النصر والهلال السعوديان في مواجهة حاسمة على نهائي كأس الأندية العربية أبطال الكؤوس

TT

تتجه جماهير كرة القدم العربية مساء اليوم صوب ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض، لمتابعة أحداث المباراة النهائية التي ستجمع فريقي النصر والهلال السعوديين على كأس بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس الحادية عشرة لكرة القدم. وكان الفريقان قد تأهلا إلى هذه المباراة بعد أن تغلب الهلال على نظيره فريق شباب المحمدية المغربي (1 / صفر) بالهدف الذهبي الذي أحرزه نجمه نواف التمياط، في حين وصل فريق النصر إلى هذه المواجهة بعد تجاوزه فريق العربي الكويتي (2 / صفر) أحرزهما جونيور وماجد الدوسري.

وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها فريقان سعوديان على نهائي كأس بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس، حيث لم يسبق لأي فريق سعودي الحصول على هذه البطولة على الرغم من مشاركة سبعة فرق سعودية سابقة في البطولات العشر الماضية، وكان النصر أحد هذه الفرق عام 1991 في الإمارات وخرج من دور نصف النهائي على يد فريق الأولمبي البيضاوي المغربي بركلات الترجيح.

ويسعى الفريقان إلى أن يكون أحدهما حاضرا في السجل البطولي التاريخي لهذه النهائيات وهما قادران على فعل ذلك نظير ما يملكانه من أسماء دولية ماهرة وأخرى خبيرة قادرة على إمتاع جماهير كرة القدم العربية مساء اليوم.

وفي ما يخص فريق النصر، فنجد أنه تصدر مجموعته الأولى برصيد (10) نقاط وأحرز حتى الآن (12) هدفا ويظل مهاجمه علي يزيد هدافه الأول برصيد (4) أهداف، ويعتبر الدفاع النصراوي هو الأقوى بين الفرق الأخرى لا سيما أن شباك مرماه لم تهتز طوال المباريات الخمس الماضية، ويشرف على تدريب فريق النصر المدرب البرتغالي آرتور جورج الذي يسعى جاهدا لتحقيق أول بطولة له مع فريقه النصر لا سيما أنه اخفق منذ أسابيع ثلاثة في قيادة فريقه إلى إحراز بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد السعودية أمام فريق الأهلي وخرج خاسرا بركلات الترجيح ويأمل لاعبو النصر في إعادة فريقهم الكروي الأول إلى أمجاده السابقة والصعود لمنصات التتويج وذلك عبر الظهيرين (الحلوي، شويع) اللذين سيساندان خط الوسط كثيرا في مباراة اليوم وذلك لتدعيمه وتكثيفه وإيقاف خطورة الوسط الهلالي. ويبرز البرازيلي جونيور وعبد الله القرني كصانعي ألعاب مميزين لا سيما الأول الذي يمتاز بهدوئه الكبير داخل الملعب عبر تمريراته القاتلة وإجادته تنفيذ الركلات المباشرة من مسافات تبدو قريبة من منطقة الجزاء للفريق المنافس.

ويأتي علي يزيد كمهاجم على مستوى كبير من المهارة والأداء الفني العالي وهو ما جعله أكثر اللاعبين في الفريق إحرازاً للأهداف (4)، وبلا شك سيشكل وجوده بين مدافعي الهلال قلقاً كبيراً لا سيما أنه مراوغ ممتاز وسريع من الدرجة الأولى ويأمل يزيد في أن تكون كلمته حاضرة مساء اليوم لإنهاء المباراة لصالح فريقه. أما بخصوص البرازيلي فيلهو فهو لا يزال ضعيفا من الناحية الهجومية ولم يقدم حتى الآن المستوى المقنع كي يبقى في القائمة الأساسية وفي حالة عدم مشاركته فسيكون الدولي السابق فهد المهلل حاضرا في المباراة ومنذ الدقائق الأولى.

