مباراة بين العراق وأميركا

مساعد أحمد العصيمي

TT

في الاصطلاح الدولي يتجلى مفهوم ان الرياضة تصلح ما افسدته السياسة، لكن في زمننا الحالي يبدو ان السياسة وما تحمله من توجهات نحو الحرب قد أفسدت الرياضة وأخلت بموازينها وعطلت سبل ارتقائها.

هنا لن نشرع بطرح اقتراح باقامة مباراة كروية بين أميركا والعراق، من منطلق لعل وعسى ان تفي ببعض ما عجز عنه تحالف المانيا وفرنسا.

لكن ما نحن بصدده ان اسقاطات التوجه نحو الحرب ثقيلة على الرياضة وتكاد تكون كارثة بالنسبة لتوجهاتها، فها هي بطولة كأس العالم للشباب التي ستستضيفها الامارات خلال الفترة من 25 مارس (آذار) وحتى 26 من ابريل (نيسان) المقبل ترضخ في اقامتها من عدمه لظروف الحرب رغم بعدها بآلاف الكيلومترات عن ساحة التقاتل، لكن حسب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر التباكي على وضع هذه البطولة التي من بين أهداف اقامتها تلاقي شباب العالم وتعارفهم، حتى ان قلق رئيس «الفيفا» من تأثير السياسة والحرب لم يخص بطولة العالم للشباب بل ذهب الى ما هو أبعد حينما ابدى قلقه على بطولة القارات المقررة في باريس في يونيو (حزيران) المقبل.

هنا كان لزاما ان أعود الى ما قاله الرئيس السابق للمجلس العالمي للرياضة التابع لمنظمة اليونسكو فيليب .ج. بيكر في جزئية من خطابه الشهير الذي القاه في موسكو عام 1974 «الرياضة هي السلاح الافضل في النضال من اجل السلام على الارض». ومعه ندرك ان الرياضة هي العلاقات التي يجد فيها الانسان قواسم مشتركة كثيرة، ونعلم ان كل طلقة مسدس لإعلان بدء منافسة رياضية تمسح وتبعد طلقات حرب كثيرة، لكن نعتذر منك ياسيد بيكر في هذه المرة، لأن الواقع قد تغير فالتهويش فقط بالحرب قد يمنع بطولات رياضية كثيرة، وعليه لا بأس ان تتغير المفاهيم لتكون الرياضة تخضع لما تفسده السياسة.

[email protected]