الدعيع: نتائج المنتخب السعودي السلبية في المونديال كانت إفرازات للأداء الباهت في التصفيات وكأس الخليج

قرار اعتزالي دوليا نهائي وغير مرتبط بنكسة ألمانيا وسأثبت أنني الأفضل مع الهلال

TT

اعترف حارس مرمى الهلال ومنتخب السعودية المعتزل دوليا محمد الدعيع (31 سنة) بتراجع ادائه خلال الفترة الماضية التي شهدت استحقاقات كبرى كان اهمها نهائيات كأس العالم التي جرت في اليابان وكوريا الجنوبية خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، مؤكدا انه تقبل النقد الاعلامي بصدر رحب وانه سيعمل على اثبات انه الافضل في السنوات المقبلة، التي سيحصر فيها جهوده مع فريقه الهلال السعودي فقط.

وقال الدعيع في حديثه لـ «الشرق الأوسط»: «اعتقد ان تراجع ادائي في الآونة الاخيرة نتيجة طبيعية، لانه من الصعوبة ان يستمر لاعب في العالم على اداء ثابت مهما كان مستواه، لكن ما تعرضت له خلال الموسمين الماضيين يظل كبوة جواد سأسعى الى النهوض منها بادائي والعودة لما كنت عليه وافضل قبل عدة سنوات».

واشار حارس القرن الاسيوي بان حارس المرمى دائما ما يكون الواجهة في كل مباراة ويتحمل اسباب الخسارة، حتى لو كان مبدعا طوال البطولة ومجرد خطأ صغير ربما يجعل اللقب بعيدا عن فريقه وكل ما فعله يذهب سدى.

واضاف: غالبية نقاد كرة القدم السعوديين حملوني ما تعرض له المنتخب السعودي في المونديال الاخير، واعتقد ان ذلك اتهام غير منصف لان اداء المنتخب السعودي بشكل عام كان ضعيفا.

ورأى الدعيع بأن البرامج الاعدادية التي هيئت للمنتخب السعودي لم تكن على مستوى المونديال مبينا ان الاستعداد لمواجهة المانيا وايرلندا والكاميرون لفترة لا تزيد عن شهر كان سببا رئيسيا للنكسة التي تعرض لها الفريق في اليابان.

وقال: في البداية أؤكد اننا بلغنا المونديال بمساعدة منتخب البحرين، وهذا في رأيي يعود الى ان اداءنا الفني لم يكن جيدا في التصفيات النهائية خلال العام الماضي، كما ان ما قدمناه في بطولة كأس الخليج العربي التي ظفر بلقبها منتخبنا لم يرض طموحاتنا واعتقد ان النتائج السلبية في نهائيات كأس العالم، هي افرازات لاداء باهت للفريق في العامين الاخيرين، وسط عدم قدرة المقربين منه من جهاز فني واداري البحث في اسباب التراجع، وما زاد الامر سوءا هو عدم مواجهة منتخبات كبرى قبل اللعب في المونديال فمعسكر الاعداد في اليابان الذي استمر لثلاثة اسابيع انتهى دون خوض مباريات قوية، الأمر الذي أضرنا كثيرا، مع العلم بأن فريقا يابانيا محليا كسبنا في مواجهة ودية بنتيجة كبيرة، وأعتقد أنها كانت مؤشرا سلبيا قبل الدخول في معترك المنافسات الاقوى عالميا.

وبسؤاله عن الاسباب الحقيقية وراء اتخاذه قراره بالاعتزال الدولي والاكتفاء بمشاركة فريقه الهلال فقط قال: اعتقد انني قدمت كل ما املك لمنتخب بلادي وحان الوقت المناسب للابتعاد والاعتزال وفتح المجال امام زملائي الآخرين ليأخذوا فرصتهم في حراسة مرمى المنتخب.

وأؤكد ايضا بانه لا صحة لما يتردد بانني قررت الاعتزال بعد مباراة المانيا التي خسرناها بثمانية اهداف نظيفة، لانني كنت مبيتا النية في الاعتزال قبل الوصول الى اليابان.

واوضح الدعيع بانه راض تماما عما قدمه لمنتخب بلاده طوال الاربعة عشر عاما الماضية، ابتداء من منتخب الناشئين والاولمبي الى المنتخب الاول مؤكدا ان خوضه نحو 165 مباراة دولية رسمية مسجلة في قوائم الفيفا انما يجسد ثبات ادائه خلال تلك الفترة.

