أخصائي آثار سعودي: أصل الكتابة العربية محلي ولم يستورد من الخارج

TT

قدم أخصائي الأثريات في جامعة الملك سعود سابقاً الدكتور محمد عبد النعيم لأول مرة دراسة شاملة لأصل الخطوط العربية القديمة وسلط الضوء على الخطوط التي بقيت غير معروفة حتى الآن، وذلك في كتابه الجديد «أصل الكتابة القديمة في العرب، والخطوط الجديدة من عمان». واثبت المؤلف أن الخطوط العربية القديمة كالمسند الجنوبي والمسند الشمالي والسعلكهاني ناشئة عن العلامات والرموز القبائلية (الوسوم) والفن الصخراوي، وهذا يعارض نظريات الأصل الخارجي التي يقترحها العلماء العرب.

وذكر المؤلف أن العلامات (الرموز القبائلية) التي تسمى بالوسوم كانت تستعمل من قبل البدو العرب منذ العصر الحجري الجديد حوالي 6000 قبل ميلاد المسيح، وقبل اختراع الكتابة بعدة آلاف السنين، وقدم المؤلف بينة بمساعدة الصور الموضحة والمناقشات العلمية السليمة ليثبت أن الحروف الابجدية العربية القديمة والكتابة برزت إلى حيز الوجود من الوسوم. وناقش المؤلف انواعاً عديدة من الوسوم واصلها من السمات الابتدائية التي كانت علامات بدنية منحوتة على أجسام الحيوانات للتمييز وغيرها، وهذه العلامات جرى تنـزيلها على وجود الصخور ومنها تطورت الحروف الأبجدية لاحقاً.

وناقش المؤلف مختلف النظريات الباقية حول اصل الكتابة في العربية مستنتجاً أن الحرف القديم إنما نشأ في العربية ذاتها ولم يستورد من الخارج.

وفي الجزء الثاني من الكتاب سلط المؤلف الضوء على خطين جديدين في عمان وسماهما «السعكلهاني ـ ألف» و«السعكلهاني ــ ب» آخذاً من اسم ظفار القديم وهو «سعكلهان»، حيث جرى تسجيل هذين الخطين.

وجاءت هذه المعلومات في الكتابة نتيجة للدراسة العلمية التي قام بها الدكتور عبد النعيم على الفن الصخراوي في كافة شبه الجزيرة العربية، وتم طبع ذلك سابقاً قبل سنة واحدة باسم الفن الصخراوي العربي في المملكة العربية السعودية وعمان وقطر والإمارات واليمن، وهي اشمل الدراسات في حوالي 600 صفحة مع مئات عديدة من الصور التي جمعها عن طريق رحلاته في البلدان العربية السبعة، ويكشف هذا الكتاب صورة واضحة لطراز الحياة والعادات والجوانب الاجتماعية والاقتصادية للشعب العربي القديم.

=