تعدد الأجهزة الفنية وسوء مستوى الأجانب والتخبط الإداري وراء غياب فريق الشباب عن المنافسة بالبطولات السعودية

TT

لعل اللافت للنظر في منافسات الدوري السعودي الممتاز الذي سيختم مشواره غداً للقاء فريقي الهلال والاتحاد، هو الاداء الفني المتواضع الذي ظهر به فريق الشباب طوال الموسم رغم انه كان دائماً من فرق الطليعة، وبالنظر الى معطيات فريق الشباب خلال البطولات الثلاث التي شارك فيها هذا الموسم، وهي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس السعودية وكأس الدوري المحلي نجد ان وضع الفريق لم يكن مميزا لا سيما ان نتائجه كانت سلبية حيث لعب الشباب 28 مباراة خسر في 13 منها وتعادل في 8 مباريات ولم يفز سوى في 7 لقاءات وبلاشك فإن ذلك يعني تراجعا كبيرا للاداء الفني لفريق الشباب الذي يعتبر من اقوى الفرق السعودية على المستوى المحلي وكذلك الاقليمي والقاري.

والجميع يعلم أن «الشباب» بدأ الموسم الجاري بطلاً لبطولة اندية اسيا لابطال الكؤوس والتي تغلب فيها على فريق داليان الصيني في المباراة النهائية التي اقيمت في جدة خلال شهر مايو (ايار) الماضي من عام 2001.

وكان الشباب قد احتل المرتبة التاسعة في الدوري السعودي حيث خاض 22 مباراة فاز في 5 مواجهات فقط وتعادل في 7 وخسر في 10 مباريات وسجل مهاجموه 24 هدفا ودخل مرماه 30 ولم يجمع من النقاط سوى 22 نقطة اي بمعدل نقطة واحدة من كل مباراة خاضها.

وقبل ذلك لعب الشباب اربع مباريات في كأس الامير فيصل بن فهد فاز في واحدة وتعادل في مثلها وخسر في مباراتين وسجل 3 أهداف فقط ودخل مرماه 5 أهداف وخاض مباراتين في كأس السعودية وفاز في دور ثمن النهائي على النجمة (4/صفر) بيد أنه خرج مبكرا من منافسة النصر بخسارة (1/2).

ويؤكد المقربون من الفريق أن الادارة لم تحسن قيادة الشباب في منافسات هذا الموسم نظير القرارات التي جانب كثير منها الصواب، لا سيما فشلها في البداية بالتعاقد مع مدير فني اجنبي قادر على قيادة الفريق، فتعاقدت مع مدرب برازيلي مغمور هو ارثر بيراندا، الذي فشل في اضافة اي جديد فتمت اقالته، وتعيين السعودي بندر الجعيثن بديلاً عنه.

ولم يقتصر الامر على ذلك بل امتد الى انطلاق ادارة النادي لجعل الفريق مرتعاً لتجارب لاعبين اجانب غير قادرين على الاحتراف في اي فريق متواضع المستوى حيث احضر مسؤولو الشباب اكثر من 8 لاعبين وخضعوا جميعهم للتجربة مع الفريق بيد ان الفشل كان مصيرهم حيث تعاقدت اولاً مع بيضوضان مصطفى وعمر حاسي وكماتشو وجميعهم من المغرب الا انهم لم يستمروا مع الفريق ليتم التعاقد مع الغاني الحسن الكويفي والسنغالي موسى تراوري ومن ثم احضار لاعبين ايرانيين للخضوع للتجربة بيد انهما فشلا في اقناع المدرب بقدراتهما وتمت الاستعانة بعد ذلك بلاعبين برازيليين هما انطونيو جاكسون واندرسون سانتوس وكان الفشل حليفهما مع الفريق.

وفي ظل حاجة الفريق الى لاعبين اكفاء وسط معمعة منافسات الدوري وافقت ادارة النادي على انتقال لاعب الارتكاز المتميز خالد الشنيف لفريق الاهلي مع العلم بأن الاخير ساهم وبنجاح في قيادة الفريق لبطولتين محلية وخليجية.

وعلى الرغم من عودة المهاجم مرزوق العتيبي الى فريقه الشباب بنظام الاعارة بعد أن كان مع الاتحاد عقب بيع عقده قبل عامين من قبل ادارة الشباب بمبلغ تجاوز مليونين ونصف المليون دولار اميركي الا ان العتيبي لم ينجح في تسجيل اي حضور لفريقه الشباب في ظل ان الاخير يعاني من تراجع في ادائه الفني.

وامتدادا الى ذلك قدم نائب رئيس النادي محمد النويصر استقالته من منصبه نظرا لانشغاله مع اتحاد كرة القدم المحلي كعضو مجلس ادارة ونائب للمشرف العام للمنتخب السعودي الأول وهو الأمر الذي يجعل الفريق يعيش تحت دوامة الغياب الاداري في ظل ان الأمير خالد بن سعد يبدو منشغلا عن النادي في العام الاخير.

بقيت الاشارة الى ان فريق الشباب ابتعد عن تحقيق لقب الدوري السعودي منذ عام 1993 وهي اخر بطولة حققها امام الهلال بركلات الترجيح في حين ان لقب كأس السعودية تحصل عليه عام 1999 بالفوز على الهلال ايضا مع العلم بأن الشباب حقق 13 بطولة في العشر سنوات الماضية حيث فاز ببطولة الدوري 3 مرات 1991، 1992، 1993، وبطولة كأس السعودية 3 مرات، اعوام 1993، 1996، 1999 وبطولة كأس الخليج للاندية مرتين ومثلها البطولة العربية ابطال الدوري وكذلك ابطال النخبة العربية واخيرا بطولة السوبر الاسيوية.

وجميع اللاعبين الذين حققوا معه هذه البطولات باستثناء الاسيوية غابوا عن الفريق لظروف متعددة منها الاعتزال والانتقالات والابتعاد حيث اعتزل عبد الرحمن الرومي وانتقل سعود السمار وعبد الرحمن الكلثم وفؤاد انور وخالد الشنيف وفهد المهلل وصالح الداود وابتعد سعيد العويران لاسباب ادارية.

يذكر ان القاعدة الشبابية تتميز بالقوة والصلابة لا سيما ان شباب الشباب حقق لقب بطولة الدوري الممتاز تحت سن 19 عاما هذا الموسم وكذلك الحال لناشئي الشباب الذين ظفروا بلقب الدوري الممتاز تحت سن 16 عاما علما بأن هاتين الفئتين هما المسيطرتان على منافسات الدوري في الاعوام الاربعة الاخيرة وبالرغم من ذلك لم يستفد الفريق الأول من سيطرة شبابه وناشئيه على دوري المراحل السنية.

=