خبراء دوليون: الصحة النفسية لا تحظى بالاهتمام الكافي من بلدان العالم

حذروا من المخاطر الناجمة عن تجاهلها

TT

حذر خبراء دوليون من أن الصحة النفسية لا تحظى بالاهتمام الكافي من بلدان العالم والأنظمة الصحية فيها، مؤكدين خطورة الآثار المترتبة على ذلك. وقال تقرير تم عرضه على مؤتمر «ويش» في قطر، أن المشكلات النفسية تؤثر في عافية مئات الملايين من البشر، ومع ذلك فإن نسبة مقلقة من تلك الحالات لا يجري تشخيصها أو علاجها لأسباب مختلفة، منها ضعف الوعي العام والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمشكلات النفسية. وأبرز الخبراء أيضا التبعات الاقتصادية والاجتماعية لتلك المشكلات النفسية في الأمد البعيد في حال فشلت الدول في العمل معا لتطوير حلول مبتكرة.

ففي تقرير عن الصحة النفسية نشر اليوم خلال أعمال «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية»، أشار الخبراء إلى أنه رغم اعتماد وزراء صحة يمثلون 194 دولة لما يعرف باسم «خطة عمل كوبنهاغن للصحة النفسية» خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية، فإن التقدم الذي تحقق في هذا الشأن يظل بطيئا، وثمة حاجة إلى إيلاء الأولية المستحقة لتشخيص الأمراض النفسية وعلاجها. ورغم أن «خطة عمل كوبنهاغن للصحة النفسية» أثمرت عن عدد من الحلول المبتكرة، غير أن نسبة تناهز 10 في المائة من سكان العالم ما زالوا يعانون على صعيد الصحة النفسية.

ويتطرق التقرير كذلك لابتكارات نفذتها دول متنوعة اقتصاديا وثقافيا لتوسيع فرص الحصول على علاج فعال ورعاية نفسية فعالة. وأوصى الخبراء المتحدثون المشاركون بمنتدى الصحة النفسية باتخاذ خطوات عملية لمواءمة هذه الابتكارات وتطبيقها في أنظمة الرعاية الصحية الوطنية المختلفة. وشملت التوصيات تعزيز الوعي لمكافحة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية، وتمكين الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية من المطالبة بخدمات تلبي احتياجاتهم على أفضل وجه، واعتماد نهج يدمج الرعاية الصحية النفسية ضمن الرعاية الصحية العامة.

وقال الدكتور شيكار ساكسينا، الرئيس المشارك لمنتدى الصحة النفسية ومدير إدارة الصحة النفسية والإدمان على المخدرات في منظمة الصحة العالمية: «ليس المطلوب ضمان إعطاء الصحة النفسية ذات الاهتمام الذي تحظى به الأولويات الصحية الأخرى فحسب، بل أيضا إيجاد وسيلة لتمكين الأفراد من طلب العون دون أن تمس كرامتهم، وهذا تماما ما يسعى المنتدى إلى تحقيقه. إن الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية تعوق الأشخاص المحتاجين إلى الرعاية من الحصول عليها، ويؤثر هذا الإهمال سلبا في الأسرة وفي بيئة العمل».