عام «الربيع العربي» والأزمة الأوروبية

TT

سيسجل المؤرخون عام 2011 كسنة فارقة في التاريخ الحديث، فحجم التغيرات والأحداث التي وقعت جعل المتابعين يلهثون وراءها، إنه عام ما أطلق عليه «الربيع العربي» الذي انطلق كموجة عاصفة أطاحت حتى الآن بثلاثة من قادة الدول العربية في تونس ثم مصر ثم ليبيا (بن علي ومبارك والقذافي)، بينما نقل الرابع، وهو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، سلطاته إلى نائبه، ولا يزال الخامس (الرئيس السوري بشار الأسد) يقاوم ثورة شعبه ضده مستخدما أساليب القمع الدموية. في تونس ومصر كان أسلوب التغيير مختلفا عما جرى في ليبيا ثم اليمن أو ما يحدث حاليا في سوريا، مع فارق التفاصيل بين كل حالة وأخرى، وإن كانت التداعيات والتحديات ما زالت قائمة والمستقبل غير واضح.

هو عام تاريخي كان بطله «الربيع العربي» الذي جاء كمفاجأة لم يتوقعها أحد بعد ركود سياسي لسنوات طويلة، وهو الحدث الأبرز على الصعيد العالمي، بما جعل مجلة «تايم» تختار المتظاهر كشخصية عام 2011، لكن الموجة كان لها تداعياتها على الصعيد العالمي في ما تمثل في حركة «احتلوا وول ستريت» وحركات احتجاجية أخرى مشابهة في أوروبا.

الحدث الأبرز الثاني كان الأزمة الاقتصادية العالمية التي تفاقمت ووصلت حدتها إلى إطاحة عدة حكومات أوروبية ووضع منطقة اليورو في دائرة الخطر، وما زالت التفاعلات مستمرة. وبالطبع لم يخل العام من كوارث طبيعية كبرى أبرزها حادث المفاعل النووي في اليابان الذي جاء بعد تسونامي مدمر.