الشيخ صادق الأحمر.. نصير الشباب في ثورة اليمن

تحول من دور الوسيط السياسي إلى أشد خصوم الرئيس اليمني

صادق الاحمر
TT

عبر خمسة أعوام، لعب الشيخ صادق الأحمر، شيخ قبيلة حاشد اليمنية، دورا الوسيط السياسي بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ومعارضيه عاملا على التوفيق بين الطرفين، إلا أنه في مارس (آذار) الماضي أصبح إحدى ركائز المعارضة بإعلانه انضمامه هو وقبيلته صاحبة النفوذ الواسع إلى الثورة اليمنية.

وكان صادق الأحمر قد تمت مبايعته في 28 يناير (كانون الثاني) 2008 لشياخة قبيلة حاشد خلفا لوالده الشيخ عبد الله الأحمر الذي يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية والقبلية في التاريخ اليمني.

ولد صادق الأحمر عام 1956 في قرية الخمري بمحافظة عمران اليمنية حيث تلقى تعليمه الأول في كتَّاب القرية، وعند قيام الثورة سنة 1962 وخروج والده الشيخ عبد الله الأحمر من سجن المحابشة، استقر المقام بأسرته في مدينة صنعاء، حيث التحق بالمدرسة النظامية، ثم بعثه والده إلى مصر للدراسة، وحينما اشتد الخلاف بين والده من جهة وعبد الله السلال والمصريين من جهة أخرى، ألغت مصر عام 1966 منحة الصادق الدراسية، فعاد إلى اليمن لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر لإكمال دراسته الثانوية والعليا لاحقا.

وحينما بدأ الخلاف بين والده والرئيس السابق إبراهيم الحمدي قطع صادق دراسته الجامعية واستقر باليمن بجانب والده، حيث اكتسب منه خبرات التعامل مع الكثير من القضايا القبلية. وفي سنة 1979، مع اندلاع الحرب بين شطري اليمن ترأس صادق الأحمر الجيش الشعبي الذي قاتل الجبهة الوطنية المدعومة من حكومة جنوب اليمن في محافظة إب، وفي سنة 1982 توجه الشيخ صادق الأحمر إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الطيران المدني لمدة 4 سنوات ثم عاد إلى اليمن 1987.

وفي عام 1988، بدأ اسم الصادق يبرز على الساحة السياسية في اليمن حين ترشح لعضوية مجلس الشورى اليمني، ثم ترشح في سنة 1993 لعضوية مجلس النواب، حيث فاز بعضوية المجلس وبدأ يلعب دورا سياسيا مهما مع خلافته لوالده، وزاد من نفوذه اقترابه من المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح، ولعبه دور الوسيط للتوفيق بين الطرفين طوال السنوات الخمس الماضية.

ومع اندلاع ثورة الشباب في اليمن في فبراير (شباط) الماضي، حدثت نقطة التحول في علاقة الأحمر بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، حيث أصبح إحدى ركائز المعارضة بإعلانه انضمامه وقبيلته صاحبة النفوذ الواسع، إلى الثورة اليمنية في 23 مارس الماضي.

واستغل الأحمر علاقات ونفوذ قبيلته للتواصل مع الكثير من الوسطاء في الأزمة اليمنية حيث التقى عددا من السفراء كالسفراء الأميركي والفرنسي والسعودي معلنا في كل مرة أنه يريد حلا لليمن وليس لصالح، مبديا قبوله للمبادرة الخليجية دون تعديل أي بند بها.

ومع استمرار قمع السلطات اليمنية للثوار اليمنيين، تحول صادق الأحمر إلى أقصى درجات معارضة صالح متحولا لخصم لدود له، وأضحى الجدار الذي يستند إليه المعارضون في كسب ولاء القبائل لمطالبتهم برحيل النظام. فقد أعلن معارضته لنظام علي عبد الله صالح، مؤكدا في أحد تصريحاته أن «عبد الله صالح سيغادر البلاد حافي القدمين». وأصدر علي عبد الله صالح قرارا باعتقال الشيخ صادق الأحمر وبعض من عائلته وإخضاعهم للمحاكمة بتهمة التمرد المسلح، كما اتهم صالح الشيخ صادق الأحمر بأنه وراء حادث اغتياله في الهجوم الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، ومع قصف القوات اليمنية الموالية لصالح لمنزل الأحمر في منطقة صوفان والحصبة، تعهد الأحمر ببقائه في منزله حتى الموت.

ورغم تأييده للثوار اليمنيين ومطالبته برحيل صالح، فإن البعض يرى أن الأحمر ممن يحاولون القفز على الثورة اليمنية محاولا اختلاق دور له ولقبيلته، لكنه دافع عن نفسه قائلا «إن الثورة اليمنية ثورة الشباب، ولن يفرض أحد عليهم شيئا، لا أنا ولا غيري، وإنني أعاهد الله اليوم أنني لا أطمح في أي سلطة».

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»