الحجاج يبدأون رمي جمرة العقبة اليوم وغدا أول أيام التشريق

نجاح خطة تصعيد ضيوف الرحمن إلى عرفات

مشعر عرفات كما بدا أمس (تصوير: خضر الزهراني)
TT

وقف أكثر من مليون ونصف المليون حاج، يوم أمس، على صعيد عرفات الطاهر، الموافق لتاسع من شهر ذي الحجة، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، ملبين متضرعين، داعين الله أن يمنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.

واكب وقوف هذه الجموع العظيمة في المشعر المقدس، متابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيم الحشود، حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج الموضوعة.

ويحتفل المسلمون اليوم في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك، الذي يوافق العاشر من ذي الحجة.

وسيرمي الحجاج، بعد عودتهم من مزدلفة، اليوم، «جمرة العقبة» في منى، وينحرون هديهم وأضاحيهم من أغنام أو أنعام، ويحلقون رؤوسهم، ويعودون إلى ملابسهم العادية (التحلل الأصغر).

ويستقبل الحجاج غدا أول أيام التشريق، الموافق لليوم الثاني من أيام عيد الأضحى، حيث يرمون الجمرات الثلاث مبتدئين بالصغرى من اتجاه الجنوب إلى الشمال ثم الوسطى، فالجمرة الكبرى.

وبعد انقضاء «يوم عرفة»، نفرت الجموع عائدة إلى مزدلفة للمبيت فيها، اقتداء بالسنة المطهرة، مستخدمين المسارات نفسها التي جرى تصعيدهم منها، بينما استخدم أكثر من 370 ألف حاج قطار المشاعر، الذي قطع المسافة قرابة الثمانية كيلومترات بين عرفات ومزدلفة في ثلاث دقائق، وأدى ضيوف الرحمن في مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء «جمع تأخير» اقتداء بالسنة النبوية، ومنها التقطوا الجمار التي سيرمون بها الجمرات، وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.

وميدانيا، تابع الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات ونفرتهم منها إلى مزدلفة، ووجها بتوفير أفضل الخدمات، بينما استعدت بجاهزية تامة مختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج، ووفّرت في مختلف أنحاء المشاعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه الحجاج.

وكان حجاج بيت الله الحرام، وصلوا تباعا إلى مزدلفة، بعد مغادرتهم عرفات، مغرب يوم أمس، وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات انتشر رجال المرور يساندهم أفراد الأمن والكشافة باذلين قصارى جهدهم لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة.

وهيأت وزارة الشؤون البلدية والقروية استعداداتها لاستقبال الحجاج بمنشأة الجمرات، ابتداء من بعد منتصف ليل أمس، وطوال أيام التشريق، وتضم منشأة الجمرات 456 مكيفا صحراويا، وأكثر من 90 مروحة، و120 جهاز تكييف مركزي، ومزودة بأنظمة إنارة ومضخات حريق وثمانية مصاعد مخصصة للأفراد ومصعدين للسيارات، وسيور نقل الحصى، ونظام المراقبة التلفزيونية يحتوي على 526 كاميرا تغطي جميع أرجاء المنشأة والساحات المحيطة بها.

وبدءا من اليوم العاشر من ذي الحجة، وحتى نهاية أيام التشريق، تبدأ المجازر التي يديرها البنك الإسلامي للتنمية، في إطار مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، في استقبال الحجاج الذين سيكملون مناسكهم بأداء نسك الهدي، ومن المتوقع أن يحقق المشروع هذا العام رقما مقاربا للعام الماضي، البالغ مليون رأس من الأغنام، في ظل تناقص عدد الحجاج من الداخل والخارج.