مدربو المونديال فضلوا الجماعية على المهارة

ماذا فعل سكولاري وترابتوني والجوهر بروماريو وباجيو والثنيان

TT

يبدو ان منافسات كرة القدم لم تعد بحاجة للاعب النجم او (السوبر) صاحب المهارات، لا سيما أن توجهات المدربين حاليا باتت منحصرة على الاداء الجماعي على حساب التقنيات الفردية الرائعة.

وامام ذلك يدرك المراقبون المطلعون حجم الفارق بين كرة القدم في السبعينات والثمانينات وبين ما طالها منذ مطلع التسعينات، فبعد ان كانت تزهو بالقدرات المهارية الرائعة، نجدها الأن تتخلى عن ذلك وتضع هؤلاء في آخر الاولويات ضمن معايير الاختيار لتمثيل الفريق او المنتخب.

المدربون اصحاب صوت المناداة باللعب الجماعي لم يكن مفاجئا ان يرفضوا ضم النجوم اصحاب المهارات العالية بحجة عدم قدرتهم على توظيف ما لديهم في خدمة الاداء الجماعي، رافضين كل الدعاوى والاستجداءات لأجل نثر بعض الجمال على كرة القدم في المونديال القريب الانطلاق.

وحينما رفض المدير الفني لمنتخب البرازيل لويس فيليب سكولاري ضم النجم الهداف روماريو، وكذلك فعل نظيره للمنتخب الايطالي جيوفاني ترابتوني مع الموهوب روبيرتو باجيو، تكرر الامر نفسه مع مدرب السعودية ناصر الجوهر فيما يخص يوسف الثنيان، فحينما رفض هؤلاء تلك الاسماء اللامعة في قوائمهم كان استنادهم الذي لم يستطيعوا اخفائه هو عدم قدرة اولئك النجوم مسايرة الاداء الجماعي المطلوب، والتقدم في العمر. والحقيقة ان الثلاثي المذكور جميعهم في سن زمنيه تعتبر متقدمة، وذلك حسب مقاييس العطاء والاعتزال في كرة القدم.

ولم تكن تلك الاسباب مقنعة للجماهير المتعطشة للاداء الجميل والمهارات الراقية، لأنهم مؤمنون بقدرات هؤلاء اللاعبين الداعمة للأداء الجماعي والتي لا تنقصه. ولم يكن الكاميروني روجيه ميلا الا مثالا للتألق المهاري رغم تقدم العمر في مونديال ايطاليا 1990 عندما لعب وكان قد تخطى 40 عاما.

ومع اصرار المدربين على مواقفهم وخلو تشكيلاتهم الاوليه من اولئك المهرة الا انه جدير بنا ان نقف على ماهية كرة القدم الحالية التي قد بدأت تفقد رونقها الجميل بافتقارها للمواهب، فمنذ منتصف العقد الماضي عنيت الكرة العالمية بكثير من النجوم الا انها سرعان ما فقدت المميزات الجمالية، والسبب ان المدربين أخضعوا هؤلاء اللاعبين قسرا تحت لواء العمل الجماعي الذي يرفض منح الفرصة للمحات جميلة.

ونضرب مثلا بكثير من الاسماء الماهرة فكيف كان زين الدين زيدان وريفالدو ولويس فيجو وبيكهام وغيرهم حينما اطلوا في سنين شهرتهم الاولى وكيف أصبحوا الآن. في السابق كانوا يضيفون المتعة والجمال على كرة القدم، أما الان فاصبح حضورهم تحت لواء الاداء الجماعي الجاف الذي يصعب خلاله الخروج بلقطات تعلق بأذهان المشاهدين كما كان يفعل مارادونا وبلاتيني وكرويف وريفالينو وغيرهم من قبل. الاكيد ان كرة القدم الحالية بمناهجها التدريبية قد أفسدت الاجواء الجميلة. فالاستعراض المفيد للفريق قد بات ممنوعا، وتجاوز المنافسين باستخدام المهارة العالية مرفوض لما فيه من تجن على الاداء الجماعي.

وعليه فلم يكن مستغربا ان يكون روماريو وباجيو والثنيان خارج قوائم المونديال، ولن نستغرب ان تخرج كأس العالم في كوريا واليابان دون لاعب يستحق انتزاع اعجاب الجماهير كما كان يفعل مارادونا وبلاتيني وزيكو في زمن يستحق البكاء عليه. =