الدعيع أفضل حارس مرمى في قارة آسيا يواجه حملة عنيفة قد تقوده للاعتزال

الخبيران الزياني والحربي: استمرار الدعيع مطلوب.. ودراسة أسباب التراجع ضرورية

TT

في الوقت الذي مازال حارس مرمى الهلال السعودي الدولي السابق محمد الدعيع يؤكد انه قادر على تقديم المستويات الرائعة كتلك التي كانت سببا في اختياره حارس القرن لقارة آسيا، الا ان هناك حملة اعلامية محلية ضده تريد تجريده من كل انجاز بسبب ان كرة سقطت من يده في اللقاء الاخير لبطولة اندية الخليج الذي جمع الهلال بالعربي الكويتي قبل ايام عشرة فتحول لقب البطولة للاخير.

محمد الدعيع الذي يبلغ من العمر، 33 عاما، بدا انه ضحية التراجع الفني الذي يعيشه فريقه الهلال، وهو الذي افرز سقوطه في الاختبار مع المنتخب السعودي امام المانيا في كأس العالم الاخيره لتستقبل شباكه ثمانية اهداف، فأصبح كبش الفداء.

ويشير كثير من المتابعين الى ان الاعلام المؤيد للهلال بدأ يرمي الى ان الاسد قد شاخ ولا بد من احالته للتقاعد. وبين الاعلام والمدربين ما زال الدعيع محل جدل، لا سيما أن المدربين يؤكدون ان هذا النجم قد تأثر بالحال الضعيفة للمنتخب، وبما كان عليه مدافعو الهلال من سوء حال، حتى ان احد خبراء اللعبة أكدوا ان الدعيع لم يكن ليمنع الاهداف الثمانية امام المانيا حتى لو كان يشاركه المرمى حارس المانيا نفسه اوليفر كان وهو الامر الذي يعني الضعف المتناهي للمدافعين.

الهلال الذي دفع ستة ملايين ريال قبل خمس سنوات لنادي الطائي مقابل انتقال الدعيع لصفوفه في اكبر صفقة ناجحة في تاريخ الكرة السعودية، لا سيما وانه قد ساهم بعدها بتحقيق بطولات هلالية كثيرة، وكانت له اليد الطولى في ذلك حتى ان جماهير الهلال كانت تشير من باب الدعابة الى ان الدعيع سدد مبلغ انتقاله وبات الهلال مديونا له بمبالغ اضافية.

«الشرق الاوسط» ذهبت في استفسارها عن حال محمد الدعيع الى اثنين يصنفان بالاكثر خبرة بحال الكرة السعودية بحكم عملهما في الاندية واتحاد الكرة ويقول كبير مدربي السعودية نائب رئيس الاتفاق والعضو باتحاد كرة القدم خليل الزياني: لنكن اكثر صراحة مع من نحبهم ونفضلهم فمحمد الدعيع يحتاج الى اعادة حسابات ومراجعة للنفس، لكن دون توقف عن ممارسة الكرة.

واضاف: اعتقد ان المشكله لا تكمن في تراجع اداء او كبر سن الدعيع لأنه ما زال يظهر ثبات وقدرة على التألق، ومن وجهة نظر شخصية ربما يكون ذلك ناتجاً عن قلة اهتمام بالتدريبات أو عدم منح التدريب الوقت الكافي كي نضمن الجاهزية الفنية والنفسية المطلوبة، ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي كنا نقرأ عن توجهات لفرق عالمية لأجل ضم الدعيع لصفوفها وسط تمسك هلالي شديد بهذا النجم.

اضاف: ما اود التأكيد عليه يذهب الى ان الدعيع قد يحتاج لنقلة جديدة اما بالانتقال لناد آخر، او اعادة برامجه التدريبية.

وعن ما يردده بعض الاعلام من ان ضعف في الدفاع الهلالي وتراجع في اداء المنتخب السعودي اثر بدوره على عطاء هذا الحارس، قال كبير مدربي السعودية: من وجهة نظر فنية اعتقد ان هذا ليس سببا لأن ضعف الدفاع قد يظهر تميزه، ومن ذلك كنا نسمع ان الحارس نصف الفريق وأن التألق لا يظهر الا حين كثرة هجوم المنافسين.

وشدد الزياني على ان الامر يعود للدعيع نفسه لاسيما وأنه مازال في عمر يعتبر متوسطا في سنين عمر حرّاس المرمى، وقال: فقط كل ما أتمناه منه ان يبحث بنفسه عن الخلل ويعالجه فورا ودون طلب توقف أو راحة.

احد افضل الحراس في تاريخ الكرة السعودية رئيس النادي الاهلي سابقا عضو اتحاد الكرة الحالي احمد عيد الحربي قال: من الطبيعي ان يتراجع اداء محمد الدعيع واعتقد ان هذا يعود لاسباب عدة في اهمها انه ظل ولفترة زمنية طويلة دون منافسه تذكر سواء في المنتخب السعودي او في الهلال في ظل انه الابرز عربيا وقاريا، الجانب الاخر يجب ان لا ننسى أو نتناسى ان محمد الدعيع قد تعرض لاصابات صعبة قد استنزفت جهده البدني وتركيزه الذهني ويكفي ان نشير الى مشاركته في كأس العالم الاخيرة وهو تحت تأثير الاصابة، الجانب الثالث يخص ان نكون اكثر منطقية وواقعية فيما يذهب الى ناديه الهلال فهذا النادي يمر بفترة تراجعض.SKئي تشمل الفريق بأكمله والدعيع في الاطار نفسه.

واستطرد حارس المرمى الدولي السابق حديثه قائلا: ازاء كل تلك العوامل علينا ان لا نستغرب ان يهبط مستوى ذلك الحارس العملاق، لكن علينا في الوقت نفسه ان لا نحمله فوق طاقته، علينا ان نتفهم حالته في الوقت الحالي بموضوعية وعقلانية وما يحتاجه كي يعود متألقا. علينا ان نتعامل مع هذا النجم اولا بدراسة حالته والبحث عن الاسباب ووضع الحلول المناسبة والسريعة، فقد يكون بحاجة الى تمارين اكثر فائدة أو قد يكون الامر خاصا بنواح نفسية واجتماعية وعلينا في الاخير ان نبعد الاعلام عن الموضوع.

واضاف الحربي: الدعيع ما زال أمامه الكثير ليقدمه، لكننا ومع الأسف ومن خلال اخفاق بسيط جعلناه قضية، رغم ان المسأله تخص هبوط مستوى نجم نتفق عليه جميعا.

وضرب الحربي مثلا بحارس انجلترا ديفيد سيمان بعد اخفاقه الاخير في كأس العالم وكيف اعاده فريقه ارسنال نجما متألقا، وكذلك ما فعله الالمان مع حارسهم اوليفر كان بعد النهائي الشهير امام البرازيل، وكلا البلدين لم يجعلا من تراجع أداء لاعب في مباراة قضية بل مشكلة بسيطة اجتهدوا بوضع الحلول لها رغم ان سنين عمر الحارسين تجاوزت الخامسة والثلاثين.