ليست إساءة.. بل إخفاق

مساعد أحمد العصيمي

TT

أعترف وبقلب صادق بأن أسوأ الألم الذي يجده الناقد المطلع على احوال الكرة في بلاده العارف بمكمن العلة وموقعها حين اخفاقها، حينما يصطدم بتفسير عجيب وتقييم غريب مصدره مطلع من بعيد فقط اراد ان يكون له موقعا في ذلك التقييم.

وأحسب ان هناك من اراد تمرير اشاراته التي اكد فيها مدى الضرر الذي الحقته الكرة السعودية «بعد خسارتها من المانيا» بالاسيويين والعرب وهو يحاول ان يضع تقييما لعطاء لاعبي السعودية، وكأن السجل العربي يزهو بانتصارات ضخمة خلال كأس العالم، او كأنه نسي ان افضل ما حقق للعرب في هذا المونديال كان يخص السعوديه والمغرب.

وأستأذن اولئك من اصحاب الرأي السديد، بسؤالهم عن الضرر الذي لحق بهم شخصيا من جراء تلك الخسارة لا سيما أنهم كانوا معنيين بانجازات هائلة وبطولات ضخمة على المستوى الدولي في كرة القدم نفسها... وقبل الاجابة اشير الى مدى اعجابي بقدراتهم التحليلية الفنية العالية حينما وقفوا على مكمن العلة في المنتخب السعودي وسبب الخسارة، ناهيك من ان اشارتهم لتواضع لاعبي السعودية في المباريات التجريبية جدير بان يؤكد مدى متابعتهم لا سيما ان احدا لم يخبرهم عن الفوزين السعوديين على السنغال والارجواي.

كل ما خرجت به من اطروحات في كثير من المطبوعات العربية حول الاخفاق السعودي هو ان اصحاب تلك الاطروحات ارادوا المشاركه فقط في الحديث الدائر عن المونديال وما يخص العرب فيه وكيف نجحت تركيا وكوريا الجنوبيه وبدون ادراك لماهية النقد او ما يخص المراد نقده.

هنا لا ننكر على احد رأيه بذلك الالم الذي اوجده الاخفاق السعودي والنتيجة القاسية التي لقيها وتأثير ذلك على ما يبحث عنه الاسيويون من مقاعد في المونديال المقبل، لكن كنا نود ان تستخدم عبارات اقل قسوة، لا سيما أنهم كما غيرهم قد اعترفوا بأن الخسارة كانت مفاجأة، ويدل على مفاجأتها دهشة مدرب المانيا فولر من ارقام النتيجة، ولا احسب ان الضرر الذي كرروا استخدامه كفعل جدير بأن يكون هذا موقعه.

لست بصدد الوصاية على رأي الاخرين او العمل على تسفيه أي رأي مهما كان مصدره، لكن كعرب متعاطفين مع كل ما يخصنا في التجمعات العالميه يقفز منّا العتب حينما يكون الرأي صادرا من بعضنا ممن لهم حضورهم الاداري او الاعلامي وباشارات تخالف الحقائق التي ادت الى تلك الخسائر، نشير الى ذلك ونحن نؤكد ان السواد الاعظم من العرب وبخاصة ممن ينتمون للرياضة، حتى الاعلاميون منهم لم يبادروا لاستخدام لغة التهكم او القدح تجاه أي خاسر عربي في المونديال، او حتى من لم يستطع بلوغ مرحلة متقدمة من تصفيات كأس العالم.

كل ما اتمناه ان تكون لغة النقد بيننا كعرب مبنية على الحب والتقدير، بعيدا عن كل تهكم وازدراء او حتى الباس الحقائق بغير ما تحتمل، لكن هذا هو نصيبنا، فهناك من يبحث عن الانتشار مهما كان الثمن.