الرياضة العراقية... ما بعد رحيل عدي وسرقة ونهب مقاره

TT

قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل الرياضة العراقية ما بعد انهيار النظام العراقي، وما بعد عدي صدام حسين الذي ظل لسنوات طويلة رئيسا للجنة الاولمبية العراقية واتحاد الكرة العراقي وصاحب الكلمة الأولى في واقع الرياضة العراقية.

لم يسلم مقر اللجنة الاولمبية العراقية المكون من ثمانية طوابق من قذائف القوات الأميركية، وحين اعلن عن سقوط النظام بدأت عمليات النهب والفوضى التي سادت الشارع العراقي، وانهال العشرات على مقر اللجنة الاولمبية لنهب كل محتوياته بما في ذلك الكؤوس والدروع التي ترمز الى إنجازات رياضية عراقية سابقة. لم يصدر حتى اللحظة عن اللجنة الاولمبية الدولية أو عن أي منظمة رياضية اخرى ما يشير الى عدم اعتراف باللجنة الاولمبية العراقية التي كان يرأسها عدي صدام حسين، لكن المؤكد أن التطورات الدرامية التي عصفت بالمدن والقرى العراقية منذ الأربعاء الماضي وسقوط النظام سيلقي بظلال واسعة على مستقبل الرياضة العراقية.

ومن المؤكد أن السلطة الجديدة بالعراق ستباشر ترتيبات جديدة لاعادة إحياء اللجنة الاولمبية العراقية وإعادة تشكيل الاتحادات الرياضية العراقية والنظر في واقع الأندية التي ظل المقربون من صدام ونجله عدي على رأسها لسنوات طويلة، فمن غير المعقول أن تغيّب الرياضة العراقية عن الساحة الدولية في المرحلة المقبلة.

وقد عرف عن الشعب العراقي اهتمامه المطلق بالرياضة بصفة عامة وبكرة القدم على وجه الخصوص وينظر الى الرياضة العراقية على أنها رائدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وقارة آسيا، فقد استطاعت رغم حربين سابقتين وظروف الحصار المتواصل منذ اكثر من اثني عشر عاما، أن تحقق العديد من الإنجازات كان من أبرزها الوصول في عام 86 الى نهائيات كأس العالم بكرة القدم بالمكسيك.

وانهيار النظام هو ما يؤكد فتح الطريق واسعا أمام جيل جديد من الرياضيين العراقيين لتسلم مواقع قيادية لحقبة جديدة، كما من شأنه أن يفتح الباب واسعا لعودة الرياضة العراقية الى المشاركة في دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم والتي غاب العراق عنها منذ عام 90 بعدما انسحب من كأس الخليج العاشرة التي أقيمت في الكويت، كما أن الفرصة ستكون متاحة الآن لعودة الرياضة العراقية للمشاركة في دورات الألعاب الآسيوية.

وتشاء الأقدار أن يتزامن سقوط نظام صدام مع رغبة أكيدة من الاتحاد العربي لكرة القدم بإعادة الكرة العراقية للمشاركة في أنشطتها. ولا يعرف حتى الآن الى أي حد ستؤثر التطورات الجارية في العراق على مستقبل الدورة الرياضية العربية العاشرة المقرر إقامتها في الجزائر من 1 الى 15 سبتمبر (أيلول) المقبل. وكان العراق قد تلقى دعوة رسمية للمشاركة في تلك الدورة، وبدأ قبل بدء الحرب عليه تحضير منتخباته للمشاركة فيها.

ويتوقع مراقبون أن تشهد الدورة العربية القادمة في الجزائر لاول مرة منذ عام 85 مشاركة العراق والكويت معا في دورة واحدة، بعدما منع الرياضيون العراقيون من الوصول الى دمشق والى بيروت للمشاركة في الدورتين السابعة والثامنة عامي 92 و97 قبل أن يسمح للرياضيين العراقيين بالمشاركة الواسعة في الدورة التاسعة التي أقيمت في عمان عام 99، لكن تلك المشاركة أدت الى غياب الرياضيين الكويتيين احتجاجا على العراقي.

كما لم يعرف حتى الآن مصير مشاركة العراق في تصفيات مسابقة كرة القدم لأولمبياد أثينا عن القارة الآسيوية، وقد كان مقررا أن يلتقي العراق مع فيتنام يومي 5 و 19 ابريل (نيسان) الجاري في دمشق وفيتنام، لكن الاتحاد الآسيوي استطاع إقناع الاتحاد الدولي بتأجيل مباراة الذهاب بين العراق وفيتنام التي كانت مقررة يوم الخامس من الشهر الجاري في دمشق وهي المباراة التي نقلت الى دمشق بعد تعذر إقامتها في بغداد بسبب ظروف الحرب.