الشيخة موزا تعلن عن إطلاق مشروع «جينوم قطر»

الأميرة للا سلمى تدعو إلى صندوق دولي لمكافحة السرطان

جانب من فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» الذي افتتحته أمس الشيخة موزا بنت ناصر في العاصمة القطرية الدوحة
TT

أعلنت الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن إطلاق مشروع «جينوم قطر»، وهو مشروع طموح يستهدف رفع الاستجابة للتحديات الصحية في قطر، ويسعى لتحويل المراكز الصحية إلى مراكز بحثية وأكاديمية تربط بين الخبرات العملية ونتائج البحث العلمي. ومن شأن معرفة الجينوم البشري المساعدة على تحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المستوطنة والمزمنة.

وجاء حديث الشيخة موزا بنت ناصر في افتتاح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، وافتتح، أمس، في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور قادة وكبار المسؤولين الحكوميين والأكاديميين وخبراء وبمشاركة قرابة 1000 من المبتكرين والمعنيين بمجال الرعاية الصحية، ونخبة من رواد الأعمال من أكثر من 67 دولة من حول العالم.

ويتوقع أن يحقق مشروع «جينوم قطر» نقلة كبيرة غير مسبوقة على صعيد تشخيص الأمراض وعلاجها والتنبؤ بما ستؤول إليه. وهو يؤكد اتجاه قطر في إرساء منظومة رعاية صحية بمعايير فائقة تضاهي أفضل المعايير الدولية.

ويشير هذا المشروع إلى أن استراتيجية الرعاية الصحية في قطر تمتد من مرحلة بحوث المختبرات إلى مرحلة التطبيقات العلاجية، من أجل الوقاية من الأمراض وعلاجها في بيئة بحثية أكاديمية بمعايير فائقة.

وقالت الشيخة موزا إن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا في تحقيق رسالة المؤتمر في التصدي لمختلف التحديات الصحية، وقالت: «سعينا إلى بناء ثقافة صحية من منظور شامل، عملنا من خلاله على تحويل مراكزنا الصحية إلى مراكز بحثية وأكاديمية تربط بين الخبرات العملية ونتائج البحث العلمي».

وأضافت: «وكنتيجة لهذا الربط بين البحث العلمي والواقع الإكلينيكي نعلن عن مشروع (جينوم قطر)، الذي يجسد خريطة طريق للعلاج في المستقبل بما يعرف بالطب الشخصي».

وفي كلمتها الافتتاحية، تحدثت الشيخة موزا عن مسيرة مؤتمر القمة العالمي للابتكار، وقالت: «بدأنا بمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم عام 2009، ثم المؤتمر السنوي للبحوث منذ عام 2010، وها نحن نعقد مؤتمر الابتكار في الصحة، الذي يشكل ضلعا ثالثا في ثلاثية التعليم والصحة والبحث العلمي. وهي ثلاثية لا تنفصل عناصرها عن بعضها بعضا، ولا تتجزأ أهدافها ورؤاها المشتركة مثلما تأتي ضرورة الابتكار في صميمها باعتبارها عاملا حاسما في استنباط الحلول لمواجهة مختلف التحديات».

وأكدت أن «الابتكار في جوهره يتجسد هنا في الكيفية التي نفكر فيها، والآلية التي نحل بها المشكلات، والطريقة التي نضع فيها السياسات والبرامج، علاوة على تطوير التقنيات بطبيعة الحال». وأضافت أن «الابتكار ليس مجرد بحث عن علاج أفضل، وإنما يكمن في الكيفيات التي تقود إلى تقليص الحاجة إلى العلاج، ولعل من بينها غرس الثقافة الصحية بين المواطنين وتشجيعهم على السلوك الصحي والنشاطات الصحية».

وأضافت: «إننا لنرى في هذا المؤتمر الفضاء الأرحب والأكثر تحفيزا على ابتكار الحلول المناسبة للسيطرة على تحديات صحية كثيرة، ستكون مواضيع للبحث في جلسات المؤتمر».

وعدت الشيخة موزا أن «مثل هذه التحديات، تدفعنا جميعا بروح الشراكة الأخلاقية والمعرفية والتنفيذية إلى توظيف الابتكار في صناعة الحلول. فكلما نجحنا في تحقيق تقدم ما على مستوى الرعاية الصحية، نكون بذلك قد وفقنا في الدفاع عن المستقبل وأجياله». وعدّت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أن «أكثر التحديات الاجتماعية والتنموية إلحاحا في العالم كله هي قضايا التعليم والصحة التي تتشكل في ضوئها مختلف القضايا الأخرى. ولكن حدة هذه التحديات تتفاوت من بلد إلى آخر تبعا لمعايير التنمية».

ورأت أن «من أهداف هذا المؤتمر توفير البيئة المناسبة للتلاقح المعرفي بين الأفكار والبحث عن حلول مبتكرة شاملة تغطي متطلبات التعامل مع خصوصية المشكلات بالاستفادة من مختلف التجارب».

وتحدثت في الجلسة الافتتاحية قرينة العاهل المغربي الأميرة للا سلمى عن التجربة الابتكارية لـ«جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان» التي ترأسها، وقالت إن هذه الجمعية تسعى لعقد شراكات مع جميع الأطراف الفاعلة لمكافحة هذا المرض، بمن فيهم المرضى».

ويسجل عدد المصابين بمرض السرطان في المغرب ارتفاعا ملحوظا يزيد على 32 ألفا في السنة. وتسعى جمعية للا سلمى إلى تخفيض قيمة العلاج لكي يصبح متاحا للمرضى المعوزين.

وقالت الأميرة للا سلمى، أمس، إن جمعيتها أبرمت اتفاقيات مع جهات، بينها مختبرات طبية، من أجل تقليص تكاليف الدواء. وأن هذه الجمعية تمكنت من تغطية جميع حالات المرضى المعوزين والنساء والأطفال المصابين بالسرطان.

ودعت الدول الغنية إلى العمل مع الدول النامية لردم الفجوة وتمكين الأخيرة من مواجهة تحدي انتشار هذا المرض. كما دعت لتأسيس صندوق دولي لمكافحة مرض السرطان.

ويعد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» إحدى المبادرات الكبرى التي تهدف إلى توفير السبل وتشجيع روح الابتكار في تقديم خدمات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم.

وفي تصريح له، تحدث المهندس سعد إبراهيم المهندي رئيس مؤسسة قطر عن مشاريع المؤسسة الرامية إلى تعزيز الابتكار في الرعاية الصحية داخل قطر وخارجها، التي أصبحت ركيزة رئيسة في السعي نحو تحول دولة قطر لتصبح مركزا عالميا للتميز في الممارسات الطبية والتعليم والبحوث.

وأضاف: «على مدار السنوات القليلة الماضية، أنشأت مؤسسة قطر قطاعا عالميا نشطا ومتنوعا للبحوث يتألف من شبكة من المعاهد والمراكز البحثية تضم الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وكلية طب (وايل كورنيل) في قطر، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومركز قطر لبحوث القلب والأوعية الدموية، والجمعية القطرية للسكري»، مشيرا إلى أن مركز السدرة للطب والبحوث سيصبح، عندما تكتمل مراحل تشغيله في عام 2015، أحد أكثر المستشفيات تقدما في العالم.