توقعات خابت في 2011

انهيار الصين وخوض سارة بالين السباق الانتخابي لم يتحققا.. وتنبؤات إديسون قبل 100 عام خابت أيضا

TT

في ما يلي أسوأ التوقعات العالمية لعام 2011:

1 - «شعبي يحبني».

* «أقول لكم إن استجابتي لصوتكم ورسالتكم ومطالبكم هو التزام لا رجعة فيه، وإنني عازم كل العزم على الوفاء بما تعهدت به بكل الجدية والصدق، وحريص كل الحرص على تنفيذه دون ارتداد أو عودة للوراء... وستظل مصر هي الباقية فوق الأشخاص وفوق الجميع».

(الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، في خطابه المتلفز، يوم 10 فبراير/ شباط، 2011).

* «تقدموا.. احملوا أسلحتكم وتوجهوا للقتال من أجل تحرير ليبيا شبر شبر من الخونة ومن حلف الناتو... دم الشهداء وقود المعركة... نهاية الاستعمار قريبة. نهاية الجرذان (الثوار) قريبة، إنهم يفرون».

(من خطاب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي تم تسجيله صوتيا في 15 أغسطس/ آب، 2011).

* «إنني لا أتحدث هنا باسم التونسيين أو المصريين. إنما أتحدث باسم السوريين. إنه أمر دائما ما تبنيناه. لدينا ظروف أصعب من معظم الدول العربية، لكن على الرغم من ذلك، فإن سوريا تنعم بالاستقرار. لماذا؟ لأنك يجب أن تكون على اتصال وثيق بمعتقدات شعبك. هذا هو الموضوع الأساسي. وحينما يكون هناك اختلاف بين سياستك ومعتقدات واهتمامات شعبك، ستنشأ لديك هذه الفجوة، مما يولد حالة من الاضطراب».

(مقابلة للرئيس بشار الأسد مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم 31 يناير/ كانون الثاني، 2011).

لم يكن هذا عاما سعيدا على الحكام الديكتاتوريين. فبعد يوم من خطابه الذي وعد فيه بأن ينهي فترة رئاسته ويسلم السلطة فقط حينما يكون مستعدا، تنحى مبارك، تحت ضغط من الجيش. وخرج ثوار ليبيا إلى شوارع طرابلس بعد أسبوع من تأكيد القذافي أن نهاية «الجرذان» (الثوار) باتت وشيكة، ولقي القائد نهايته الدموية في 20 أكتوبر (تشرين الأول) (وفى القذافي على الأقل بوعده بالموت على تراب ليبيا بدلا من الهرب). ربما يكون الأسد ما زال متشبثا بالسلطة، لكن بعد مظاهرات استمرت عدة أشهر، وكون دولته على شفا حرب أهلية، يحمل تأكيده أن سوريا بعيدة عن انتفاضات «الربيع العربي» التي تجتاح مختلف بقاع العالم العربي نبرة تفاؤل غير منطقية.

2 - مصر بخير

* «تقييمنا أن الحكومة المصرية مستقرة وتتطلع إلى سبل للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب المصري».

(وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في مؤتمر صحافي في 25 يناير، 2011).

على الرغم من التحذير قبل أسبوعين من أن «أسس منطقة الشرق الأوسط تتداعى»، ما زالت كلينتون تبدو واثقة من أن نظام مبارك يمكنه أن ينسق إجراءاته بشكل فعال. كان 25 يناير هو يوم اندلاع أول مظاهرة ضخمة في ميدان التحرير. كيف سارت الأمور. أهو وضع مستقر؟ ليس بدرجة كبيرة.

3 - الإصلاحات السورية قادمة

* «قياسا على أن سوريا ستتقدم للأمام، فسوف تشهد تغيرات، إذ تربطها علاقة شرعية وطيدة بالولايات المتحدة والغرب، جنبا إلى جنب مع ما تحمله تلك العلاقة في متنها من فرصة اقتصادية ومشاركة».

(السيناتور جون كيري، في حديث له بمؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي في 16 مارس/ آذار، 2011).

لقد كانت المظاهرات مستمرة بالفعل منذ أسابيع عندما قدم كيري، وهو عضو الكونغرس الذي لعب دورا خطيرا في الحوار مع النظام السوري والتقى بالرئيس الأسد 6 مرات على مدار العامين الماضيين، هذا التقييم التفاؤلي. شددت الولايات المتحدة من عقوباتها على سوريا خلال هذا العام كرد فعل تجاه الإجراءات القمعية التي ينتهجها النظام السوري، وأخبر كيري جوش روغين، المتخصص في الشؤون الخارجية، في مايو (أيار) أن الأسد «ليس إصلاحيا الآن». لكن تصويت الثقة بشأن الإصلاحات الحكومية كان في غير موضعه.

