عيون السماسرة تراقب النجوم صغار السن بالمونديال والتمياط الأبرز من السعودية للحصول على فرصة أوروبية

TT

ستراقب عيون سماسرة الاندية الاوروبية منافسات كأس العالم التي ستجرى في ملاعب كوريا الجنوبية واليابان خلال الفترة ما بين 31 مايو (ايار) الحالي الى 30 من يونيو (حزيران) المقبل، خاصة النجوم صغار السن الذين ينتظرون فرصة للاحتراف في اندية شهيرة. وبالطبع سيكون للفريق السعودي نصيب من ذلك الاهتمام في حالة تألقهم مع منتخب بلادهم بعد ان اثبتوا جدارة بالوصول الى نهائيات المونديال للمرة الثالثة على التوالي.

ولعل ابرز السعوديين الذين ستتجه الانظار اليهم اثناء المنافسات هو صانع العاب فريق الهلال الدولي نواف التمياط الذي يعتبر افضل لاعب سعودي في العامين الاخيرين لا سيما انه نال لقب افضل لاعب في القارة الآسيوية لعام 2000 عقب العطاءات المتميزة التي قدمها اثناء منافسات بطولة الأمم الآسيوية التي جرت في اكتوبر من عام 2000 في بيروت ونجح في ايصال منتخب بلاده الى نهائي البطولة قبل ان يخسر المواجهة الختامية مع اليابان بهدف وحيد.

ويبلغ التمياط 26 عاما ولعب مع منتخب بلاده 48 مباراة دولية سجل خلالها 12 هدفا، كان اخرها الهدف الدولي الذي احرزه في مرمى المنتخب الجنوب افريقي في معسكر ايطاليا الذي جرى في مدينة كوفر شانو خلال شهر مارس (آذار) الماضي.

ويعلق الجوهر مدرب السعودية آمالا كبيرة على التمياط في منافسات المونديال في ظل ان الاخير يعيش حاليا قمة النضج الكروي لا سيما ان اللاعب شارك في مونديال فرنسا 1998 في بعض الفترات من المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب السعودي امام فرنسا والدنمارك وكذلك جنوب افريقيا وهو ما يعني ان تواجده مع منتخب بلاده حاليا سيكون للمرة الثانية موندياليا.

ويظل التمياط ابرز صانعي الالعاب على مستوى بلاده كذلك على المستويين الاقليمي والقاري وكاد ان يدخل عالم الاحتراف في اوروبا في اواخر عام 2000 عقب ابداعاته في نهائيات امم اسيا إلا ان ظروف فريقه ومنتخب بلاده حالت دون احترافه.

وكان وفد رودا الهولندي احد فرق الدرجة الممتازة في هولندا حاضرا قبل شهرين في العاصمة السعودية (الرياض) لاجل التباحث مع مسؤولي الهلال بشأن ضم اللاعب الى صفوف فريقهم ابتداء من الموسم الكروي المقبل وفق صفقة مالية قيل انها تجاوزت 8 ملايين دولار اميركي وسط شروط معقدة من النادي الهولندي.

وعلى الرغم من العرض المادي الذي قدمه الهولنديون للفريق السعودي ولاعبه الدولي إلا ان مسؤولي الهلال رفضوا العرض وسط خلافات شرفية ورغبة من اللاعب نفسه في الاحتراف، بيد ان رئيس النادي الامير سعود بن تركي اقنع التمياط بعدم الاستعجال في قبول قرار الاحتراف والانتظار الى بعد نهائيات كأس العالم التي ستبدأ نهاية الاسبوع الجاري.

وتوجه الهلاليين جعل الفريق الهولندي يصرف النظر عن ضم اللاعب بالرغم من ان هناك اشارات اكدت ان مسؤولي رودا سيتابعون اللاعب في ملاعب اليابان وماذا سيقدم كي يعودوا لتقديم عرض جديد لمسؤولي نادي الهلال السعودي.

ويأمل التمياط في ان يحترف في اوروبا وبالتحديد في ايطاليا او اسبانيا وكذلك فرنسا لانها الواجهة للشهرة في ظل ان امكاناته تساعده على تحقيق ما يريد.

ولم يخذل التمياط انصاره ومتابعيه عقب الاصابة القوية التي تعرض لها في مايو (ايار) الماضي من عام 2001 وهي عبارة عن قطع في اربطة الركبة، حيث توقع النقاد وكذلك وسائل الاعلام المحلية والعربية انتهاء اللاعب، لا سيما ان هذه الاصابة عاودته للمرة الثانية خلال 7 أعوام.

وخضع النجم الذهبي كما يحلو لمحبيه ان يلقبوه بهذا اللقب، لعملية جراحية في السويد تحت اشراف الدكتور السويدي اريكسون ومن ثم خضع اللاعب لفترة تأهيل استمرت نحو 7 اشهر او تزيد تنقل خلالها التمياط بين السويد وفرنسا والعاصمة السعودية (الرياض) حتى انتهى من برنامجه.

