حوادث السير تحصد مليون إنسان سنويا.. وخبراء يطالبون بحلول ابتكارية

تقرير أمام مؤتمر «ويش» يطالب بسن تشريعات لحماية الأرواح على الطريق

TT

كشف تقرير حديث أن إصابات حوادث السير هي ثامن أهم سبب للوفاة في العالم، والسبب الرئيس لحصد أرواح فئة الشباب دون الثلاثين من العمر، وأن الخسائر في الأرواح تتجاوز المليون إنسان سنويا. وأن تكلفة حوادث السير تتجاوز مليارات الدولارات سنويا. في حين دعا خبراء بارزون أمس لبذل مزيد من العمل للحد من أعباء وإصابات حوادث السير.

وذكر تقرير كشف النقاب عنه في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) الذي يقام في قطر، بحضور عالمي بارز، أن هناك حاجة للفت الانتباه إلى النطاق العالمي لإصابات حوادث السير. وعلى الرغم من الإنجازات الكثيرة في هذا الصدد. وقال التقرير: «لا تزال حوادث السير تسبب سنويا وفاة أكثر من مليون شخص وإصابة عدد أكبر من ذلك». وأشار التقرير إلى أن الفئة العمرية 15 - 29 سنة، تعد أكثر الفئات تعرضا للحوادث.

وتعتبر رعاية إصابات حوادث السير واحدة من ثمانية موضوعات يجري مناقشتها في مؤتمر «ويش». وقال البروفسور عدنان حيدر، رئيس منتدى إصابات حوادث السير والأستاذ بقسم الصحة الدولية بكلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة: «تتطلب زيادة الوعي بالسلامة على الطرق المشاركة والحوار بين الحكومات ومقدمي الرعاية الصحية والجمهور. ويجب أن تأخذ البلدان في اعتبارها أيضا إدخال تحسينات على خدمات رعاية إصابات حوادث السير وتخفيض تكاليفها».

وقال البروفسور اللورد دارزي أوف دينهام، الرئيس التنفيذي لمؤتمر «ويش» ومدير معهد الابتكار في مجال الصحة العالمية في إمبريال كوليدج لندن: «على الرغم من وجود ابتكارات بسيطة وفعالة في هذا المجال، لا يزال هناك عدد من الدول التي لم تعتمد بعد مثل هذه التدابير والتشريعات البسيطة نسبيا فيما يتعلق بالسلامة على الطرق»، وأضاف: «يسلط منتدى إصابات حوادث السير الضوء على أن اعتماد مثل هذه الابتكارات من مختلف أنحاء العالم يمكن أن يحسن السلامة على الطرق ورعاية الإصابات في كل مكان».

ومن بين النتائج التي خلص لها تقرير رعاية إصابات حوادث السير: أن تشريعات شاملة تم سنها من قبل البلدان، أثبتت فعالية في تغيير السلوك والمعايير والمفاهيم العامة بشأن السلامة على الطرق. كما خلص إلى أن البرامج المجتمعية تعتبر وسيلة عملية وناجحة لتعزيز السلامة على الطرق بطريقة هادفة ومستدامة. ويعتبر ضمان وجود أنظمة إدارة فعالة للسلامة على الطرق مؤشرا قويا على النجاح في التغلب على مشكلات السلامة على الطرق. كما خلص التقرير إلى أنه ينبغي توجيه اهتمام متزايد لإجراء تغييرات هيكلية على البيئة المشيدة. وينبغي أن تكون نظم رعاية الإصابات عالمية المستوى وذات تصميم جيد وملائمة محليا.

وساق التقرير نماذج عن حلول ابتكارية نفذتها بعض البلدان للحد من حوادث السير، منها، تجربة جنوب أفريقيا، حيث طورت شركة «ديسكفري للتأمين» برنامج حوافز للسائقين، الذين ازداد حصولهم على تقييم «جيد» و«ممتاز» بشكل كبير على الطرق. كما أورد نموذجا من المكسيك، حيث استخدمت منظمة «فيفياك» غير الحكومية أسلوب الدعاية على مستوى القاعدة الشعبية من أجل تعديل التشريع الإقليمي الخاص بقيادة المركبات تحت تأثير الكحول. وكانت الإمارات العربية المتحدة إحدى الأمثلة التي ساقها التقرير في مجال تحقيق نجاح، حيث تم تكليف مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بوضع دليل لتصميم الشوارع واستخدمه لإعادة تصميم أحد الطرق الرئيسية، مما جعله أكثر أمانا للمشاة.