4 - تولي سارة بالين منصب الرئيس

* «لست مراهنا، لكني سأقدم مبلغا كبيرا من المال في حالة خوضها السباق الانتخابي. يمكنك أن تسبب عدة مضايقات أثناء العملية السياسية، وأعتقد أنها قاربت على التخلص من هذا».

(كارل روف عن سارة بالين، «فوكس نيوز»، الأحد، 21 أغسطس 2011).

جانب العقل السياسي المدبر في إدارة بوش الصواب هذا الصيف، عندما افترض، هو وكثير من وسائل الإعلام الأميركية، أن رحلة الدعاية المطولة لبالين وزيارتها المتكررة لأيوا تعتبر تمهيدا لخوضها سباق الانتخابات الرئاسية. غير أن الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا ونجمة «تلفزيون الواقع» أعلنت أنها لن تخوض السباق الانتخابي في 5 أكتوبر.

5 - عودة رودي

* «علمت من مصدرين موثوق بهما أن رودي جولياني يعتزم أن يكون مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة في عام 2012. ربما يخوض التحدي قريبا».

(ويليام كريستول، في رسالة إلى «ويكلي ستاندارد»، 8 يونيو/ حزيران 2011).

أعاد كريستول النظر في القائمة التي أعدها مرة أخرى في عام 2008 عندما أخبرته كرته البلورية أن «باراك أوباما لن يفوز على هيلاري كلينتون في أي جولة انتخابية للحزب الديمقراطي». جانبه الصواب مجددا هذا العام، عندما أخبرته مصادره الموثوق بها أن رودي سيسعى إلى معالجة الأخطاء التي شابت حملته في عام 2008 بتحويل «كل شيء إلى نيو هامبشير، حيث يعتقد أن أمامه فرصة جيدة للفوز على رومني». كانت الانتخابات الرئاسية الوحيدة التي لعب جولياني دورا فيها هذا العام هي انتخابات بيرو، ولم يدعم حتى أي فائز في تلك الانتخابات.

6 - التحول في مسار الطاقة النووية في ألمانيا

* «أعتقد أن من العدل القول إن نظام إمدادنا من الطاقة سيصبح الأكثر كفاءة وحفاظا على البيئة.. سوف تعمل الاتفاقية على توفير الطاقة النووية بأسعار معقولة لكل من المستهلكين والشركات والمؤسسات. هدفنا هو ترويج مصادر الطاقة المتجددة، وننظر إلى مصانع الطاقة النووية والطاقة المولدة من الفحم باعتبارها وسيلة لا غنى عنها لتحقيق هذا الهدف. إنها ثورة في قطاع إنتاج الطاقة، ليس أكثر ولا أقل».

(المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن خطط حكومتها لإطالة عمر المفاعلات النووية في ألمانيا، في خطاب في برلين، 9 يونيو 2010).

دافعت ميركل عن خططها المثيرة للجدل من أجل إلغاء عملية تدريجية لإغلاق مصانع الطاقة النووية في الدولة على أساس أن الإبقاء على هذه المصانع سيساعد ألمانيا في أن تصبح رائدة عالمية في مجال الطاقة المتجددة النظيفة. لكن في أعقاب وقوع كارثة فوكوشيما دايتشي النووية في اليابان هذا العام، تراجعت عن موقفها السابق ووضعت خطة للتخلي التدريجي عن مصانع الطاقة النووية في ألمانيا، بحيث لا يكون هناك أي مصنع لإنتاج الطاقة النووية بحلول عام 2022. ما تبريرها؟ أن ذلك سيجعل ألمانيا «رائدة لعصر جديد من مصادر الطاقة المتجددة». وعلى الرغم من أنه قد لا يكون من الواضح تحديدا ماهية الريادة في مجال الطاقة، إلا أن ألمانيا بالتأكيد ستصل إلى القمة في هذا الشأن.

7 - عصر توماس إديسون الذهبي

* «نحن بالفعل على أعتاب اكتشاف سر تحويل المعادن، المتماثلة بأكملها في تكوينها، مع الاختلاف في أحجامها. قبل وقت طويل، كان من السهل تحويل حمولة سبائك حديدية إلى سبائك من الذهب الخام. في الأيام المقبلة، لن يكون هناك داع لعدم تصنيع سفننا العظيمة من الذهب الصلب من البداية للنهاية؛ ولعدم ركوبنا سيارات أجرة مصنوعة من الذهب أو أن نستعيض بالذهب عن الفولاذ في غرف الاستقبال. سيكون الفولاذ هو الأكثر صلابة، ومن ثم الأرخص على المدى البعيد».

(توماس إديسون في توقعاته لعام 2011، «ميامي ميتروبوليس»، 23 يونيو 1911).

