قبل مغيب شمس اليوم (ثاني أيام التشريق) يغادر نحو المليون من حجاج بيت الله الحرام المتعجلين مشعر منى، فيما سيتبقى نحو 500 ألف حاج في المشعر المقدس سيكملون مناسكهم.
وكانت حشود ضيوف الرحمن توجهت طوال يوم أمس ثاني أيام عيد الأضحى المبارك (أول أيام التشريق) إلى منشأة الجمرات بمنى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيا واتباعا للسنة النبوية.
واستوعبت منشأة الجمرات ضيوف الرحمن الذين توافدوا تباعا لرمي الجمرات الثلاث دون تزاحم يذكر، وكان لرجال الأمن المسؤولين عن تنظيم الحشود دور بارز في عملية تيسير حركة ضيوف الرحمن في منشأة الجمرات، فيما خصصت مسارات متعددة وفق خطة محكمة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات بما يضمن إتمام الرمي بكل يسر وسهولة.
وواكب ذلك كثافة من رجال الأمن العام والكشافة والدفاع المدني والجهات المعنية بتنظيم حركة التفويج على منشأة الجمرات بمتابعة مستمرة من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وإشراف مباشر من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.
وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، عدَّ ما تحقق على صعيد الأرض في المشاعر المقدسة «نقلة نوعية وتنظيمية»، مثمنا للجهات العاملة في الحج ما تقدمه من خدمات وما تبذله من جهود في سبيل التسهيل على ضيوف الرحمن، وتوفير كافة السبل لتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وأمان.
من جانب آخر، نوه عدد من رؤساء وفود الحجاج الذين استضافتهم رابطة العالم الإسلامي لأداء فريضة حج هذا العام بالجهود المشهودة التي تبذلها السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وقال رئيس الجمعية التونسية للعلوم الشرعية الدكتور حسن بن العربي الشعباني إن السعودية تتحمل العبء الأكبر في مواجهة التحديات التي تحيط بالمسلمين، وتوحيد صفهم، وأشاد بالرعاية المتكاملة والتنظيم المشهود لمواكب الحجيج، بينما أكد الأمين العام للمجلس الفقهي في أميركا الشمالية الشيخ عبد الحليم حسين أن السعودية حققت العمل الإسلامي المشترك وحولته من مجرد شعار إلى واقع عملي من خلال أثرها الواضح في مسيرة العمل الإسلامي المشترك، فيما أوضح رئيس جمعية علماء بريطانيا الشيخ محمد أسلم خدا بخش أن المملكة قامت بجهد كبير في دعم الجاليات والأقليات المسلمة في أوروبا.