وعاد اللاعب الى التدريبات في أواخر العام الماضي وبالتحديد في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث خضع لبرنامج لياقي وتقوية لعضلات استمر نحو شهرين ونصف الشهر وخاض اول مباراة مع فريقه الهلال في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي علما بانه اعتذر عن الانضمام لمنتخب بلاده الذي كان يستعد لخوض منافسات كأس الخليج، التي جرت في الفترة ما بين 16 الى 29 من شهر يناير واحرز لقبها المنتخب السعودي.

وكانت اول مباراة دولية خاضها التمياط مع منتخب بلاده امام منتخب البرازيل وعقب انتهاء المواجهة ابدى المدير الفني السعودي سعادته الكبيرة بعودة نجمه المفضل مشددا في تلك الفترة على انه اطمأن على اداء التمياط.

ومن اللاعبين السعوديين الذين ينتظر ان يكونوا في قمة مستوياتهم الفنية وان تتجه الانظار اليهم نجم الوسط محمد نور الذي يظل من ابرز لاعبي بلاده في خط الوسط ويجيد اللاعب التمريرات المتقنة وقوة المنافسة في الحصول على الكرة فضلا عن اجادته القيام بدور الرابط بين خطي الدفاع والهجوم واللعب طوال المباراة بوتيرة واحدة.

وخاض نور الذي يلعب في صفوف فريق الاتحاد 30 مباراة وسجل اربعة اهداف دولية ويبلغ 24 عاما من العمر وتشير التقارير الواردة من اليابان الى ان اللاعب تلقى عروضا من اندية المانية للعب في صفوفها ابتداء من الموسم المقبل بيد ان اللاعب رفض البت في مثل هذه المواضيع حتى الانتهاء من منافسات المونديال ومبينا لمسؤولي تلك الاندية بأن عليها التفاوض مع ادارة ناديه لانها المختصة في مثل هذه الامور الاحترافية.

وسيعمل نجم الوسط السعودي على تقديم افضل مستوياته في المباريات التي سيخوضها منتخب بلاده والعمل على لفت انظار المتابعين من النقاد وسماسرة الفرق العالمية لا سيما الاوروبية منها.

بقيت الاشارة الى ان ظهور نور كان في منتصف عام 1999 واستدعي الى القائمة الدولية من قبل التشيكي ميلان ماتشالا وشارك بفاعلية مع منتخب بلاده في نهائيات آسيا عام 2000 وكان من المساهمين لبلوغ السعودية الى التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة للمونديال وشارك في بعض مبارياتها بيد انه استبعد لاسباب فنية عقب مباراة ايران في اياب تصفيات آسيا لكأس العالم بجدة واستدعي في نوفمبر الماضي بعد غياب دام خمسة اشهر عن قائمة منتخب السعودية.

ومن بين اللاعبين ايضا المتوقع بروزهم في مونديال كوريا الجنوبية واليابان المدافعان رضا تكر واحمد الدوخي مع الاشارة الى ان قائد المنتخب السعودي سامي الجابر الذي اعلن ان هذا المونديال هو الاخير بالنسبة له في ظل ان سني عمره تجاوزت الثلاثين عاما ربما يحترف في صفوف احد الفرق الاماراتية وبلا شك فان حسم امر انتقاله سيكون مرتبطا بعطاءاته في المباريات الثلاث التي سيخوضها مع منتخب بلاده وقدرته على تفعيل قدراته الفنية في مواجهة المنتخبات العالمية.

الجدير بالذكر انه على الرغم من سماح اتحاد كرة القدم السعودي باحتراف لاعبيه خارجيا عقب مونديال 1998 بفرنسا الا ان الجماهير والنقاد ووسائل الاعلام المحلية لم تقتنع حتى هذا اليوم باحتراف بعض لاعبيها امثال سامي الجابر مع فريق ولفزهامبتون (درجة ثانية في انجلترا) وفؤاد انور في فريق سيشوان الصيني (فريق مغمور) وفهد الغشيان في فريق ال زد الكمار الهولندي.

حيث ان اللاعبين المذكورين لم يقدموا المستوى المأمول منهم الذي يظهر تفوق اللاعب السعودي على المستوى القاري، ويشير المراقبون الى ان تواضع تلك الفرق ساهم في تراجع مستوى اولئك اللاعبين. كما ان فترة بقائهم مع تلك الفرق لم تكن طويلة، حيث لم تتجاوز خمسة اشهر بالنسبة للجابر وثلاثة اشهر للغشيان و8 اشهر لانور وكل هذه التجارب الاحترافية تظل مخيبة للآمال بالنسبة للاعب السعودي وكذلك متابعيه.

=