محطات عام 2012: احتجاجات شعبية وضغوط داخلية تواصل تقلبات المشهد الدولي

TT

لم يكن بإمكان أي صحافي أو محلل أن يتوقع أحداث عام 2011 التي حقا كانت تاريخية وأدت إلى أحداث غير مسبوقة في العالم وخاصة العالم العربي، بالإضافة إلى واقع بأن كل عام يحمل مفاجآت لا يمكن التنبؤ بها مسبقا. وبينما من المؤكد أن عام 2012 سيكون حافلا بالأحداث، من تبعات التغييرات في الدول العربية من جهة والأزمة العالمية الاقتصادية من جهة أخرى، هناك نقاط عدة بارزة على أفق العام الجديد. ومن المرتقب أن يشهد العام المقبل ضغوطا وتقلبات داخلية في دول رئيسية تؤثر بدورها على العلاقات الدولية، إذ المسيرات الاحتجاجية المطالبة بالحريات أو تحسين الوضع المعيشي من المتوقع أن تتواصل. وفي ما يلي أبرز المحطات المرتقبة خلال الأشهر الـ12 المقبلة:

- انتخابات دول الثورات العربية: من مصر إلى ليبيا إلى اليمن، يشهد عام 2012 سلسلة من الانتخابات في دول عربية شهدت ثورات واضطرابات من شعوب تريد تغيير قياداتها. وستكون سلسلة الانتخابات العربية جوهرية في فتح صفحات جديدة في تلك الدول. ومن المتوقع أن تجلب تلك الانتخابات قيادات جديدة للمرة الأولى في البلاد.

- انتخابات في دول عربية تشهد إصلاحات: تجري كل من الجزائر والكويت والأردن انتخابات مهمة العام المقبل ضمن جملة إصلاحات داخلية لمعالجة أوضاعها الداخلية.

- كتابة الدستور: تمثل تونس خلال العام المقبل نموذجا للعالم العربي خلال إعدادها لدستور جديد يجسد مكاسب الثورة التونسية وبناء الدولة العصرية. وسيكون على مصر وليبيا أيضا إعداد دستورين جديدين خلال عام 2012.

- الوضع السوري: تبدأ سوريا العام الجديد في وضع مجهول مع تفاقم الأزمة الداخلية ومواصلة المواجهة العسكرية للاحتجاجات الداخلية. من المتوقع أن يتسع الدور الخارجي في سوريا وتقوية موقف المعارضة السورية التي تبلورت خلال عام 2011، مع ضغوط متزايدة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

- اتساع رقعة الاحتجاجات في العالم العربي: تشهد دول مثل السودان والعراق اضطرابات داخلية قد تؤدي إلى احتجاجات موسعة وتقلبات في السلطة رغم أنها لم تكن ضمن التغييرات السياسية خلال عام 2011.

- المحاكمات العربية: من المتوقع أن يشهد العام المقبل محاكمات لرموز أنظمة عربية سقطت خلال عام 2011، من بينها الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجل العقيد الليبي السابق معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي.

- المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: من المتوقع أن تنشط المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وأن تبدأ محاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وبعد 7 أعوام من اغتيال الحريري، تعكف المحكمة الدولية على بدء المحاكمات خلال عام 2012 وسط ضغوط لبنانية داخلية شديدة.

- الدولة الفلسطينية: تواصل السلطة الفلسطينية العمل على الحصول على الاعتراف الدولي لفلسطين وبعد تقديم الطلب الرسمي للأمم المتحدة عام 2011، يشهد العام المقبل جهودا فلسطينية للحصول على اعتراف من منظمات دولية جديدة قبل اجتماع الجمعية العامة في سبتمبر (أيلول) المقبل حيث ستطرح قضية العضوية مجددا. ومن جهة أخرى تشهد الأراضي الفلسطينية تطورات في السلطة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية التي من المتوقع أن تؤدي إلى بروز قيادات جديدة.

- تشدد إسرائيل: مع تفاقم تشدد اليمين الإسرائيلي، تواجه الحكومة الائتلافية الإسرائيلية ضغوطا شديدة العام المقبل قد تؤدي إلى انفكاك الحكومة.

- عقدة إيران: أمام إيران عام عصيب مع الاستعداد للمزيد من العقوبات الاقتصادية الدولية تزيد من الضغوط على السلطات الإيرانية. ومن المتوقع أن تكون الانتخابات الإيرانية المقبلة فرصة لانتعاش المعارضة الإيرانية واتساع نفوذها. وعلى صعيد الملف النووي، من المتوقع أن يتأزم الملف مع فشل اتفاق إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني.

- انتخابات الولايات المتحدة: تدخل الولايات المتحدة عاما من السجال السياسي الداخلي يبدأ من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل عندما تجري الانتخابات الرئاسية الأميركية. وبينما تظهر استطلاعات الرأي حاليا بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما مقبل على النجاح بولاية ثانية في الرئاسة لم يحسم بعد مرشح الحزب الجمهوري الذي قد يمثل خصما شديدا لأوباما خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.

- انتخابات فرنسا: من المتوقع أن تشهد فرنسا انتقالا في السلطة مع الانتخابات الرئاسية التي قد تؤدي إلى نهاية رئاسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع تقدم منافسيه في المرحلة الحالية.

- عودة بوتين: من المتوقع أن يعود فلاديمير بوتين إلى الرئاسة في الانتخابات الروسية العام المقبل، بينما يواجه معارضة أقوى من السابق لنفوذه المتصاعد مع بداية عام 2012 باحتجاجات شعبية روسية.

- الحرب في أفغانستان: تواصل قوات «الناتو» العمل على تسليم السلطة الأمنية إلى القوات الأفغانية خلال العام المقبل، استعدادا للتسليم الكلي عام 2014، وفي الوقت نفسه سيكون العام المقبل حاسما في جهود بدء الحوار بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.