زهرة أصغر حاجة إيرانية هذا العام

بعد أربعة عقود من الانتظار .. محمد جعفري ذو الـ 94 سنة يؤدي الفريضة

محمد جعفري و الطفلة زهرة مع والدتها (تصوير: غازي مهدي)
TT

تركض الطفلة زهرة طولا وعرضا في ممرات بعثة الحجاج الإيرانيين في مشعر منى. وتعيش زهرة، البالغة من العمر ثلاث سنوات، طفولتها باستثناء لافت، إذ تعد أصغر حاجة إيرانية هذا العام بحسب المسؤولين عن البعثة الإيرانية، لتعيش اللحظات بكل ما فيها من روحانية بعد حصول والدها على الموافقة من السلطات الإيرانية على مرافقتها أبويها إلى الحج.

وتظهر لائحة إلكترونية، كشفت عنها البعثة الإيرانية لـ«الشرق الأوسط»، قدوم نحو 65 ألف حاج إيراني لهذا العام، أصغرهم الطفلة زهرة، وأكبرهم محمد حسن جعفري البالغ من العمر 94 سنة، الذي انتظر أربعة عقود ليؤدي الفريضة.

يقول جعفري، وهو من سكان خرسان الجنوبية، إن «آخر طموحاتي في الحياة تحققت، وقفت بعرفة، ورميت الشيطان، وأديت الفريضة»، ويضيف: «إن تحقيق الحلم جاء بعد طول انتظار امتد لقرابة 40 سنة، كنت أتمنى خلالها أداء الفريضة، بعدما سارعت مبكرا في تقديم طلب الحج وحصلت بالفعل على فرصة الوقوف بعرفة».

ويؤكد جعفري بلغة فارسية - ترجمها إلى العربية مسؤول في البعثة الإيرانية - أن ما شاهده في المشاعر المقدسة تعد ذكريات جميلة ستظل عالقة في مخيلته إلى أن يتوفاه الله، مشيرا إلى أن أبرز المواقف التي أثرت فيه خلال تنقله بين المشاعر «حرص الجميع على خدمة كبار السن»، إضافة إلى المنظر العام لرؤية الحجيج وهم يرتدون ملابس واحدة وسيرهم بمحاذاة بعضهم البعض، حيث تتلاشى كافة الفروقات الاجتماعية، متوجهين بقلب رجل واحد إلى الله طلبا في المغفرة والأجر والثواب.

على الطرف الآخر، تقول رباب، والدة الطفلة زهرة مير أبو الفضل، عن اندهاشها من ترديد طفلتها التكبير خلال طوافهم بالحرم ورفع يدها عند الحجر الأسود وترديدها «الله أكبر» رغم نطقها «بابا ماما بصعوبة».

ووصفت رباب، سبب إحضار طفلتها وإصرارها على ذلك، حتى تتعلم منها كيفية أداء الشعائر، خاصة أن والدها حريص على تعليمها المناسك والفروض الدينية، الذي اتضح جليا في إصراره على وجودها ضمن حجاج بلادها، وأشارت رباب إلى رضاها ووالدها على الخدمات المقدمة لهم سواء من مسؤولي حملة الحج التابعين لها والإمكانات الكبيرة المتوافرة بالمشاعر التي ساهمت في تسهيل أدائهم الفريضة بكل يسر وسهولة.

وسخرت الحكومة السعودية كل الإمكانات لخدمة الحجاج، وهو ما لمسه حسين معماريان البالغ من العمر 63 سنة، في ضخامة هذه المشاريع المنفذة لخدمة الحاج الذي يجد الرعاية منذ قدومه؛ الأمر الذي يسهم في أداء الحاج لنسكه بكل راحة وطمأنينة.

ويرى معماريان، وهو مسؤول عن حملة حج إيرانية، اختلافا في موسم حج هذا العام عن سابقه من ناحية التنظيم، ويؤكد أنه أفضل، قياسا على وجوده في عدة مواسم برفقة حملته، وقال: «كل عام تتطور الخدمات المقدمة للحجيج عن العام الذي سبقه».