من ضوء الكهرباء إلى الموسيقى المسجلة، ندين بالكثير للرؤية المستقبلية لإديسون، لكن قياسا على هذا الحوار الذي تخيل فيه الحياة في عام 2011، يمكننا القول إنه لم يكن من الممكن أن يصبح تاجر سلع أو كيميائيا ناجحا. لقد زاد سعر الذهب - المادة الذي ما زالت نادرة جدا إلى حد أن إجمالي مخزونها العالمي في تاريخ البشرية يقدر فقط بـ50 قدما مكعبا - بمقدار 7 أضعاف على مدار الـ50 عاما الماضية.

تنبأ إديسون في الحوار نفسه أيضا بأنه في المستقبل ستطبع الكتب على ألياف النيكل الخفيفة «بحيث يسهل على القارئ حملها ويمكنه أن يستمتع بامتلاك مكتبة صغيرة بحجم صغير».

8- خذ إجازة استرخاء في ليبيا

* «لماذا الذهاب: لمشاهدة أطلال هذه البقعة من شمال أفريقيا واستكشاف الصحراء بقيادة سيارة دفع رباعي أو امتطاء جمل؟

لماذا الذهاب الآن؟ لأن رفع قيود حصول الأميركيين على تأشيرات مؤخرا يعني أن الباب الذي ظل موصدا لفترة طويل فتح مجددا الآن».

(مجلة «كود ناست ترافيلر» عن ليبيا، «أفضل 15 مكانا يمكن رؤيتها»، أبريل/ نيسان 2011).

ربما اعتقدت مجلة «كود ناست ترافيلر» أنها قد تكون تحلت بالجرأة بترشيح ليبيا بوصفها «أفضل أطلال الرومان خارج إيطاليا». ولسوء الحظ، ربما تكون هذه جرأة مبالغ فيها وفي غير وقتها. كان هذا الخبر إحدى النتائج السيئة العديدة لطغيان نظام نشر المطبوعات هذا العام. ففي الوقت الذي تم فيه توزيع هذا العدد بأكشاك الصحف، كان حلف الناتو قد بدأ ضرباته الجوية على ليبيا. (انظر أيضا: البروفايل الذي يتملق سيدة سوريا الأولى، أسماء الأسد، في مجلة «فوغ»).

9 - نهاية الحزب الشيوعي

* ما الذي تعنيه بـ(انهيار)؟

بعد الانهيار، سيكون هناك شكل جديد من الحكومات، وسيبتعد الحزب الشيوعي عن السلطة. بالطبع ستظل الصين باقية لكنها لن تكون شيوعية.

متى ستنهار الصين؟

خلال هذا العقد - بعبارة أخرى، بحلول عام 2011 - بحسب غوردن تشانغ، في كتابه «الانهيار القادم للصين، 2001».

في عام 2001، أصبح تشانغ، الكاتب والمعلق التلفزيوني، الكاتب الأكثر مبيعا بهذا الكتاب الذي يتنبأ فيه بأنه بمجرد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، ستؤدي المنافسة الأجنبية إلى انهيارها اقتصاديا، ثم سياسيا. وتوقع تشانغ أنه ربما يبدأ حدوث الانهيار بحلول عام 2006، لكنه سيكون مؤكدا بنهاية عام 2011. ومنذ بداية عام 2001، نما اقتصاد الصين بنسبة 8 في المائة على الأقل سنويا، ولم توجه أي تهديدات سياسية لحكم الحزب الشيوعي. (مع أنه كانت هناك مظاهرات أضخم من المعتاد في المناطق الريفية في عام 2011). في هذا العام، اعترف تشانغ بأنه جانبه الصواب بفارق بضعة أشهر، لكنه ما زال يعتقد أن الانهيار «وشيك جدا». وإحقاقا للحق، فبالنظر إلى كل الأخبار غير المتوقعة هذا العام، ما زال أمامه أسبوعان لإثبات صحة توقعه.

10 - النهاية هنا

* «يوم 21 مايو غاية في الأهمية، لأنه سيسجل نهاية العالم، الموت المروع والدمار الشامل لكل الأحياء الباقين».

(هارولد كامبينغ، إذاعة «كيه بي آي إكس راديو»، 18 مايو، 2011).

* «يمكننا أن نكون واثقين من أن العالم بأسره سيزول في 21 أكتوبر».

(هارولد كامبينغ، على الموقع التابع لإذاعته المسيحية، في 23 مايو).

حظي حديث المبشر للمحطة الإذاعية المسيحية الكائنة في كاليفورنيا بتغطية عالمية هذا العام لتوقعاته المتسمة بالثقة والتحديد بشأن كون يوم 21 مايو هو بداية دخول البشرية يوم الحساب الأخير - مستندا على عشرات الاقتباسات من الكتاب المقدس والمراجع التاريخية - وأن يوم 21 أكتوبر سيكون يوم زوال العالم بأسره. لحسن الحظ، عالمنا ما زال قائما، وحقق كامبينغ لنفسه شهرة كبيرة. ولو كان عالمنا ما زال قائما العام المقبل، سيأتي دور قبائل المايا في القائمة المشينة الخاصة بأسوأ التوقعات للعام.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»