تعريب التدريب

مساعد احمد العصيمي

TT

ما زلنا كعرب بحاجة الى اعادة جذرية للمفاهيم، خاصة تلك التي تبحث في تقييمنا للاجهزة الفنية التي تدير فرقنا الرياضية، لأن النتائج الوقتية تقفز بنا حتى نفقد اعصابنا، وبما يجعلنا غير مدركين ما الذي نريده من المدربين.

والويل الويل حين يكون الامر خاصا بمدربين وطنيين، فهم من نسلط عليهم عيون التقييم واحسب ان الامر هنا اشد الما، وحين نقيس ذلك عربيا نجد ان سرعة اقتلاع المدرب العربي من منصبه تتم عادة بسرعة هائلة، ناهيك من ان الاعلام كثيرا ما يتجرأ عليه ويضعه دائما في موقع الركن الاضعف.

تذكروا ما عانى منه السعودي ناصر الجوهر بعد كأس العالم، بعد ان كان بطلا قوميا وهو ينتشل منتخب بلاده من عنق الزجاجة الضيق جدا ليصل به الى نهائيات كأس العالم، وتأملوا الان ما يجابهه مدرب منتخب مصر محسن صالح من الاعلام والجماهير بعد خسارته افتتاحية التصفيات الافريقية التي لعبها على ارض المنافس، وبدون ستة من نجومه الذين يعتمد عليهم.

في كلا الحالتين ارتفعت الاصوات تتهكم بحال المدرب العربي او بمعنى ادق المحلي، وان لا خيار الا المدرب الاجنبي.

لست هنا في موقع الداعي الى تعريب التدريب، لكن كان لزاما علينا ان نكون منطقيين في تقييمنا ومطالباتنا، ولو ان كل مدرب يخسر مباراة واحدة او اثنتين يلغى التعاقد معه، لاصبحت العقود تبرم لاسابيع.. لا لسنوات.

الحقيقة المرة اننا كعرب نتحدث عن المدرب الوطني كطفرة وقتية سرعان ما تنقضي وتعود الى ادراجها كسلسلة اخفاق من جراء عدم استطاعتنا التعامل معها، وليت الامر يكتفي بذلك بل نبالغ بالاساءة اليه بايجاد مبررات الفشل والتراجع والمجاملة لكل من ينتمون لقاموس التدريب الوطني.

واشير الى اننا لسنا بصدد الحديث عن التدريب كعلم جديد اخذنا به حديثا مع تطور كرتنا، بل كعامل طاله التردد واللطم وبما جعله قابعا في محله ينتظر تفضل المسؤولين عليه، نؤكد ذلك ونحن نستطيع ان نبرهن ان افضل انجازات العرب كانت مع مدربين محليين، السعودية مع الزياني والخراشي والجوهر، والجزائر مع رابح سعدان ومصر مع الجوهري وتونس مع الشتالي، وجميع اولئك قادوا بلدانهم الى انجازات كروية كبرى.

كل ما نتمناه ان نوقف هدر الطاقات الوطنية وان نتكاتف بمنحها الفرصة كاملة كما يحظى بها الاجنبي، ولاننا حتما سنحتاج الى ادوار المدربين المحليين لقيادة منتخباتنا ليكونوا ضلعا رئيسا لبنية التطور، لانه لا بد ان يستقيم الجذر حتى لا ينكسر الفرع.