واشاد حارس مرمى السعودية الاول طوال العقد الماضي بتعاقد اتحاد كرة القدم المحلي مع المدرب الهولندي جيرارد فان ديرليم، موضحا بان طرق باب المدرسة الهولندية، المعروفة بمناهجها التدريبية الراقية على المستوى العالمي، انما هو تأكيد على رغبة اعضاء اتحاد كرة القدم وقبل ذلك الرئيس الامير سلطان بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل في اعادة المنتخب السعودي الى وضعه الطبيعي وجعله من ابرز منتخبات آسيا، واعتقد ان فان ديرليم سيفيدنا كثيرا خلال الاربعة اعوام المقبلة.

وطالب حارس مرمى المنتخب السعودي سابقا الاعلام المحلي بالصبر وعدم الاستعجال في ابداء الرأي بشأن المدرب مشددا على ان اعطاءه الفرصة ومنحه الوقت اللازم سيكونان كفيلين بخلق منتخب متجانس قادر على مقارعة ابرز منتخبات العالم.

وفي ما يخص رأيه بنظام الاحتراف المطبق على الاندية السعودية منذ عام 1992 قال: بلا شك نظام الاحتراف ساعدنا على تطوير مستوياتنا في الاعوام الماضية وان كنت ادرك بان هذا النظام يطبق على بعض الاندية في حين ان البعض الآخر غير ملتزم به، لا سيما في بعض اللوائح والبنود وأحب ان اشير الى ان ابرز السلبيات التي يعاني منها نظام الاحتراف السعودي هي مسألة تأخر المستحقات الشهرية التي ينالها اللاعبون وهو الامر الذي يعود سلبا عليهم، لا سيما ان المادة هي مصدر الدخل الوحيد لكل اللاعبين.

وطالب الدعيع مسؤولي كرة القدم السعودية بأهمية النظر في وضع اللاعب الاجنبي بالدوري في حال استمرار جلب المتواضعين فنيا، مؤكدا بانه خلال اكثر من عشرة اعوام لم تستطع الاندية السعودية التعاقد مع لاعبين اجانب اصحاب بصمة واضحة، كما كان يفعل البرازيلي ريفولينو نهاية عقد السبعينات.

واضاف: من وجهة نظري الافضل اقتصار المشاركة على لاعب اجنبي واحد متميز بدلا من ثلاثة غير مفيدين.

وحول الاتهامات التي توجه للاعبين السعوديين بعدم اهتمامهم بانفسهم في ظل الاحتراف قال: تعميم ذلك على جميع اللاعبين امر فيه الكثير من المبالغة، لكنني اعترف بان البعض من لاعبي السعودية يسيئون لانفسهم، في السهر وعدم الانضباط في اداء التدريبات بالرغم من انهم متميزون من الناحية المهارية والادائية وهذا في رأيي يعود لثقافة اللاعب الكروية.

وعن اسباب غياب اللاعب السعودي عن الاحتراف في اوروبا وغيرها من القارات اتهم حارس القرن الاسيوي مسؤولي الاندية المحلية بوضع العراقيل امام نجوم الكرة السعودية الراغبين في الاحتراف الخارجي، كاشفا انه تلقى عرضا للاحتراف في فريق غلاطة سراي مقابل ثلاثة ملايين دولار، لكن ادارة ناديه السابقة (الطائي) رفضت العرض وبالغت بطلبها اربعة او خمسة ملايين دولار.

واضاف: ليس الامر يتعلق بي انا فقط حتى صانع الالعاب الاول في السعودية وهو نواف التمياط لم يمنح الفرصة لاثبات نفسه كلاعب محترف في اوروبا بعد ان رفض المسؤولون فكرة احترافه الا مقابل مبالغ كبيرة.

وقال: ما يقوم به المسؤولون خطأ والواجب فتح الطريق امام الراغب في الاحتراف باوروبا لان الامر لا يتعلق بالطائي او الدعيع، بل بمصلحة الكرة السعودية التي هي المستفيد الاول من هذا الموضوع.

كما ارجع الدعيع عدم احتراف اللاعبين السعوديين خارج بلادهم الى غياب السماسرة عن الدوري المحلي، لا سيما انهم هم القادرون على تسويق اللاعب وهو ما يحدث في قطر التي نجحت في تصدير ثلاثة من نجومها الى اوروبا عبر الاحتراف وهو ما نحتاجه حاليا.

