عائلات حكمت جمهوريات عربية

TT

شهد القرن العشرين انقلابات عدة في العالم العربي بهدف إنشاء جمهوريات مستقلة تنهي عهد الاستعمار. إلا أن سرعان ما ظهرت عائلات حكمت عددا من تلك الدول وتحت عنوان «الجمهورية» وعادة بانتخابات مزيفة. وفي ما يلي أبرز العائلات التي حكمت جمهوريات عربية خلال المرحلة الماضية:

* عائلة العقيد الليبي السابق معمر القذافي: قبل إسقاط نظام القذافي في الثورة الليبية هذا العام، حكم القذافي ليبيا منذ عام 1969 بقبضة من حديد. وخلال السنوات الماضية، برز أولاده في حكم البلاد، وخاصة نجله سيف الإسلام القذافي الذي بات من شبه المؤكد تسلمه الحكم في البلاد. وكان سيف الإسلام يتمتع بسلطات واسعة في البلاد على الرغم من عدم تمتعه بصفة رسمية. ولعب كل من نجلي معمر، الساعدي القذافي وخميس القذافي، دورا في القوات المسلحة الليبية، بينما كانت ابنته عائشة تمثله أحيانا في فعاليات دولية.

* عائلة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين: إلى حين إسقاط نظامه عام 2003، حكم صدام حسين العراق لأكثر من عقدين بالاعتماد على عائلته والمقربين منه من تكريت مسقط رأسه. وبينما كان نجله الأكبر عدي الأكثر شراسة، كان النجل الأصغر قصي الأقوى سياسيا والذي كان من المتوقع أن يخلفه في الحكم. وكانت عائلة صدام حسين تتمتع بسلطة كاملة في البلاد في حال أبقت ولاءها الكلي له، مثل علي حسن المجيد الذي كان وزيرا للدفاع لفترة وكان من أكثر القياديين عنفا في العراق. إلا أن في عام 1995، شهدت عائلة صدام شرخا كبيرا مع لجوء نجلي ابن عم صدام حسين، حسين وصدام كامل حسين، إلى الأردن وهما زوجا ابنتي صدام رغد ورنا. ولكن بعد فشلهما في الحصول على دعم دولي لمعارضة صدام، عادا إلى العراق ليقتلا لاحقا.

* عائلة الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد: منذ توليه الحكم عام 1970، عمد حافظ الأسد على السيطرة الكلية على السلطة في البلاد. ورغم استيلائه على السلطة من خلال حزب البعث والاعتماد على المقربين له، كان من أبرز خلافاته السياسية مع أخيه رفعت الأسد، الذي سعى إلى الاستحواذ على السلطة بالقوة عام 1984، مما أدى إلى منفاه حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من أن نجل حافظ الأسد الأكبر باسل كان من المتوقع أن يخلف أبيه في السلطة، وفاته عام 1994 أدت إلى إعداد النجل الثاني بشار لهذه المهمة. ومنذ أن تولى الرئاسة عام 2000، واصل بشار الأسد الاعتماد على عائلة الأسد وعائلة والدته مخلوف في حكم البلاد. وبينما شقيقه ماهر الأسد يقود الحرس الجمهوري وقائد الفرقة الرابعة للجيش السوري، يعتبر ابن خاله رامي مخلوف الوجه الأبرز المتسلط على الاقتصاد السوري.

* عائلة الرئيس المصري السابق حسني مبارك: على الرغم من خلفية مبارك العسكرية، فإنه منذ أن تولى الرئاسة عام 1981 وحتى إنهاء رئاسته بداية هذا العام، كان مبارك يعتمد على عائلته ودائرة ضيقة من مقربين لحكم البلاد. وكان من المتوقع أن يخلفه نجله الثاني جمال مبارك في الحكم، بعد أن وسع من نشاطاته وسلطته في الحزب الحاكم سابقا الحزب الوطني الديمقراطي، بينما النجل الأكبر كان يركز سلطته على عالم المال والأعمال. واشتهرت زوجة مبارك سوزان في لعبها دورا مهما في المجالين السياسي والاقتصادي في البلاد، مما زاد من الانتقادات الموجهة لمبارك.

* عائلة الرئيس اليمني المنتهية ولايته علي عبد الله صالح: انتشر أقارب صالح في مناصب رفيعة في الأجهزة الأمنية اليمنية، مما ساعده على السيطرة الكلية على البلاد قبل اندلاع الثورة اليمنية. ومن أبرز القيادات العسكرية نجله أحمد قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، بينما ابن أخيه طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص للرئيس، بينما ابن أخيه الثاني عمار محمد عبد الله صالح مسؤول جهاز الأمن القومي، ويقود القوات الجوية محمد صالح عبد الله الأحمر. ويتوزع عناصر آخرون من عائلتي صالح والأحمر في القيادات العسكرية في البلاد، بينما أصهار صالح من عائلة دويد لديهم مناصب سياسية واقتصادية.

* عائلة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي: خلال رئاسته من 1987 حتى 2011، تمتعت عائلة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي بسلطات سياسية واقتصادية غير مسبوقة في البلاد. وبينما بن علي كان لديه السلطات السياسية الكاملة، تمتعت زوجته ليلى الطرابلسي وعائلتها بنفوذ كبير في البلاد، مما ساهم بالاحتجاجات الشعبية التي أشعلت الثورة التونسية بداية العام. وكان لدى عائلة بن علي نفوذ مالي كبير في البلاد بين أصهاره من عائلة الطرابلسي تمتعوا بسلطات من خلال السيطرة على عدد من البلديات المحلية ومن خلال مشاريع اقتصادية ضخمة.