قمة سعودية ـ تونسية في نهائي بطولة الأندية العربية

فريق الأفريقي يسعى لرد اعتباره أمام أهلي جدة اليوم

TT

في الاهلي السعودي ومراد محجوب في الافريقي التونسي وستكون الثالثة لهما عندما يلتقي الفريقان اليوم في نهائي بطولة الاندية العربية الاولى لكرة القدم على كأس الامير فيصل بن فهد.

مدرب الاهلي حسم المواجهتين الاوليين 2-صفر و3-صفر، لكن الامور لم تنته داخل الملعب بل تعدته الى تصريحات المدربين بعد كل مباراة، اذ كال زيوفيتش المديح لفريقه على حساب الافريقي، ولكن محجوب يريد «ان يرد داخل الملعب» ولديه الفرصة الانسب الآن.

وقال محجوب «لن اسمح للاهلي باعادة السيناريو والفوز على الافريقي مرة ثالثة، فلقب البطولة اصبح قريبا منا».

وكان محجوب صريحا بقوله «كان هدفنا بلوغ نصف النهائي اذ كنت اتوقع الخسارة امام الاتحاد لاننا غير جاهزين فنيا ونفسيا».

وتابع «قلت للاعبي الافريقي بعد خسارتنا الثانية امام الاهلي اننا لم نكن نستحق الخسارة اطلاقا لكنها جاءت بسبب اخطاء فنية، وشرحتها لهم وطلبت منهم تشريف الكرة التونسية في المباريات المقبلة».

واضاف «تغلبت على الظروف النفسية للاعبين بعد ان استفدنا من اخطائنا في الدورين الاولين، وأهمهما العصبية الزائدة لهم، وسنحاول ان نقدم المستوى ذاته كما فعلنا امام الاتحاد، وان نلعب بجدية حتى نعود الى تونس مع الكأس».

من جهته، كان مدرب الاهلي اكثر صرامة بقوله «الفرق التونسية تثير المشاكل دائما، فانا كرياضي يحز في نفسي ما رأيته من احداث في نهاية المباراة مع الملعب».

وكانت المباراة توقفت لدقائق قبيل نهايتها بثوان بين الاهلي والملعب التونسي امس عندما طرد الحكم السوري خضر الحاج خضر حارس الملعب لتعمده الخشونة ضد طلال المشعل من دون كرة، وحاول لاعبو الفريق التونسي بعدها الاعتداء على الحكم قبل ان تتم السيطرة على الامور.

واوضح «مباراتنا المقبلة في النهائي مع فريق تونسي ايضا ولكن هذا لا يقلقني فلاعبو فريقي يتعرضون للخشونة دائما للحد من خطورتهم ومهاراتهم الفردية التي يتفوقون بها على الجميع» ويسود تفاؤل في المعسكر التونسي من ان لكل مباراة ظروفها وان خسارة الافريقي امام الاهلي مرتين حتى الان لا تعني انه سيكون الحلقة الاضعف في المباراة النهائية لا سيما بعد ان ازاح عقبة الاتحاد من طريقه التي كان يعتبرها الاصعب.

ويعتبر الاهلي اكثر الفرق ثباتا من الناحية الفنية منذ انطلاق البطولة اذ فاز في ست مباريات متتالية، وهو الوحيد الذي لم يخسر فيها، ففاز على الحسين الاردني 4-صفر والافريقي 2-صفر في الدور الاول، وعلى المغرب الفاسي المغربي 3-1 والافريقي مجددا 3-صفر والاهلي البحريني 2-1 في الدور الثاني، ثم على الملعب 2-1 في نصف النهائي.

وكشف الاهلي عن قدرات هجومية كبيرة حيث سجل هدفين على الاقل في كل مباراة خاضها (سجل 16 هدفا)، وعن تنظيم دفاعي جيد لان شباكه اهتزت ثلاث مرات فقط.

وميزة اضافية يتمتع بها الاهلي تتعلق بارتفاع معدل اللياقة البدنية للاعبيه لان خوض ست مباريات حتى الآن في اقل من اسبوعين ليس سهلا، وهو امر اشتكت منه الفرق معتبرة ان نظام البطولة لا يخدم المستوى الفني واللاعبين ولا يمنحهم مجالا للراحة كثيرا بين مباراة واخرى.

