكر الباحث سعدية، ان القلعة حصن داخله حصن بينهما خندق وحولها حصن خارجي مستقل مؤلف من طبقات عدة تحوي القاعات والمرابط المخصصة للخيل والمستودعات وغرف الحرس، وقد زود بثلاثة عشر برجا منها الدائري والمربع والمستطيل.

الباب الرئيسي للقلعة يقع في الجهة الشرقية كان يدخل اليه في الماضي بواسطة جسر متحرك. تعلو الباب الرئيسي كتابات عربية تشير الى تجديده من قبل السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، ويلي الباب دهليز مسقوف يصعد تدريجيا بدرجات عريضة والمدخل محصن بمرامي السهام ومصاب الزيت والقطران ثم يليه برج مستطيل الشكل.

والحصن الداخلي للقلعة هو قلعة بحد ذاته محاطة بخندق يعزله عن السور الخارجي، وهو يتألف من طابقين وباحة سماوية يتصدرها جناح يعرف بقاعة الاجتماعات او القاعة الكبرى التي يتم فيها استقبال الفرسان للملوك الصليبيين وتتميز واجهتها ببابين وخمس نوافذ مزدانة بالاعمدة والاقواس المنحوتة على الطراز القوطي وهي مثال رائع لفني العمارة والزخرفة القوطيين.