مصر تفقد صالح سليم أحد أبرز رموزها الرياضية

تألق كلاعب مع النادي الأهلي فخطفته السينما وكتب النهاية على سرير المرض في لندن

TT

فقدت مصر احد ابرز اعمدة كرة القدم صباح امس بوفاة صالح سليم نجم النادي الاهلي والمنتخب المصري في الخمسينات وبداية الستينات.

وتوفي صالح سليم بعد رحلة كفاح طويلة مع المرض في مستشفى لندن كلينك عن 72 عاما حيث خضع لعملية جراحية منتصف الشهر الماضي في الامعاء، لكن ساءت الحالة مما اضطره للدخول في غيبوبة متقطعة الى ان توفي في وقت مبكر من صباح امس.

وقام عدد كبير من ابناء الجالية المصرية والعربية بالصلاة على جثمان صالح سليم في المركز الاسلامي بوسط لندن ظهر امس قبل ان يحمل في الطائرة المسافرة الى القاهرة حيث يتوقع دفنه اليوم.

وعاش صالح سليم حياة حافلة بالانجازات على الصعيدين الرياضي والفني، فكان نجما لامعا في عالم كرة القدم واداريا ناجحا يضرب به المثل في الوسطين العربي والافريقي، وكان من آثار نجاحه كلاعب ان خطفته السينما ليصبح واحدا من نجومها في بداية الستينات.

وصالح سليم اب لابنين احدهما الممثل هشام سليم كما انه الشقيق الثاني لثلاثة لاعبين بالاهلي والمنتخب اكبرهم عبد الوهاب سليم واصغرهم طارق سليم الذي يتولى حاليا منصب المشرف العام على كرة القدم بالنادي الاهلي.

ودخل صالح المستشفى أكثر من مرة خلال السنوات الاخيرة حيث اصيب بسرطان في الكبد وعولج منه، لكن عاد المرض الخبيث ليهاجمه في الأمعاء ودخل على أثره المستشفى الانجليزي منذ شهر وظل حتى مات.

وعرف عن صالح سليم قوة شخصيته وصلابته وكان صاحب شعار «الأخلاق والمبادئ أولاً وقبل كل شئ»، ونفذ هذا الشعار في كل المشاكل التي واجهت الأهلي وتحدى الكثير في قرارات عديدة كانوا يخشون أن تلحق بسببها أضرار بالنادي وكان في النهاية على صواب، ورغم خلافه الدائم مع رجال الاعلام والصحافة ومقاطعته لهم الا ان الجميع ظلوا يكنون له كل احترام وتقدير لذلك أطلق عليه لقب «المايسترو». وولد صالح سليم لاب طبيب هو محمد سليم يوم 11 سبتمبر (ايلول) عام 1930 في منطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، ثم انتقل بين المهندسين والمعادي حتى استقر بالدقي.

وما بين شوارع الدقي والمعادي والمهندسين عرف كرة القدم، لكنه لمع عندما دخل مدرسة السعيدية التي كانت بوابة عبوره للنادي الأهلي الذي لعب لاشباله عام 1945 وكان عمره انذاك 15 عاما. وفي عام 1948 لعب للفريق الاول وانضم للمنتخب المصري في العام الثاني مباشرة حيث كانت اول مباراة دولية يلعبها امام منتخب تركيا عام .1949 ونظمت بطولة الدوري في مصر لاول مرة موسم 1948/1949 وفاز بها النادي الاهلي وكان صالح سليم احد لاعبي الفريق الفائز بالبطولة.

واستمر صالح سليم يلعب في صفوف الاهلي والمنتخب حتى عام 1967 عندما توقف نشاط كرة القدم بعد هزيمة الخامس من يونيو (حزيران) عام .1967 وفي عام 1963 احترف في نادي جراتز النمساوي لمدة موسم واحد، وكان اول لاعب كرة يحصل على وسام الرياضة من الطبقة الاولى عام 1967 وحصل على وسام اخر عام .1982 وتولى صالح سليم منصب مدير الكرة بالنادي الاهلي لمدة ثلاثة اعوام في بداية السبعينات وانتخب عضوا بمجلس ادارة النادي عام .1972 وفي عام 1980 انتخب رئيسا للنادي الاهلي واستمر في المنصب حتى عام 1988 عندما انتخب عبده صالح الوحش رئيسا للنادي الاهلي. واستمر عبده صالح الوحش رئيسا للنادي الاهلي ثلاث سنوات قبل استقالة خمسة من اعضاء المجلس ليصبح العدد غير قانوني وتسحب الثقة من المجلس.

وتولى صالح سليم رئاسة النادي ثانية بعد سحب الثقة من مجلس عبده صالح الوحش ودخل الانتخابات عام 1992 حيث فاز بالرئاسة وظل رئيسا للنادي الاهلي حتى الان بعد فوزه في الانتخابات التي اجريت عامي 1996 و.2000 وكان من المقرر ان تنتهي فترة رئاسة صالح سليم الحالية عام 2004، وسيتولى حسن حمدي نائب رئيس النادي الرئاسة الى ان تجرى انتخابات في اول جمعية عمومية للنادي وفقا للوائح المنظمة للاندية. ومن المقرر ان تعقد الجمعية العمومية في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. ونجح صالح سليم في الفوز بالعديد من البطولات مع النادي الاهلي عندما كان لاعبا وبعد ان اصبح رئيسا سواء على المستوى المحلي او المستوى الافريقي ومنها اول بطولة افريقية للاندية ابطال الدوري عام .1982 واخر انجازات النادي الاهلي تحت قيادة صالح سليم كان فوزه بلقب نادي القرن في افريقيا عام 2001 وتسلم صالح درع الاتحاد الافريقي لكرة القدم في جوهانسبرج العام الماضي.

واضافة الى نجوميته في عالم كرة القدم شارك صالح سليم الحاصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1962 في ثلاثة افلام سينمائية كتب لها النجاح جماهيريا خاصة فيلم (الشموع السوداء) الذي تقاسم بطولته مع الفنانة نجاة الصغيرة، والفيلمان الاخران هما (الباب المفتوح) مع فاتن حمامة و(السبع بنات).