الجوهر مدرب المنتخب المقال: اعتزلت الرياضة والتدريب

المهتمون بالكرة السعودية يصفون القرار بالمتسرع ويطالبون المدرب بالتراجع

TT

بعد عودة المنتخب السعودي من اليابان اثر خروجه المبكر من المونديال كان العديد من التساؤلات يدور في أذهان الجماهير حول اسباب النتائج الهزيلة ومن وراء هذا الانهيار الذي حدث للفريق، لكن الجهاز الفني واللاعبين رفضوا الإجابة والتزم الجميع الصمت، وعندما حاولت «الشرق الأوسط» ان تخترق هذا الجدار، انفجر ناصر الجوهر المدير الفني للمنتخب معلنا في غضب بأنه اعتزل الرياضة والتدريب رافضا الحديث للصحف والكلام عن اي شيء يتعلق بالماضي.

وقال الجوهر الذي صدر قرار باقالته بعد العودة من المونديال، بأنه لا يود الخوض في أية حوارات صحافية ويريد الابتعاد عن الأضواء. واضاف لا أريد التحدث عن اي شيء يتعلق بالماضي، واعلن أنني اعتزلت الرياضة والتدريب، وكل ما يتعلق بكرة القدم، ولا ارغب في مقابلة أي إعلامي. وجاء هذا القرار مفاجأة للمهتمين بشأن الرياضة السعودية الذين اجمعوا على انه قرار متسرع اتخذه الجوهر بعد ان واجه هجوما عنيفا بعد إخفاق المنتخب وكأنه المسؤول الوحيد عن خروج الفريق المرير من كأس العالم .2002 وحول قرار الجوهر يقول الدكتور صلاح السقا عضو لجنة تطوير كرة القدم ولاعب نادي الرياض السابق، انه قرار متسرع .. نعم هو بحاجة للابتعاد عن الرياضة لفترة مراجعة النفس حتى يعود من جديد وهو في حالة نفسية جيدة. ويرى السقا، ان خبرة المدرب الوطني في مواجهة الاخفاقات الكبرى ضعيفة بسبب قلة مشاركاته الكروية وفي هذه الحالة فهو عرضة لاتخاذ قرارات قد لا تكون صائبة.

من جانبه قال المدرب محمد الخراشي مدرب المنتخب السعودي السابق في نهائيات كأس العالم بفرنسا 98، ان إعلان ناصر الجوهر اعتزال التدريب والرياضة عبارة عن ردة فعل عكسية للهجوم الذي تعرض له من قبل وسائل الإعلام، خاصة بعد الهزيمة أمام منتخب ألمانيا بنتيجة 8-صفر.

وفي رأيه ان اكثر ما اثر في ناصر ان ذلك الهجوم جاء من أشخاص لا يملكون معلومات جيدة عن التدريب او عن كرة القدم. ويؤكد الخراشي ان ما تعرض له الجوهر في نهائيات كأس العالم كمدرب يجب ان لا يطمس تاريخه ابدا، فقد سبق وحقق انتصارات للمنتخب السعودي في عدد من البطولات منها كأس الخليج الاخيرة، وهو الذي أهل المنتخب الى نهائيات كأس العالم وقاده في كأس آسيا الى المركز الثاني، وكل هذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت نتيجة عمل متواصل وجاد.

ويطالب الخراشي ناصر الجوهر بالتراجع عن ذلك القرار بدافع الحفاظ على جميع الكوادر الوطنية الجيدة في مجال التدريب، لان المدرب الوطني لم يأخذ فرصته بالشكل المطلوب بعد.

اما المدرب خالد القروني المدير الفني لفريق الرياض السعودي فطالب بعدم التفريط في أي مدرب وطني بسبب الجهد الذي بذل في إعداده. وقال: يبذل الاتحاد السعودي جهدا كبيرا في بناء المدرب الوطني، فمراحل الإعداد تحتاج الى وقت من اجل اكتساب الخبرات الفنية، بالإضافة الى تلقي العلوم الأكاديمية، فهل يعقل ان يهدم كل هذا من اجل إخفاق واحد؟ كل إنسان معرض الى مواقف صعبة ولا بد له من اجتيازها وليس الابتعاد والاعتزال. لذلك انا انصح الجوهر بالتفكير والعودة لانه مدرب جيد ولديه إمكانيات فنية كبيرة، واعتقد انه مازال قادراً على تحقيق الإنجازات.

