مشروع متكامل للتحكيم بالفيديو لسد ثغرة الأخطاء

الحكم الفرنسي جويل كينيو: لاعب الكرة نجم في التمثيل

TT

ضمن الجدل الدائر حول تحكيم كأس العالم التي انتهت منذ أيام معدودة في كل من كوريا الجنوبية واليابان، التقت «الشرق الأوسط» بباريس مع الحكم الدولي الفرنسي جويل كينيو للحديث بكل صراحة ووضوح عن الاخطاء الكثيرة التي تخللت المباريات الاربع والستين من هذه النهائيات التي تعتبر الاولى في الالفية الثالثة، والجدل الدائر حول استخدام الفيديو للمساعدة في الخلاص من الاخطاء التي يمكنها أن تغيب عن ناظر حكم الساحة وحتى عن مساعديه، لا سيما أنه الاول الذي بدأ القيام في مثل هذه التجارب التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.

وكشف الفرنسي جويل كينيو في هذا الحوار أنه كان وراء المشروع الذي عرضته رابطة الكرة الفرنسية المحترفة على الفيفا قبل شهرين فقط من انطلاقة النهائيات في إمكانية تطبيقه ضمن مشوار دوري الكرة الفرنسية.

وقال كينيو «لنكن صريحين، واقول لك اننا نعيش في عالم تكنولوجي، ويمكن عمل هذه التجربة المثيرة حقاً، ولنتركها من حيث المبدأ للتجربة ونبحث عن إيجابياتها، فإن كانت ناجحة، فلا أدري كيف سيرفضها من يريد رفضها». وشرح كينيو الكيفية التي يمكن من خلالها تطبيق التحكيم بالفيديو دون أن يخل بوقت المباراة وزيادة وقتها قائلاً «يمكن وضع حكم آخر إضافي مع جهاز فيديو في أحد جوانب الملعب، ويمكنه من خلال السماعة اللاسلكية الحديث مع حكم الساحة الذي يقود المباراة، والعودة في بعض الحالات التي يشك في تقييمها الصحيح، وهذه الحالات مثل تسجيل لاعب هدف بيده، أو كرة عبرت خط المرمى وعادت للملعب من حارس المرمى أو المدافع وحتى العارضة، أو حتى احتساب ضربة جزاء حصل فيها الخطأ خارج منطقة الـ16 متراً، أو حتى احتساب ضربة جزاء من تصنع اللاعب بالوقوع من خطأ الخصم أمام المرمى، ولا أخفيك أنه في حياتي كحكم كروي كنت آمل هذه المساعدة في اللحظات الصعبة».

أما عن البطاقات الحمراء التي تتالت بكثرة في هذه النهائيات وجاءت أغلبها في الدقائق القاتلة من المباريات فقال جويل كينيو. «أتساءل تماماً عن التأخر في كل وقت المباراة حتى الدقائق الاخيرة منها لرفع البطاقة الحمراء، وشخصياً لم أتوان في نهائيات مكسيكو 1986 من رفع البطاقة الحمراء بعد ثوان معدودة من بداية المباراة كوني لاحظت تعمد اللاعب القيام بالخشونة».

وعن عبارة مدرب المنتخب الايطالي تراباتوني في المؤتمر الصحافي الذي تلا مباراة منتخب بلاده أمام كوريا وقال فيها إن هناك قوى خفية دعت فريقه للخروج من النهائيات أجاب كينيو قائلاً «لن أكون متفقاً تماماً مع المدرب الايطالي تراباتوني في مقولته التي سمعتها أيضاً، لكن ما يمكنني قوله هنا هو أنه لماذا لا نضع الخبرة في عين الاعتبار بشكل رئيسي في تسمية حكام مباريات كأس العالم هذه، وعندما نتحدث عن الخبرة لا ننسى أننا نتحدث عن القدرة الفنية والكفاءة، لأن الاولى تتعلق بالثانية وبالعكس. وأقول لك في هذا السياق عن وجهة نظري الشخصية، لا سيما انني أجد أن تسمية اثنين وسبعين حكماً كروياً لنهائيات كأس العالم هو كثير وكبير، لا سيما أن البعض منهم لا يسعه تحكيم سوى مباراة واحدة على مدى شهر كامل، وأعتقد أنه يكفي تسمية نصف هذا العدد في المرات القادمة على أن يكون طاقم الحكام الثلاثي يعملون بين بعضهم البعض».

واختتم كينيو حديثه بالتوقف عند تصنع ريفالدو البرازيلي الاصابة في مباراة منتخبه أمام تركيا وقال «سأقول لك بصريح العبارة ان اللاعبين اليوم أعتبرهم ماهرين جداً في صنعة كرة القدم، وهم ليسوا نجوماً فقط في مربعات الملعب بل في تصنعهم أيضاً، وإليك البرازيلي ريفالدو الذي تسبب في إخراج لاعب المنتخب التركي بالبطاقة الحمراء وبقي على أرض الملعب مستمراً، وحتى بعد رؤية المشهد من قبل الفيفا فقد عاقبه فقط بمبلغ مالي رمزي، وكنت آمل أن يطبق الفيفا العقوبة اللازمة بحقه لإعطاء الدرس الحقيقي والايجابي في ملاعب كرة القدم من خلال قراره هذا، لابل في مباراة إنجلترا والبرازيل رأينا ريفالدو نفسه ولأكثر من مرة يتصنع الاصابة ولم يلق من الحكم أي عقوبة صارمة، وهذا ما يترك عمل الحكم بسبب حالة واحدة أو اثنتين صعباً جداً وله ردود فعل جماهيرية وإعلامية تحبط الثقة في الحكم الكروي.