ومن خلال المعطيات السابقة لمباريات فريق النصر، يظل أداؤه الفني جيدا رغم الانتقادات الشديدة التي وجهت للمدرب جورج الذي لم يجعل الاستقرار سمة الفريق حتى الآن لا سيما أن كل مباراة يدخلها النصر يجد المتابعون لاعبا جديدا لم يكن حاضرا في المباراة التي قبلها وهو ما يخشاه المنتمون للنصر بيد أن الروح العالية التي يتمتع بها اللاعبون هي التي تجعل الفريق فاعلا في أدائه عبر جميع المباريات السابقة.

من جانب فقد تصدر فريق الهلال مجموعته الثانية برصيد (10) نقاط وأحرز لاعبوه (12) هدفا ودخلت مرماه (4) أهداف وهي نسبة كبيرة لا سيما أن حارس المرمى الذي يقف خلف مدافعي الهلال هو من أفضل حراس المرمى في آسيا (محمد الدعيع) ويشرف على تدريب الهلال مدربه الروماني ايلي بلاتشي الذي يبدو أنه يعيش أيامه الأخيرة مع الفريق بعد المستويات المتذبذبة التي حققها الهلال تحت قيادته وعدم قدرته على توظيف اللاعبين بالطريقة الصحيحة خاصة أنه يملك لاعبين على قدر عال من الكفاءة الفنية والخبرة الدولية الطويلة.

ويرغب بلاتشي في أن تكون هذه المباراة ردا على جميع منتقديه وهو يعمل لتجهيز لاعبيه فنياً ومعنوياً وهو يؤكد أن فريقه قادر على الحصول على اللقب خاصة أنه متمرس في البطولات القارية والإقليمية وينطلق بلاتشي في مناهجه الخططية إلى الأسلوب (1/5/4) المكون من محمد الدعيع في حراسة المرمى وعبد الله الشريدة وفهد المفرج وأحمد الدوخي ومحمد النزهان في خط الدفاع ومحمد الشلهوب ونواف التمياط وعمر الغامدي وفيصل أبوثنين (والنيجيري) مانجوت في خط الوسط ويظل (الكولومبي) الكاتو وحيدا في خط المقدمة ولا شك أن هذا الأسلوب واجه انتقادات لاذعة من قبل النقاد الرياضيين وجماهير الهلال أيضا، ويعتمد الهلاليون كثيرا على انطلاقات أحمد الدوخي (مدافع أيمن) وتحركات نواف التمياط ومحمد الشلهوب وأيضاً النيجيري مانجوت، وإن كان التمياط هو الأفضل نظير ما يملكه من مهارات فردية عالية، جعلته مرشحا للفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة العربية الحالية ومن المتوقع أن يكون عبد الله الجمعان حاضرا في المباراة منذ الدقائق الأولى وسيكون ذلك على حساب النيجيري مانجوت وهو ما يطالب به الإعلام الرياضي خاصة أن الجمعان هو هداف البطولة الأول حاليا برصيد (5) أهداف ويتميز بتسديداته الصاروخية وقدرته على تجاوز المنافسين مستغلا مهاراته العالية والقوة الجسمانية التي يتمتع بها وسيكون الكاتو مهيأ لإحراز الأهداف وهو قادر على ذلك رغم الأداء الفني غير المقنع الذي ظهر به في المباراة الماضية أمام الفريق المغربي، حيث أضاع العديد من الفرص السانحة للتسجيل ويأمل في أن يكون الحظ حليفه في المباراة النهائية.

وبلا شك فإن أفضلية الترشيح للفوز بهذه المباراة تبدو صعبة للغاية نظير تكافؤ الفريقين فنيا وعناصريا ومن المنتظر أن تحظى المباراة بحضور جماهيري كبير ربما يتجاوز (50) ألف متفرج كما هي عادة الفريقين في اللقاءات النهائية السابقة علما أن هذه المواجهة العربية هي الثانية على المستوى الإقليمي بينهما حيث سبق أن التقيا في دور نصف نهائي بطولة الأندية العربية أبطال الدوري الحادية عشرة في العاصمة الرياض وفاز من خلالها الهلال على النصر بركلات الترجيح (4 / 2).