واضاف: اود ان اذكر الجوهر بأن الإخفاق الذي حدث في كأس العالم 2002 سبقته إنجازات وانتصارات جعلت الجميع يصفق له، ووصفه الاعلاميون بأنه مدرب قدير وكرم من قبل الاتحاد السعودي والآسيوي فلماذا الابتعاد الآن؟

ويبدو ان الإخفاق الذي تعرض له المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم لم يكن وحده السبب في قرار اعتزال ناصر الجوهر بقدر ما كانت الأقلام الإعلامية التي شنت عليه هجوما قويا قبل وبعد المونديال. فلقد تعرض الجوهر الى انتقادات صحافية لاذعة أثناء إعداد المنتخب الى نهائيات كأس العالم وتصاعدت بعد هزيمة المنتخب بالثمانية من ألمانيا. ولقد حملته بعض الأقلام مسؤولية مجاملة بعض اللاعبين على حساب أداء المنتخب في كأس العالم.

كل تلك العوامل دفعت الجوهر الى عدم الحديث بعد نهائيات كأس العالم الى أي جهة إعلامية محلية او خارجية رغم انه أثناء وجوده في اليابان اشار الى انه مستمر ولن تؤثر عليه الهزيمة من المانيا.

* مسيرة الجوهر

* تسلم ناصر الجوهر مهمة تدريب المنتخب للمرة الأولى في نهائيات كأس آسيا 2000 في لبنان خلفا للتشيكي ميلان ماتشالا بعد المباراة الأولى التي خسرها المنتخب السعودي أمام اليابان 1 ـ 4، ولقد تمكن من لعب دور المدرب المنقذ وقاد الفريق الى إحراز المركز الثاني بخسارته مجددا أمام اليابان صفر ـ 1، رغم ضياع ركلة جزاء لصالح المنتخب السعودي في بداية المباراة. بعد ذلك قاد الجوهر المهمة وحده في التصفيات التمهيدية لكأس العالم وحقق المنتخب السعودي الفوز في جميع مبارياته، ثم ترك مكانه لليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش، لكن الاخير لم يستمر طويلا مع المنتخب، وأقيل بعد الخسارة أمام إيران في الدور الثاني الحاسم من تصفيات المونديال، ليعود الجوهر مجددا لتولي المهمة وحده ونجح في قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. وفي 17/11/2002 أعلن الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن المدرب المحلي ناصر الجوهر سيتولى مهام تدريب منتخب السعودية خلال نهائيات كأس العالم 2002 المقررة في كوريا الجنوبية واليابان ليكون بذلك المدرب الوطني الاول الذي يتحمل هذه المسؤولية من البداية.

ويملك الجوهر (42 عاما) الذي اختير أفضل مدرب آسيوي لشهر سبتمبر (ايلول) الماضي للمرة الثانية في تاريخه، سجلا حافلا بالإنجازات لاعبا ومدربا. فقد لعب لمنتخب بلاده ثماني سنوات منها خمس سنوات قائدا للأخضر، وخاض معه أربع دورات خليجية في البحرين والكويت والسعودية وقطر. ولعب في صفوف فريق النصر عشرين عاما وكان قائدا له لفترة طويلة أيضا.

وقد اعتزل اللعب عام 1980، ليصبح مدرباً لفريق النصر لمدة 13 عاماً، كما خاض الجوهر العديد من الدورات التدريبية في ألمانيا وإنجلترا والمجر وماليزيا وعمل إلى جانب أفضل المدربين العالميين أمثال جويل سانتانا وبوشكاش وهنري ميشال وأنطون بيتشنيك وبيلي بيكينجهام وإيلي بيلاتشي وميلان ماتشالا. وأشرف على تدريب النصر وقاده إلى بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري لموسم 91 ـ 92، وإلى ثلاث مباريات نهائية محلية.