وصف المهندس عبد العزيز الدمخ رئيس نادي الشعلة السعودي التوجه بتطبيق نظام خصخصة الاندية الرياضية السعودية وتحويلها من القطاع العام للقطاع الخاص بأنه سيلقي بتأثيره السلبي على الأندية الصغيرة، خاصة تلك التي تشارك في الدرجة الممتازة.
وأشار الى ان الاندية الكبيرة كما هي اندية الاتحاد والهلال والاهلي والنصر لن تشقى بايجاد مستثمرين راغبين في البحث عن الربح خلالها، عكس الصغيرة منها، كما هو الشعلة على سبيل المثال الذي سيجد معاناة في ذلك مما سيؤثر على حظوظه وامكانية عدم مقدرته على المنافسة في شتى المنافسات الرياضية التنافسية في السعودية.
وقال لـ «الشرق الأوسط»: لا انكر بأن مشروع خصخصة الاندية السعودية هو توجه ممتاز ونقلة ايجابية للكرة السعودية، ولكن ومن خلال حضوري ومشاركتي في بعض الاجتماعات الخاصة بلجنة تطوير الاندية السعودية، اتضح لي ان المعطيات تخدم الاندية الكبيرة، في ظل ان الشركات والمستثمرين ينتمون دائما الى مدن تلك الاندية بخلاف الصغيرة التي تفتقد لرؤوس الاموال وان وجدت فهي بسيطة وغير قادرة على المساهمة في النواحي الربحية للأندية.
واضاف: هناك من الاندية الكبيرة من رفعت عقيرتها بالشكوى ايضا، وقرأت حديثا للامير عبد الرحمن بن سعود وهو الذي يرأس أحد الاندية السعودية سمعة وجماهير في احدى الصحف يتبرم من عدم وجود اي مستثمر لاحد المواقع في ناديه لبيع المرطبات، فكيف بحال الاندية الصغيرة اذا كان هذا هو حال النصر.
وعن الحلول برأيه يقول: اتمنى التريث قليلا في اصدار مثل هذا القرار ولو على الاقل لعامين أو ثلاثة حتى تتم دراسته جيدا، وبشكل يكون أكثر فائدة للاندية وبما يمنح الوقت كي تتمكن من البحث عن موارد متعددة تدعم تطبيق مثل هذا النظام ليساعد في نهوضها ولتستطيع التكيف مع هذا القرار.
وأضاف: هناك حلول من وجهة نظري قد تكون مبدئية خلال هذه الفترة أهمها التزام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحقوق الاندية وتسليمها الاعانات مباشرة مع بداية كل موسم جديد، وأيضا من الممكن ان يذهب دخل المباريات للفريق المستضيف، مع وجود الصلاحيات للاندية في استثمار بعض المواقع التي تقدم لها من قبل البلديات في مناطقها وبما يعود عليها بفوائد مالية جيدة.
وعرج رئيس الشعلة على نظام الاحتراف المطبق حاليا على المسابقات الكروية السعودية وقال: يبدو لي أن كثيراً من الاندية السعودية قد نحت لتحقيق الفائدة الوقتية، ومن جهتي فلم اسمع قط عن ناد سعودي يطبق الاحتراف وفق اسس علمية مدروسة كما هو الحال في اوروبا، فالاحتراف لدينا ما زال رمزيا، ومن دون اطارات ثابتة، وركيزته الاساسية هي الاعتماد على جلب محترفين وبمبالغ خيالية تفوق ما يتقاضاه اللاعبون السعوديون، وهو ما اوجد مشاكل مالية لدى اكثر الاندية.
واستطرد قائلا: ربما لو طبق الاحتراف الجزئي لكان الوضع المالي افضل، ايضا اتمنى ان يتم تطبيق نظام المدارس الكروية وتحت اشراف مباشر من قبل اتحاد الكرة في مختلف المناطق السعودية يتم من خلاله رعاية الموهوبين والارتقاء بموهبتهم ومن ثم تقديمهم للاندية، اعتقد ان ذلك سيكون افضل مما هو عليه الآن وأكثر فائدة لمستقبل الكرة السعودية بشكل عام.
وتحدث الدمخ عن مشاريعه وأفكاره المستقبلية التي ينوي تطبيقها في نادي الشعلة بعد ترؤسه لمجلس ادارته أخيرا وقال: هدفي الاول والاخير هو الرقي بنادي الشعلة وعلى جميع المستويات، وهذا الامر طبعا لن يتحقق الا بدعم اعضاء الشرف، وهو الامر الذي اجده حاليا من قبل الامير عبد الرحمن بن ناصر امير محافظة الخرج الرئيس الفخري لنادي الشعلة، والذي سنخاطب باسمه عدداً من رجال الاعمال للدخول كاعضاء شرف لنادي الشعلة، وكذلك الامير سعود بن عبد الرحمن بن ناصر رئيس مجلس اعضاء الشرف، وبقية الاعضاء والمنتمين لنادي الشعلة.
واضاف: اسعى لأن يكون نادي الشعلة احد المؤسسات الاجتماعية المهمة والمؤثرة، ولدي اتجاه بأن يكون اعضاء مجلس ادارتي من جميع فئات المجتمع، وحرصت على ان يكون من بينهم رجال اعمال واكاديميون وتربويون وهو ما حدث بالفعل، حيث اننا نضم في مجلس الادارة حاليا الكثير من الشباب المتحمس لخدمة وطنه بصفة عامة عن طريق نادي الشعلة، لا سيما في الجوانب الاجتماعية والثقافية وليس فقط الرياضية وهي التي كثيرا ما تحظى بنصيب الاسد لدى اغلب الاندية.
ورفض الدمخ الافصاح عن المدة التي ينوي الاستمرار بها كرئيس لنادي الشعلة وقال: انا توليت المهمة وبترشيح من قبل الامير عبد الرحمن بن ناصر رئيس مجلس اعضاء شرف النادي انطلاقا من كوني عضو شرف في النادي، ولكي اعمل باخلاص وجدية واسعى مع الآخرين للرقي بهذا النادي ولم أفكر بالفترة التي سأقضيها.
واستغرب الدمخ ما يثار حاليا من مطالبات من مسؤولي الفرق السعودية بالاستعانة بحكام أجانب لادارة بعض المباريات الحساسة في مسابقة الدوري السعودي وقال: من وجهة نظري الخاصة فإن الحكم السعودي هو الافضل والاكثر تميزا مهما حدث، فقط يحتاج لمزيد من الثقة وعدم التعرض له وانتقاده، وكذلك ايجاد لجنة متابعة من قبل لجنة الحكام تناقش الحكم وتصحح له اخطاءه، وايضا يتم دعمهم ماديا ومعنويا، أي تعالج مشاكلهم بشكل عام ويهيأ لهم الجو المناسب، وبعد ذلك انا واثق من أن الحكم السعودي سيكسب ثقة الجميع.
وأبدى رئيس نادي الشعلة سعادته من نتائج فريقه في مسابقة الدوري السعودي وقال: اعتقد أننا نقدم صورة جيدة عن نادينا، وهذا أمر جاء بجهود الجميع في النادي، ومنذ صعودنا للدوري الممتاز ونحن بهذه الصورة وسنسعى لكي نتطور أكثر.