تقديم حصيلة التنقيب الأثري بموقع زيليل

TT

قدّم عالم الآثار الفرنسي إيليان لونوار في مدينة طنجة بالمغرب، اخيراً، حصيلة التنقيبات التي اجراها على مدى خمس وعشرين سنة في موقع زيليل الاثري الواقع على بعد عشرة كيلومترات من مدينة اصيلة ( شمال المغرب). وأوضح العالم الاثري في مداخلته خلال ندوة نظمتها «جمعية البوغاز» انه وبخلاف الرأي الشائع سابقا ليست زيليل هي نفس مدينة زيليس الرومانية التي تحوّل اسمها بعد الفتح الاسلامي الى اصيلة، بل ان الامر يتعلق بمستعمرة اخرى أمر ببنائها الامبراطور الروماني اغسطس في القرن الاول قبل الميلاد.

وعزا لونوار الخلط الشائع سابقاً بين موقعي زيليل وزيليس الى التشابه اللفظي بين اسميهما. وقد حسم الامر بعد اكتشاف المنقبين الذين ترأسهم لونوار دعائم البوابة الغربية لزيليل التي نقشت عليها كتابات تبين اسم المدينة الكامل وهو «جوليا قسطنطينا زيليل»، التي شيدت بدورها على أنقاض موقع آخر أصغر يحتمل ان يكون مكاناً لمزاولة التجارة بين سكان المغرب الاصليين والفينيقيين.

وقد اثار هذا المكان اهتمام الرحالة الاوروبيين الذين زاروا المنطقة منذ نهاية القرن التاسع عشر بحكم عثور الفلاحين المحليين في المكان ذاته على نقود قديمة ومقتنيات اثرية تتمثل في أوان ونقوش وتماثيل موجودة على عمق بسيط عن سطح الارض وتنكشف بمجرد ممارسة عمليات الحرث.

وللعلم، فزيليل هي احدى ثلاث مستعمرات رومانية بشمال المغرب، ورد ذكرها في العديد من النصوص القديمة. وتبلغ مساحة هذه المستعمرة 25 هكتارا وتمتد على هضبة متناسقة الارتفاع وتتضمن حمامات عمومية ومعابد ومسرحا وبقايا السور الذي كان يحيط بها. وقد عثر على آثارها التي تتضمن عدة مقتنيات محروقة ومعالم مخربة، مما يدل على ان المدينة تعرضت للاحراق بشكل عنيف وسريع في القرن الخامس الميلادي، ثم تحولت الى منطقة رعي وفلاحة في القرون الوسطى الاسلامية.

=