سوريا 2013: «مصيدة» الصحافيين

مقتل 221 منهم منذ بدء النزاع

TT

تصدرت سوريا خلال عام 2013 قائمة الدول الخمس الأكثر دموية حول العالم بالنسبة لمهنة الإعلام، من دون أن يغب اسمها أيضا عن قائمة الدول الخمس الأولى لناحية سجن الصحافيين، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة خطف الصحافيين بشكل «مهول»، على حد وصف منظمة «مراسلون بلا حدود».

وبالأرقام، وثقت منظمة «مراسلون بلا حدود»، في تقريرها السنوي الصادر في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مقتل 10 صحافيين و35 مواطنا صحافيا على الأقل في سوريا، فيما أشارت لجنة حماية الصحافيين، إلى مقتل 21 صحافيا في تقرير أصدرته في الثامن من ديسمبر الماضي.

من ناحيتها، تفيد لجنة الحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين بمقتل 221 صحافيا وناشطا إعلاميا داخل سوريا منذ بدء النزاع. وقال رئيس اللجنة حسين جلبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «نصفهم فقدوا حياتهم خلال هذا العام فقط»، مشيرا إلى أن «سوريا ليست أخطر الأماكن بالنسبة للصحافيين فحسب بل لكل من يسعى للقيام بواجب إنساني حتى من زاوية مهنية بحتة، إذ يفقد الناس حياتهم وحرياتهم بصورة ممنهجة، في حين يُقابل المجتمع الدولي ذلك بلامبالاة وصمت مريب».

واللافت أن استهداف الصحافيين وملاحقتهم والتضييق عليهم لم يقتصر خلال عام 2013 على النظام السوري فحسب، إذ باتوا هدفا رئيسا للجماعات الإسلامية المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة، لا سيما في المناطق الخاضعة للمعارضة أو المصطلح على تسميتها بـ«المحررة» من سلطة النظام. وهو ما تجمع عليه اللجان والمنظمات المعنية برصد انتهاكات حقوق الصحافيين، وكان آخر القتلى الصحافي والمصور العراقي المستقل ياسر فيصل الجميلي الذي أعدمه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الرابع من ديسمبر. لكن جلبي يرى أن «ثمة شكا كبيرا في النظرية التي تقول إن الصحافيين الأجانب هم بين مطرقة النظام وسندان المقاتلين المتشددين»، مستندا في ذلك إلى وجود «أدلة كثيرة تشير بوضوح إلى أن الكثير من الجماعات المتشددة هي من اختراع النظام نفسه، وإذا ما نظرنا إلى أعمال تلك الجماعات بشكل عام نجدها تخدم النظام بشكل مباشر وتلحق أذى كبيرا بالثورة».