سعوديون يرفضون بيع سياراتهم لارتباطها بذكريات الماضي

TT

السيارات والعطور والاغاني.. وكل ما يلتصق بحياة الفرد الخاصة تعايش الانسان بذكرياته وتنتقل معه من مكان لآخر.

الجملة السابقة تخلص فكرة السعوديين الحالية عن السيارات القديمة التي عايشت معهم فترات من حياتهم او كانت لها ذكريات خاصة، لا يمكن للبعض التنازل عنها ـ أي السيارات ـ حتى وإن دفع فيها مبالغ اعلى من قيمتها في الوقت الراهن. احد هؤلاء عبد الرحمن بن محسن (33 عاما) الذي اقتنى شاحنة (فان) من نوع «جي.إم.سي» ولها في حياته مكانة كبيرة، وامتدت السنين الى ان بلغت اكثر من 18 سنة، وبالرغم من ذلك لم يفرط فيها، ولا يزال يحتفظ بهذه المركبة ويحافظ على صيانتها من وقت لآخر من دون وجود النية في بيعها. ويعلق بن محسن المشتغل بالتجارة بقوله: الشاحنة ماديا لا تساوي الكثير خاصة انها قطعت اكثر من 200 الف كيلومتر طوال تلك السنين، ولا اعتقد انني سأسير بها في رحلات طويلة كما في السابق. وقال انه فضل صيانتها والاحتفاظ بها ليتسنى له تذكر ما عاشه معها من ايام مضت وبعض الذكريات والظروف التي ترتبط بوجودها».

ويتفق مع هذا الرأي حديث سبأ باحنان (موظف في الخطوط السعودية) بأنه لم يرغب في بيع سيارته من نوع كاديلاك موديل 1978 بمواصفات خاصة، لارتباطها بذكريات دراسته في المرحلة المتوسطة. ويعتبر باحنان هذه السيارة الاهم في عدد سياراته الحالية (ثلاث) والتي يستعمل الحديثة منها فقط، بينما لا تزال الكاديلاك تقبع في كاراج المنزل، مع المحافظة على تدوير محركها من وقت الى آخر وتفقد الزيوت والمياه في الراديتر وصندوق التبريد.

ويقول احمد الشنقيطي انه لم يتجه الى معارض السيارات في حياته بهدف بيع المركبة التي معه، بل هو من النوع الذي يشتري السيارات (بلغ عددها 15 سيارة)، ولم يبع أي واحدة منها وذلك بسبب وجود علاقة حميمة بينه وبين تلك المركبات التي تكون عادة كومة من القطع الحديدية والبلاستيكية والزجاجية بعد سنوات من السير الطويل والشاق في الطرق السعودية. ويضيف الشنقيطي بأنه يقضي ساعات طويلة في السيارة ويضع فيها مستلزماته حتى فرشات الاسنان، دلالة على الوقت الطويل الذي يقضيه فيها، واضاف انه باع سيارتين لاصدقائه، ونظرا لضروف المشترين المادية اعيدت له كل واحدة منهما وهي بحالة يرثى لها، واطلق اسم «حذاء ابو القاسم الطمبوري» على احداهما نظرا لصعوبة تخلصه منها في احدى المرات بعدما كرهها لظروف خاصة. وتوجه بعدها الى التشليح حيث تباع السيارات مفككة وسلمها بمبلغ لا يتجاوز 150 دولارا لعامل التشليح، واشترط على الاخير تفكيك السيارة في اسرع وقت حتى لا يتراجع في قراره. واخيرا محمد ابراهيم المدني يمتلك سيارة من نوع بويك موديل 1976 اشتراها من الولايات المتحدة اثناء وجوده هناك، وبقيت معه سنتين. وبعد ان انهى دراسته احضرها الى السعودية ولم يعرضها للبيع، رغم العروض التي جاءته من اصدقائه طمعا في امتلاكها. واطلق المدني الذي يملك الآن عدة سيارات من طرازات مختلفة (مرسيدس ـ بنزوليكزس وغيرها من السيارات الفاخرة)، اسم «عزيزة» على هذه السيارة نظرا لمكانتها عنده.