إنه لنوعٌ من الغرور محاولة الخوض في إبداء رأي أو الإدلاء بشهادة، بخصوص نشاط الملك محمد السادس، من طرف كل من كان له شرف المساهمة بكل تواضع إلى جانب آخرين، في بناء المغرب الجديد تحت القيادة الرشيدة.
وإذا كان لزاما علينا إيجاد صيغة تختزل أسلوب الملك محمد السادس في تسيير البلاد، يمكن القول إن بداية هذه الألفية الثالثة وضعت تحت شعار «التسريع والنجاعة»: سرعة الإيقاع في اتخاذ القرارات وتنفيذ الأوراش التنموية بفضل التتبع الدائم من طرف الملك، تكثيف الزيارات الملكية المتتالية على مستوى جميع أقاليم المملكة، للتواصل والاستماع إلى المواطنين وإعطاء انطلاقة المشاريع التنموية وتتبع إنجازها.
إن عمل الملك محمد السادس يتسم أيضا بالحضور المكثف والقوي في الميدان والاهتمام بأدق التفاصيل المرتبطة بالمشاريع التنموية، كالتعمير، ونظافة المدن، والصحة، والتمدرس، إلى غير ذلك.
ويشكل هذا الحضور والاهتمام بالمشاكل اليومية للساكنة، أحيانا خارج نطاق أي بروتوكول، عاملا أساسيا لقرب الملك محمد السادس من المواطنين، مما يقوي لديهم أواصر الارتباط بملكهم.
إلى جانب أسلوبه في العمل وإنسانيته المحمودة، يتميز الملك بقدرة فائقة في التحليل والاستباقية في اتخاذ القرار السياسي، مما يمكن المغرب دوما من تجاوز الاضطرابات الإقليمية بصفة سلسة، كما كان الحال في التجاوب مع ما اصطلح عليه بـ«الربيع العربي» في المغرب وكذا التدبير الحكيم لملفات حساسة مثل ملف صحرائنا المغربية.
وعلى الرغم من هذا الحضور الدائم، المكثف والقوي، فإن الملك محمد السادس حريص على احترام المقتضيات الدستورية بصفته ضامنا للدستور وتطبيقه. وقد حصل أن قام جلالته بتأجيل قرار يبدو مساره بديهيا، حتى استكمال تام للمساطر الدستورية.
وفي الأخير تجدر الإشادة بقدرة الملك محمد السادس على إعطاء مدلول ملموس لشعار آخر يميز المغرب ألا وهو «المزاوجة بين الأصالة والحداثة».
وفعلا، فمن غيره يمكن أن يجسد هذا الشعار؟ هو الملك الشاب والحداثي، وفي الوقت نفسه الملك الحريص - بما تفرضه مهامه الملكية وصلاحياته الدستورية - على الحفاظ على هذه التقاليد الأصيلة والمتجذرة، كمصدر قوة المملكة المغربية.
وتتجلى بصمة جلالة الملك في شتى الميادين، من بينها تحديث مدونة الأسرة، تقوية دور العلماء، إنجاز مشاريع عصرية كميناء طنجة المتوسط والمنشآت السياحية الكبرى إلى جانب مشروع القطار فائق السرعة.
* الأمين العام لحزب الحركة الشعبية - وزير الداخلية