سقوط الزمالك والرجاء

مساعد أحمد العصيمي

TT

اصبحت كرة القدم بخططها واداء لاعبيها كتابا مفتوحا يستطيع المتابع العادي ان يستشف منه من الافضل والاجود والاقدر والأكثر مهارة من بين الفريقين الحاضري المنافسة .

ويزيد التقدير ويسهل التقييم بارتقاء وعلو كعب المواجهة كتلك التي كانت محل تطلع عربي واهتمام افريقي، ناهيك عن من هم في موقع التفضيل في الفيفا واوروبا ومتابعتهم لها، ونشير هنا الى ما عنينا به مساء الجمعه الماضي من خلال مواجهة الفريقين العربيين الزمالك المصري والرجاء المغربي في النهائي الافريقي الكبير ليكون الامر تعبيرا عن السقوط الكروي العربي ليس من خلال جوانبه الفنية ولا ما يذهب الى النواحي المهارية، بل لكل ما يخص الثقافة التنافسية، فكانت المباراه اقرب الى التعبير عن الحساسية المفرطة منها الى المقارعة الحقيقية بين فريقين خبرناهما عريقين صلبين، فذلك لاعب يدّعي وآخر يستغفل وثالث يتحايل، وسط بعض مناظر لم تكن جديرة ان تنسب لكرة القدم التنافسية لتغرق المباراة في اجواء البحث عن كل ما يقلل من العدد العناصري للمنافس، ولو قدر لحكمها الليبي ان يكون اكثر حزما لأفرغ الملعب من كثير من العناصر من الجانبين، لكن يبدو انه اراد لها استمرارا على حساب المثل التنافسية.

بعد تلك المشاهد الكئيبة طفقت اتساءل: هل هذا هو عنوان الكرة التنافسية بين عرب افريقيا. قد يقفز متحمس ليشير الى ان المباراة قد حملت ملامح انتمائها الافريقي، واعتذر هنا حين اؤكد عدم صحة ما اشار اليه لا سيما ان كرة افريقيا عرفت بشدة مقارعتها وقتالية لاعبيها ولم تعرف استمراء التحايل والادعاء وبما جعل من المباراه قالبا صلبا مملا رغم الجعبة المليئة من الاجادة التي عرف بها الفريقان العربيان، لكن كان قدرنا انهما قد سقطا في اختبار المصداقية.

نقول ان استغفال المنافس والحكم او حتى المشاهد هو ما يخل بالمنافسة الشريفة ومن اراد علوا وارتقاء عليه ان يعلم ان للمنافسة ثقافة واصولاً ينطلق من خلالها لتعليم لاعبيه التحمل والكفاح وقبلهما الوضوح واحترام الآخرين والايمان بتفضيلهم واحقيتهم متى ما كان لهم ذلك، رافضا كل ما يخل بالمنافسة ويجرها الى آفاق غير موضوعية تخرج بها عن اطارها الحقيقي كرياضة تنافسية يكون الفوز فيها متاحا لمن هو افضل كفاحا واداء. ولا عزاء لكرة عرب افريقيا.

[email protected]