واستغرب حارس مرمى الهلال السعودي من الآراء التي تطالب بالغاء نظام المربع الذهبي في الدوري المحلي والعودة الى النظام القديم الذي يقضي باعلان الفريق الاكثر نقاطا بطلا للدوري مشددا على ان النظام الحالي هو الافضل لانه يمنح الفرصة لاربعة فرق في الفوز باللقب حتى آخر فرصة.

واضاف: التعديل الاخير في نظام المربع الذهبي الذي اقتضى بلوغ متصدر الدوري المباراة النهائية على ان يتنافس اصحاب المراكز الثاني والثالث والرابع على تحديد الطرف الآخر في نهائي الدوري امر اعطى الفريق المتصدر حقه الطبيعي، وانا من المؤيدين لهذا النظام ولا احبذ النظام القديم الذي يقتل التنافس بين الفرق الاخرى.

وكشف الدعيع عن ان مستقبل حراس المرمى في السعودية يظل مطمئنا بوجود اسماء لها مكانتها مثل حارسي النصر محمد الخوجلي وفيصل الصويغ وحارس مرمى الاتحاد مبروك زايد، ومنصور النجعي في (الاهلي) الى جانب حراس مرمى الهلال الثلاثة بندر الماس وحسن العتيبي واحمد ضاري الذين ينتظرهم مستقبل كبير.

وأيد الدعيع فكرة النظام الجديد لبطولة كأس الامير فيصل بن فهد، التي تنص لوائحها على مشاركة لاعبين تحت سن 23 سنة، موضحا انه بالرغم من ان المسابقة ستفتقد اثارتها المعهودة وقوتها بمشاركة اللاعبين الكبار الا ان فوائدها ستكون اكبر واشمل، حيث ابراز اسماء اخرى صغيرة تكون النواة للفرق المحلية في المنافسات الاخرى.

وبسؤاله عن رأيه في فريقه الهلال الذي خسر فرصة الفوز بلقب كأس الامير فيصل بن فهد وما قدمه في تلك المسابقة قال: التجربة في اشراك عناصر صغيرة في مثل هذه البطولة امر مفيد واعتقد ان الهلال سيجني ثمار ذلك في الدوري السعودي الذي انطلق قبل اسبوعين واحب القول ان اللاعبين الذين شاركوا في مباريات كأس الامير فيصل بن فهد والموجودين معنا في منافسات الدوري هم من اثبتوا انفسهم والفريق بحاجة لخدماتهم في الاستحقاقات الاخرى سواء كانت محلية او اقليمية او قارية.

واستغرب الدعيع من الهجوم المتواصل الذي يجده حارس مرمى الهلال بندر الماس الذي كان حاضرا في صفوف الفريق خلال مباريات كأس الامير فيصل بن فهد، مشددا على ان بدايته تبدو جيدة ولا بد من اعطائه الفرصة كاملة حتى يقدم كل ما لديه من امكانات.

واضاف: من الصعب ابداء الحكم عليه في مباريات معينة، بل يجب ان نمنحه الوقت واعتقد ان اكتسابه المزيد من الخبرات مستقبلا سيجعله حارسا متميزا.

وعن تواضع اداء حارس المرمى حسن العتيبي واحمد ضاري في العامين الاخيرين ارجع الدعيع ذلك الى غيابهما عن المشاركات الرسمية وقلة الاحتكاك في خوض المباريات موضحاً ان وجوده في القائمة الرئيسية خلال الاعوام الاربعة الماضية مع الهلال يظل سببا رئيسا في ذلك.

واكد حارس مرمى الهلال بان ترشيح الامير عبد الله بن مساعد رئيسا لناديه ليس بغريب عليه، لا سيما ان الاخير عرف بمواقفه ودعمه المتواصل للهلال.

واضاف: اتمنى التوفيق له في منصبه الجديد واعتقد ان جميع اعضاء شرف الهلال مهيأون لرئاسة النادي نظير خبراتهم الادارية المتتالية وقدرتهم على التعامل مع الظروف التي تواجه الهلال.

واشاد الدعيع بما قدمه الامير سعود بن تركي لفريق الهلال ابان ادارته للنادي خلال العام ونصف العام الماضيين مؤكدا ان الفريق نجح في تحصيل انجازات كبرى في وقت قصير.