الفريق السعودي سيكون مدعما بقاعدة جماهيرية كبيرة كما حصل في نصف النهائي خصوصا انه بات الممثل الوحيد للكرة السعودية بعد خروج الاتحاد القطب الثاني في جدة.

فنيا، اجاد مدرب الاهلي البلجيكي ايليا زيوفيتش حتى الان في تحريك لاعبيه جيدا والاستفادة من قدراتهم، ففي حال الهجوم، يقدم الفريق العابا مدروسة وسريعة حيث تصل الكرة الى منطقة الفريق المنافس بسهولة تامة نظرا لتفاهم اللاعبين وتركيزهم في التمرير، كما ان الفاعلية الهجومية لديهم مرتفعة، وفي حال الدفاع، يغلق الاهلاويون منطقتهم جيدا ويعرفون كيف يفقدون الطرف الثاني توازنه خصوصا عندما يشكل ضغطا متواصلا عليهم.

وكانت التجربة الهجومية والدفاعية ناجحة امام الملعب، فاقتنص طلال المشعل هدفا بعد خطأ دفاعي، واضاف المغربي بوشعيب المباركي الثاني بمجهود فردي، ثم عمد السعوديون الى الحفاظ على تقدمهم ونجحوا في ذلك رغم الهفوة الدفاعية من علي العبدلي الذي اخفق في ابعاد كرة من امام طارق الزيادي فجاء منها هدف تقليص الفارق.

ومفاتيح اللعب كثيرة لدى المدرب زيوفيتش ابرزها محمد شلية وحسين عبد الغني وفهد الزهراني والتونسي خالد بدرا والمصري محمد بركات والمباركي والمشعل ووليد الجحدلي.

وفي صفوف احتياطيي الاهلي عدد بارز من اللاعبين ايضا منهم وليد الجيزاني وسعد الدوسري وصالح المحمدي.

رئيس النادي الاهلي عبد الرزاق ابو داود لم يعط فريقه مجالا للتمادي في افراحه ببلوغ النهائي قائلا «الافراح انتهت والان نفكر في المباراة النهائية امام الافريقي، فهذه المباراة صعبة لان الفريق التونسي من الاندية العريقة والكبيرة».

في المقابل، ستكون المهمة مزدوجة بالنسبة الى الافريقي، اولا للثأر من الاهلي، وثانيا لاحراز اللقب الاول للبطولة خصوصا انه تقدم بطلب رسمي من الاتحاد العربي لاستضافة النسخة الثانية منها وفوزه غدا سيعزز فرصه في ذلك من دون شك.

الافريقي الذي كان خائفا من الاتحاد قبل نصف النهائي لأن مدربه مراد محجوب اعتبره «افضل فرق البطولة وعلى الجميع ان يحذر منه» فرض ايقاعه وهز شباك «العميد» مرتين وساعدته في تحقيق فوزه الكبير الهفوات الدفاعية الاتحادية والتصرف غير المسؤول من المهاجم البرازيلي سيرجيو الذي طرد في الدقيقة 27 ووضع فريقه في موقف صعب.

وما قدمه الافريقي في نصف النهائي يفرضه مرشحا بالتساوي مع الاهلي لاحراز اللقب لانه اظهر كفاءة هجومية ودفاعية على حد سواء، فبات نجمه عادل السليمي الذي سجل هدفين في مرمى الاتحاد في صدارة الهدافين مع سيرجيو برصيد خمسة اهداف لكل منهما، كما ان دفاعه عرف كيف يتعامل مع كرات الاتحاد وحال دون عودته الى اجواء المباراة مطلع الشوط الثاني.

وبرز من الافريقي بشكل لافت حارسه خالد عزيز وجمال رحومة ورضوان بوزيان ورمزي فتح الله واشرف الخلفاوي وعادل السليمي، وكشف الاخير عن خطورة كبيرة امام المرمى وانه لا يمكن ارتكاب اي هفوة امامه لانه يكون حاضرا لاكمال الكرة داخل الشباك.

السليمي وعد باحراز لقب البطولة قائلا «بعد عرضنا القوي امام الاتحاد نعد بأن يكون لقب البطولة افريقيا لان فريقنا قادر على ذلك رغم الظروف التي مر بها».