العرش بالشعب والشعب بالعرش

عبد الحق المريني

TT

العرش المغربي هو عماد الدولة المغربية ورمز سيادتها وضمان وحدتها وقوتها في أجلّ معانيها وأنبل مقاصدها.

يجسد العرش تطلعات الشعب المغربي وطموحاته وآماله في التنمية والنماء والرقي والازدهار، وفي ربط الماضي الحافل بالحاضر المجيد، وفي الحفاظ على وحدة المغرب الترابية والوطنية، وفي تقوية الروابط وتمتين الأواصر بين كافة المواطنين.

إن الجالس على عرش المغرب اليوم جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يعمل على تعزيز مكانة المغرب بين دول العالم، وتوطيد أركان الدولة المغربية، وفتح آفاق جديدة للمغاربة للتمتع بكافة الحقوق المخولة لهم، وإرساء دعائم دولة الحق والقانون والديمقراطية الحقة، وتنمية بلاده تنمية بشرية مستدامة تربويا وصحيا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا وفنيا؛ إذ التنمية عند جلالته تشمل، بالإضافة إلى تنمية المجتمع وموارده الطبيعية ومؤهلاته الاقتصادية، تنمية المواطن فكريا وثقافيا وأخلاقيا.

يسعى جلالته جاهدا لمحو أسباب التخلف بكل أنواعه وأشكاله في الأوساط الاجتماعية، سائرا على نهج البناء والتجديد، وتعزيز البنيات التحتية، وتشييد المنشآت التجهيزية الكبرى من موانئ ضخمة، وطرق سيارة، وسدود نافعة، ومراكز طاقية عظمى، وتجهيزات فلاحية لتحقيق «المغرب الأخضر» المثمر الزاهر، ولزرع بذور الأمل على أرض المغرب الخصبة المعطاء.

إنه الملك الذي طبع المغرب في هذه الألفية الثالثة بطابع الحداثة والتطور والجدية في العمل المتواصل الدؤوب، مع حرصه الأكبر على تحقيق جميع الطموحات والإنجازات والأولويات التي تكرس لها جميع الطاقات البشرية.

إنه الملك الإنسان الذي لا يفتر عن التحرك في أوساط المواطنين بمختلف طبقاتهم، يتفقد أحوالهم ويستفسر عن قضاياهم، مستمدا قوته من قوة تشبثهم بالعرش المغربي لمواصلة العمل، مما يزيده عزما وتطلعا لإسعادهم، والرفع من معنوياتهم، وإيجاد الحلول الصائبة لقضاياهم والاستجابة لحاجياتهم.

ولما جاء في الفصل التاسع عشر من الدستور المغربي لسنة 2011: «يتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية... تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ التكافؤ بين الرجال والنساء. وتحدث لهذه الغاية هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز...»، يشجع جلالته المرأة المغربية للحصول على حقوقها كاملة غير منقوصة، وعلى كرامة إنسانيتها غير مبتورة، وعلى ممارسة أهليتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى ولوج مراكز القرار، وعلى تمكينها من إثبات ذاتها في كل مجالات الإنتاج والإبداع.

إنه الملك المقتدر الذي يجدد الآمال في نفوس المواطنين للقضاء على كل الإكراهات، وللحفاظ على المقومات الوطنية والثوابت التاريخية بروح وثابة في المغرب الجديد الطامح إلى المزيد من الرفعة والعزة والكرامة والفلاح.

* مؤرخ المملكة المغربية الناطق الرسمي باسم القصر الملكي