موسم خاص لفن الزجاجيات في متحف «كوبر هويت» بنيويورك

TT

اذا وضعنا مسألة الذهب جانبا الآن، فإن الكثير مما يلمع هو في واقع الامر «زجاج» مزوّق بطريقة جميلة ومزيّن بإتقان ويتلألأ مع الضوء. منذ ابتكاره قبل خمسة وثلاثين قرنا، ظل الزجاج مرتبطا في الاذهان بالصفاء والجمال والفائدة واحيانا بقواه السحرية لدى البعض. كما جرى تقييمه كثيرا في مكانة لا تقل اهمية وقدرا عن الذهب أو الفضة، علاوة على ان المهارات والوصفات اللازمة لانتاجه خضعت احيانا للحماية وكأنها اسرار دولة. فصناع الزجاج في مدينة البندقية بايطاليا حرموا من مغادرة «مورانو»، الجزيرة التي حولت اليها صناعة الزجاج بموجب مرسوم حكومي صدر عام .1291 اما الذين نجحوا في الفرار من الجزيرة، فقد ارسل في اعقابهم اشخاص كلفوا بتصفيتهم وذلك كآخر خيار لجأ له المسؤولون عقب فشل المناشدات والتهديدات التي استهدفت اسرهم في حملهم على العودة الى الجزيرة مرة اخرى.

ؤتحسنت الاوضاع بعض الشيء بعد عام 1612 بصدور اول كتاب حول صناعة الزجاج، «فن الزجاج»، من تأليف فلورنسي يدعى آنتونيو نيري. فقد وصف نيري الزجاج بانه «اكثر ابهاجا ولطفا وجمالا مقارنة بالكثير من المواد الاخرى المعروفة في عالم اليوم».

مرت اربعة قرون على كلمات نيري الرائعة تلك، غير ان صداها يتردد الآن في معرض فائق الجمال في «متحف كوبر هويت للتصميمات» بنيويورك.

يحتوي المعرض على حوالي 200 قطعة تشتمل على المزهريات والجرار المغطاة والقوارير المزينة الى جانب تصميمات اخرى متعددة تعكس صفات «الجمال والابهاج واللطف» التي تحدث عنها نيري قبل حوالي اربعة قرون. وتركز مجموعة توريستين بروهان من «المتحف الوطني للفنون الزخرفية» بمدريد على نماذج اساسية تعود للسنوات المبكرة من التصميمات الاوروبية الحديثة في مجال الاعمال الزجاجية. بدأ بروهان تجميع اعمال مجموعته الزجاجية في برلين التي نشأ فيها خلال ستينات القرن السابق، اذ كانت المدينة تعج في تلك الفترة بمتاجر التحف والمقتنيات. وبنهاية عام 1991 اصبح بروهان، وهو اقتصادي في الاساس، من ابرز المتخصصين في مجال التحف والاعمال الفنية الزجاجية، كما الف كتابا من 500 صفحة حول مجموعته التي اشتراها منه 1999 متحف مدريد الذي ارسلها، بدوره، في معرض متجول فيما شيد لها جناحا خاصا.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»