المغربي بوجراري: التخطيط الكروي في اليابان بعيد المدى وهو ما ينقص الكرة العربية

TT

رأى مساعد مدرب المنتخب الياباني (المغربي) عجم بوجراري المعروف بسمير ان اهم الركائز التي يجب ان يعتمد عليها المدرب عندما يشرف على أي فريق هي الوضع الاجتماعي الذي يعيشه اللاعب. جاء ذلك في حديث خاص لـ «الشرق الاوسط» التي حاورته على النحو التالي:

* كيف ترى تجربتك مع المنتخب الياباني؟ وما الذي شجعك عليها؟

ـ ان تجربتي في الاساس هي انسانية بالمقام الاول. وهي تنبع من رغبة كبيرة لاجل معرفة هذه الدولة الاكثر تقدما في العالم والمبنية في المرتبة الاولى على الطاقة البشرية، كما ان العرض كان مغريا جدا حيث انني قبلت دعوة المدرب (الفرنسي) فيليب تروسيه بعد عدة تجارب معه حين اشرافه على منتخبات نيجيريا وبوركينا فاسو وجنوب افريقيا لذلك قبلت العمل معه لمدة سنتين.

* ما الذي اثار انتباهك في هذه التجربة؟

ـ لقد اذهلني التخطيط البعيد المدى الذي هو ضمن منهجية عملي بالاضافة إلى الايمان بما يعملون كما انهم لا يبخلون ولا يكلون ابدا في هذا المجال وهذا ما تفتقد إليه الدول العربية والافريقية ايضا حيث ان التـــخطيط لمدة قصــيرة ومحدودة.

واضاف: ان المثير للدهشة فعلا هو الظهور الكبير للكرة اليابانية وحضورها في المحافل الدولية الكبرى في جميع المراحل السنية وان هذا كله نتيجة لعمل 10 سنوات فقط.

* وما هو رأيك في اللاعب الياباني؟

ـ ان اللاعب الياباني والمواطن الياباني فيه طبيعة وميزة كبرى لا يمكن ان تنزع منه وهي كونه انساناً عملياً من الدرجة الاولى ويقدس عمله بشكل قد لا يتصوره إلا من عاش في اليابان وهذه سمة تساعد أي مدرب وتعطيه سهولة في تأدية واجبه لكن المهم ان يعرف طبع اليابانيين الذين لديهم كبقية البشر مواطن ضعف وقوة وان يستغلها بشكل ايجابي.

* رغم تميز اليابان كفريق إلا انها لا تملك سوى لاعب واحد محترف في روما الايطالي وهو ناكاتا كيف ترى ذلك؟

ـ لا فرق بين الاحتراف في اوروبا واليابان حيث انهم في اليابان يستوردون الكرة من الخارج من خلال احضار المدربين العالميين بالاضافة إلى اعتمادهم على التعاقد مع لاعبين كبار على مستوى العالم منذ بداية تطبيق الاحتراف، كما ان نجاح اللاعب في الاحتراف دوما لا يعتمد على امكانياته الفنية فقط بل ان هناك جوانب اخرى مهمة جدا كانسجام اللاعب وتأقلمه مع الاجواء في اوروبا مثلا وهذا ما يشكل مشكلة بالنسبة للاعب الياباني الذي يرتبط بتقاليد واجواء وعادات معينة. بالاضافة ان المادة لا تمثل مشكلة بالنسبة له بعكس افريقيا مثلا والتي هم اللاعب الاول فيها هو الاحتراف من اجل تحسين اوضاعه إلى الافضل وهذا ما يجعله ينسجم وبسرعة في اي مكان.

واضاف: يظل الاحتراف في اوروبا خطراً حيث ان هنالك من ينادي وفي عدة دول بتقليص الاحتراف بعدما تراجعت فرقها الوطنية وبشكل لافت كانجلترا والمانيا مثلا كونهما في الدوري يمثل اللاعبون الاجانب النسبة الكبرى.

* ما رأيك في كرة القدم في الدول العربية في ما يخص القاعدة (الناشئين، الشباب)؟

ـ ليس هنالك مجال للمقارنة لان الظروف الجغرافية تتحكم في هذا المجال وبشكل كبير فاليابان بلد صناعي ولا يمكن ان تجد مساحات فارغة يمكن ان يمارس فيها احد الكرة ولا يكون إلا من خلال الاندية كعمل، اما الدول العربية فمن واقع مساحاتها الكبيرة فانها تعتمد وبشكل كبير على لاعبي الاحياء لذلك فان المهمة تكون اسهل لو ان هذه الدول اهتمت بهذا الجانب من خلال وضع الكشافين واختيار اللاعبين وصقل مهاراتهم كما ان ذلك لن تكون فيه كلفة كبيرة فمتى ما حدث ذلك وفق خطط مدروسة وطويلة فان الكرة ستنتعش وستتطور للافضل حيث خامة اللاعب العربي اثبتت انها مميزة بالفعل. والدليل نجاح عدد كبير من اللاعبين مع فرق متقدمة على مستوى القارة الاوروبية.

* كيف رأيت منافسات كأس آسيا 2000 في لبنان؟

ـ لقد كانت منافسة ممتازة خصوصا للفريق الياباني الذي اظهر تفوقه خلال كل المنافسة واستحق اللقب بجدارة واستحقاق كما انني معجب جدا بالمنتخب السعودي الذي عكس تطور الكرة السعودية وكان ندا قويا في النهائي وكانت له الفرصة نفسها في الظفر باللقب وما زاد اعجابي هو الاعتماد على مدرب سعودي هو ناصر الجوهر الذي كان موفقا جدا في اعادة الفريق للمنافسة بعد اقالة المدرب (التشيكي) ميلان ماتشالا بعد الخسارة امام اليابان (4/1) في الدور الاول وهذا يثبت ما اشرت اليه وهو ان المدرب يجب ان يعرف الحال الاجتماعية والنفسية للاعب وهذا هو سر نجاح الجوهر، كما ان اليابان والسعودية اكدتا انهما الافضل كونهما تعتمدان على الاحتراف حيث ان لدى كل منهما بطولة احترافية يعود لها الفضل في حضور الفريقين الدائم في المحافل الدولية كما ان الدوري في البلدين بحد سواء يوجد اسماء لامعة خصوصا في مجال التدريب.