أفريقيا عام 2011.. بين المجاعة والثورة

TT

> بدأ عام 2011 بالاستعداد لدولة جديدة أفريقية بعد أن صوت أهالي جنوب السودان لصالح الاستقلال في 9 يناير (كانون الثاني)، وشهد السودان وجنوب السودان اهتماما واسعا، قبل أن يقام احتفال دولي في 9 يوليو (تموز) للإعلان عن الدولة الجديدة. إلا أن صور الاحتفالات كانت نادرة في القارة الأفريقية خلال العام الماضي، بينما برزت الصور المأساوية من الصومال بعد أن شهد القرن الأفريقي أسوأ حالات الجفاف منذ 60 عاما. وأعلنت الأمم المتحدة رسميا المجاعة في يوليو الماضي، في وقت عانى 12 مليونا من سكان شرق أفريقيا في الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وأوغندا من آثار الجفاف. وأدى الجفاف إلى نزوح مئات الآلاف من المتضررين، بينما أصبح مخيم دباب في كينيا أكبر مخيم للاجئين فيه 400 ألف غالبيتهم من الصومال.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 4 ملايين صومالي يواجهون أزمة حقيقية في الصومال بينما 750 ألفا في سبتمبر (أيلول) الماضي واجهوا خطر الموت بسبب المجاعة. وزادت المخاوف من اتساع نفوذ تنظيم القاعدة في الصومال خاصة مع تحالف حركة الشباب مع التنظيم، وبدأوا يوزعون المال والغذاء والمساعدات الطبية للآلاف من أهالي الصومال.

ومن جهة أخرى، شهد ساحل العاج مرحلة مضطربة ودموية بعد مقتل نحو 3 آلاف عقب الانتخابات التي أدت إلى خسارة لوران غباغبو وفوز الحسن واتارا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. وبعد حالات قتل ومشاكل سياسية وأمنية عصفت بالبلاد، سلمت سلطات ساحل العاج غباغبو إلى المحكمة الدولية في لاهاي في نوفمبر الماضي حيث يواجه محاكمة دولية.

أما في الكونغو، فعقدت في نوفمبر الماضي انتخابات اعتبرتها منظمات دولية غير نزيهة وأدت إلى إعادة انتخاب الرئيس جوزيف كابيلا، بينما تواصل القتال فيها.

وتواصلت في نيجيريا حالات القتال الطائفي، بينما تبنت حركة بوكو حرام المتطرفة هجمات عدة، أبرزها في أغسطس (آب) الماضي عندما استهدفت مقر الأمم المتحدة في أبوجا مما أدى إلى مقتل 20 شخصا.

وبالطبع فإن الثورات في شمال أفريقيا، من تونس إلى مصر وليبيا، غيرت وجه القارة سياسيا، ودفعت شعوب الدول الثلاث، بالإضافة إلى دول أفريقية أخرى، إلى التحرك لتحسين الأوضاع الداخلية. وكانت الثورة التونسية، أو «ثورة الياسمين»، هي أولى الثورات والحركات الشعبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ في 14 يناير (كانون الثاني) تخلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن منصبه بعد 23 عاما. وبعدها بدأت الثورة المصرية التي بدورها أنهت رئاسة الرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير (شباط) الماضي بعد 18 يوما جذبت اهتمام العالم بأسره. ولكن كانت الثورة الليبية وتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) هي الأكثر تأثيرا على القارة الأفريقية، خاصة أن الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي توج نفسه «ملك ملوك أفريقيا»، شهد نهاية رئاسته ومقتله بعد مواجهات دموية انتهت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان القذافي قد لعب دورا، إيجابا وسلبا، كبيرا في القارة الأفريقية خلال العقود الماضية، من تمويل الحملة الانتخابية لرئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا إلى تمويل مواجهات دموية في دول مثل سيراليون. وكان القذافي من أبرز داعمي الاتحاد الأفريقي، إذ كان يمول 15 في المائة من ميزانية المؤسسة ويساعد دولا مثل مالاوي التي كانت تعاني مشاكل مالية منعتها أحيانا من دفع الأموال المترتبة عليها للعضوية. وعارض الكثير من قادة أفريقيا، وعلى رأسهم رئيس جنوب أفريقيا جيكوب زوما تدخل الناتو في الثورة الليبية.

كما أن الثورة الليبية وخاصة في شهر مارس (آذار) أدت إلى استهداف عدد من الأفارقة من جنوب الصحراء وهروب الآلاف منهم من ليبيا.