الاستجداء العربي

مساعد أحمد العصيمي

TT

ننسى دائما وعن عمد ان التجمعات الرياضية تستمد قوتها وقدرتها على جعل الآخرين مهتمين بالمشاركة بها او حتى متابعة اخبارها، من خلال وضوح برامجها وبكيفية تعاملها مع المشاركين في فعالياتها.

وأحسب هنا ان البطولات العربية وخاصة ما يتعلق بكرة القدم قد فقدت الشيء الكثير من عنفوانها وحضورها بسبب اتخاذها جانب الاستجداء لأجل المشاركة. الامر الذي افضى الى ان كثيرين استمرأوا جانب المماطلة، بل المكابرة على المشاركة. وما يلفت النظر ايضا ان هناك بلدانا ضعيفة جدا في الشأن الكروي تعلمت من لغة التعامل الدارجة كيف تجد لها موقعا في استجداء الاتحاد لأجل مشاركتها.

ما نعلمه وندركه ان الثقة تكتسب ولا تمنح. وحينما يعتذر منتخب عربي ما، ولأي سبب يراه مانعا لمشاركته فيجب الالتفات عنه والاهتمام اكثر بالمشاركين الآخرين، ولا بأس حتى ان قل العدد لأن للثبات على المبادئ والمواعيد دورا في استمرار البطولات وثباتها. هنا كان على امانة الاتحاد ان تتعلم من الخليجيين كيف يديرون بطولتهم المسماة بكأس الخليج، بل يسألونهم كيف تحقق لها ان تستمر وهي التي كان لها نصيب في ما يخص الانسحابات والاعتذارات وعبر اكثر من منتخب وفي بطولات كثيرة، والسبب ان مبادئ تلك البطولة قد رسخت وثبتت وهي واضحة للعيان ومن يريد ان ينضوي تحت لوائها فله ذلك، ومن اراد الابتعاد فله ذلك ايضا من دون استجداء او تراخ، ولا حتى اجتماعات اقناع وتوسل.

هذا ما اضر بالتجمعات الكروية العربية وهذا ما جعل البطولات دون جدولة او حتى ثبات.

نؤكد ذلك ونحن نشير الى ان التنسيق في ما يخص برامج الاتحادات المحلية وارتباطها بالاتحاد القاري هو شأن دأب على فعله الاتحاد العربي لكرة القدم، لكن كان الاجدر ان يحسن هذا الاتحاد ضبط وربط بطولاته كي لا يركن «لدلع» المشاركين! [email protected]