ارتفاع المستوى الفني والعودة اللافتة للجماهير أهم مميزات نصف نهائي كأس السعودية

الآثار السلبية لنتائج المنتخب بالمونديال بدأت بالتراجع مع فوز الأهلي والهلال على النصر والاتحاد

TT

كشفت مواجهتا نصف نهائي الكأس السعودية (كأس ولي العهد) اللتان اقيمتا مساء يومي الجمعة والسبت الماضيين عن متغيرات كثيرة في الكرة السعودية سواء ما خص الاداء الفني او الحضور الجماهيري مع الحال التحكيمية للمباريات.

المواجهتان اللتان افضيتا الى تأهل الاهلي بعد اقصائه للنصر بركلات الترجيح، والهلال الذي تفوق على الاتحاد بهدفين نظيفين، قد عبّرتا كثيرا عن استعادة الفرق السعودية لواقعها التنافسي المثير بعد التراجع المخيف الذي طالها كنتاج لما حدث في المونديال العالمي الاخير، ووسط المستوى الفني الضعيف الذي كانت عليه الفرق الاثني عشر الممتازة حتى منتصف الموسم الجاري، ومما لا شك فيه ان وقع التنافس الكبير بين هذه الفرق الاربعة وما سبقه من حضور متميز لفرق القادسية والاتفاق والرياض والشعلة، قد منح كرة السعودية القدرة على استعادة وهج منافساتها التي كانت تصنف بالافضل عربيا حتى زمن قريب.

الكرة التنافسية والاثارة العالية الوتيرة ظهرت جلية وعبر عنها مدربون متفوقون قادوا فرق الاهلي والهلال والنصر وكذلك الاتحاد، والاكيد انها قد منحت اللاعبين فرصا لاظهار كل ما لديهم، ناهيك عن ان الحضور الجماهيري الكبير الذي اصطف في ملعب الامير فيصل بن فهد في العاصمة الرياض وليومين متتالين كان جديرا بالتفاؤل بأن الموسم الكروي السعودي قد بدأ يستعيد عافيته الفنية وجماهيره الكثيفة التي كانت عنوانا لاثارته.

في مباراة النصر والاهلي كان كل شيء جميلا فيها ما عدا القرار التحكيمي الذي اضر كثيرا بالفريقين وعبر عن سوء تقدير للاحداث وكيفية التعامل معها، وبدأ ان الحكم الدولي عمر المهنا لم يعد كما كان وأن اوان اعتزاله قد اقترب، فقد ظهر بطيئا وغير مقنع بقراراته وهو الذي استهل المباراة بركلة جزاء لمصلحة الاهلي والتصوير التلفزيوني قد انصفه بدقة احتسابها، الا انه اثر التخفيف عن المتسبب (حارس النصر محمد الخوجلي) حينما اكتفى بمنحه بطاقة صفراء بدلا من الحمراء التي يوجبها القانون لمن يعرقل لاعبا منفردا بمرمى المنافس، ايضا واصل مسلسل اخطائه بعدم اشهار البطاقة الصفراء لمنع استمرار مخاشنات من كلا الطرفين بل انه تعامل بأريحية مع اشارة مساعد الحكم التي افضت الى وجود ضرب باليد من قبل صانع العاب النصر البوليفي خوليو سيزار تجاه مدافع الاهلي التونسي خالد بدرة واكتفى بالبطاقة الصفراء عوضا عن الحمراء.

ايضا لم يكن منصفا للجانب النصري وهو الذي قد اغفل ركلة جزاء للنصر حينما منع بدرة بيده المتحركة استمرار ذهاب الكرة لمهاجم نصري داخل منطقة جزاء الاهلي، وزاد على ذلك تسامحه مع مهاجم الاهلي المغربي المباركي حينما اعترض الكرة بيده عامدا متعمدا ولم يطرده لاسيما ان الاخير كان يحمل بطاقة صفراء.

بعيدا عن اخطاء التحكيم التي كانت عنوانا بارزا لاحداث المباراة الا ان الحضور التقني للاعبين كان مميزا واظهر طلال المشعل كل ما يثبت انه المهاجم السعودي الاول بحسن تقنياته ومهارته العالية، وفعل ذلك التونسي خالد بدرة لكن دفاعا عن مرمى الاهلي، في الوقت الذي كان مدربهم البلجيكي ايليا يتبع تكتيكا متوازنا بين الدفاع والهجوم، قابله مدرب النصر الارجنتيني اساد بتميز مماثل لم يفتقد كنتاج له الا النتيجة النهائية، وهو الذي قد دفع بقوة هجومية ضاربة احسنت متاريس الاهلي التصدي لها رغم القدرة التهديفية المتميزة التي اظهرها الانغولي بوسكاب وخطف من احداها هدف التعادل لفريقه، وجدير هنا ان نشير الى الاجادة العالية لصانع الالعاب السعودي عبد العزيز الجنوبي الذي كان امدادا متواصلا لمهاجمي فريقه رغم ان الاحباط قد ضرب هذا النجم بسبب انه كان الوحيد الذي اضاع ركلة الجزاء الترجيحية على فريقه.

ايضا كان بدر الحقباني فاعلا في ربط العاب فريقه فيما اختفى سيزار ببطئه وخروجه في مرات كثيرة عن الروح الرياضية، ومعه الاكوادوري تينيريو الذي كان التعليل الامثل لتواضع ادائه اصابة الركبة التي يعاني منها.

فيما يخص الهلال وضيفه الاتحاد فقد خالف الاول كل التوقعات التي كانت تفضل منافسه عطفا على ما كان عليه خلال منافسات الدوري، فقد اثبت المدرب الهولندي اد دموس ومساعده المحلي عبد العزيز الخالد حسن صياغتهما لنجوم الفريق وقدرتهما على اعادتهم بشكل جديد كان ثمنه فوزا مستحقا على الاتحاد.

اللافت في النظر في الاداء الهلالي هي المنهجية العاقلة التي استخدمت وكان نتاجها القبض على مفاتيح الفوز الاتحادية كمحمد نور «افضل لاعب عربي حسب كأس العرب الاخيرة في الكويت» الذي غاب تحت مظلة المتألق عبد العزيز الخثران، ايضا كان لعودة القائد سامي الجابر دورا في النتيجة وهو الذي قد اظهر ذكاء لافتا باحراز الهدف الاول.

المباراة شهدت عودة للتألق من جانب الحارس محمد الدعيع خلف تنظيم دفاعي جيد، واجادة متكاملة من الثنائي المعني بصناعة اللعب محمد الشلهوب والبديل نواف التمياط وقد عبرا عن لمحة تقنية تكتيكية رائعة بكرة الهدف الثاني الذي اختتما كرته بالتمرير للكاميروني باتريك سوفو الذي لم يجد صعوبة باحراز الهدف.

اخيرا فإن المباراة النهائية التي يتوقع ان تكون آخر الاسبوع الجاري قد احسنت اختيار طرفيها وسط توقعات بعطاء افضل لاسيما أن مميزين آخرين سينضمون الى المباراة بعد ان غابوا عن نصف النهائي، ويأتي في ابرزهم صانع الالعاب الهداف للاهلي المصري محمد بركات الذي سيعود بعد ان فرغ من مشاركة منتخب بلاده في لقاء افريقي، ايضا المباراة ستشهد عودة كبير هدافي الهلال عبد الله الجمعان بعد تحرره من الايقاف ومعه صانع العاب الفريق الاوكراني اندرية كانشيلسكس بعد تشافيه من الاصابة.