ضعف الفرق التي سيواجهها المنتخب السعودي وديا هذا العام تؤرق الجماهير والإعلام الرياضي

TT

بالرغم من أن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم يسير بخطى ثابتة نحو استعادة جزء من بريقه الذي فقده في مونديال 2002 إلا أن ابرز ما يلاحظ عليه في الأشهر الستة الماضية هو عدم خوضه مواجهات ودية دولية كبرى تكون عونا له كي يستعيد عافيته قبل أن يبدأ رحلة صعبة تتمثل في المشاركة في بطولة أمم أسيا الثالثة عشرة والتي ستجرى في بكين خلال شهر يوليو (تموز) من العام المقبل.

وفي ظل مغادرة المنتخب السعودي مساء اليوم إلى سويسرا للقاء منتخب ليختنشتاين في العاصمة فادوز يوم 30 من الشهر الجاري ظهرت أصوات كثيرة من وسائل الإعلام السعودية تنتقد المعايير والأسس التي يتم من خلالها اختيار المنتخبات التي تواجه المنتخب السعودي وديا.

وطالبت تلك الأصوات الإدارة المشرفة على المنتخب السعودي بايضاح الأسباب التي تجعل المنتخب يواجه منتخبات لا ترقى لسمعة الكرة السعودية وتحتل مواقع متأخرة جدا في التصنيف الشهري الذي يصدر من أعلى سلطة كروية في العالم وهو الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وسبق لـ«الشرق الأوسط» ان سألت المسؤول الإداري للمنتخب السعودي عبد الله الجربوع عن ذلك، فأجاب أن هذا يعود للرغبة في عملية التدرج في الاختيار بحيث يواجه المنتخبات الأضعف ثم متوسطة المستوى ثم المنتخبات الأقوى.

وأضاف الجربوع: ليس ذلك السبب الوحيد بل أن غالبية المنتخبات الأوروبية الكبرى التي سبق لنا مخاطبتها ترفض المواجهة بسبب ازدحام برامجها لعامين مقبلين في حين أن المنتخبات الأخرى التي توصف بأنها ضعيفة توافق لأجل مواجهتنا ونحن نرضخ لذلك لرغبتنا في أن نخوض مباريات ودية دولية.

ويذكر أن المنتخب السعودي سيواجه منتخب ليختنشتاين الذي يحتل المرتبة في تصنيف الفيفا الأخير الذي صدر الأربعاء الماضي مع العلم بأن تكاليف السفر للعاصمة فادوز ستكون كبيرة وشاقة فضلا عن أن المنتخب المذكور لن يفيد شيئا للمنتخب السعودي من الناحية الفنية في ظل أن منتخبات مثل سري لانكا جاء ترتيبها في المركز 140 وبنجلاديش 144 واثيوبيا 141 والهند 126 وتاهيتي 119 وسنغافورة 99 وفيتنام 96 واندونيسيا 84 تتقدم على منتخب ليختنشتاين في التصنيف حيث يحتل كما ذكرنا المرتبة على مستوى منتخب عالمي.

إلا ان احد النقاد السعوديين شدد على أن استدعاء منتخب يملك جالية كبرى في السعودية لمواجهته وديا مثل الهند أو بنجلاديش سيكون ذا فائدة كبيرة من الناحية المادية، كما فعل المنتخب السعودي بعد أن استضاف مجموعته في تصفيات كأس العالم التي جرت في الدمام مطلع 2001 عام حيث كان المنتخب البنغلاديشي احد المنتخبات في المجموعة وكان الحضور الجماهيري كبيرا خلال تلك التصفيات.

واللافت للنظر في موقع الفيفا الخاص بالمواجهات الودية الدولية التي يعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى أغسطس (اب) من عام 2004 المقبل وجود مباراة دولية ودية واحدة للمنتخب السعودي ستكون مع منتخب لاتفيا في من شهر أغسطس المقبل مع العلم بأن لاتفيا تحتل المرتبة 86 في تصنيف الفيفا الأخير في حين أن منتخبات الأردن واندونيسيا وكينيا وتايلاند وانجولا أفضل منها من الناحية التفضيلية التي يتبعها الاتحاد الدولي لكرة القدم في تصنيفه.

ويتضح أيضا فيما يخص المواجهات الودية الدولية هو كثرة المباريات التي سيخوضها المنتخب الياباني خلال العام الجاري وهو الأمر الذي جعله يحتل المرتبة 25 في التصنيف وكذلك الحال لكوريا الجنوبية التي تتزعم منتخبات أسيا في الترتيب حيث تحتل المرتبة 21 بعد أن قدمت مستويات ونتائج كبرى في المونديال الأخير حيث احتلت المركز الرابع على مستوى منتخبات العالم.

وسيلتقي اليابانيون منتخبات الصين في 28 مايو (ايار) المقبل والأرجنتين في 8 يونيو (حزيران) والبرتغال في 13 يونيو وصربيا في أغسطس والسنغال في سبتمبر والكاميرون في نوفمبر (تشرين الاول) وكل هذه المواجهات ستكون خلال هذه العام فقط علما بان المنتخب الياباني واجه في شهر مارس (اذار) الماضي منتخب الأورجواي وفي السادس عشر من الشهر الجاري منتخب كوريا الجنوبية وسبق له أن اعتذر عن عدم ملاقاة المنتخب الأميركي في النصف الأخير من الشهر الماضي بسبب أحداث الحرب على العراق.

أما منتخب كوريا الجنوبية فسبق له أن لعب مع منتخب كولومبيا في 3 من الشهر الماضي وستواجه الصين واليابان في الشهر المقبل بينما نجد المنتخب المصري يلعب مع المنتخب الفرنسي في 30 من الشهر الجاري وسيواجه منتخب كوستاريكا في 20 سبتمبر (ايلول) المقبل والكويت في 20 أكتوبر المقبل أما قطر فتلعب مع سورية وليبيا والجزائر وملاوي والمغرب ولبنان في حين أن المنتخب الليبي سيلتقي مع نظيره الأرجنتيني في 30 من الشهر الجاري كما أن المنتخب النيجيري سيلاقي منتخبات المكسيك وجامايكا واستراليا وسيلعب منتخب جنوب أفريقيا مع جامايكا وانجلترا والصين مع كوستاريكا في 30 من الشهر الجاري.

ووسط إرجاع مسؤولي المنتخب السعودي أسباب عدم مواجهة منتخبات كبرى إلى ازدحام البرامج وافق المنتخب الكويتي قبل يومين على مواجهة المنتخب البرتغالي في 17 نوفمبر المقبل بعد دعوة رسمية تلقاها الكويتيون من الاتحاد البرتغالي لخوض مواجهة مع البرتغال حسب الموعد المناسب للمنتخب الكويتي.

بقي أن نشير إلى أن السبيل للارتقاء بأداء المنتخب السعودي ليس مواجهة منتخبات مناطق محلية أو منتخبات ضعيفة تعتبر حسب تصنيف الفيفا أنها الأضعف على مستوى العالم بل ملاقاة منتخبات عالمية، وعلى مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يضعوا منهجية ثابتة لا تتغير بخصوص الأسس والمعايير التي تتطلبها مواجهة أي منتخب بحيث يتم تحديد نحو 8 منتخبات عربية مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس والعراق وقطر والإمارات والبحرين لتكون أساسية في الاختيار إلى جانب تحديد نحو 70 منتخبا عالميا حسب تصنيف الاتحاد الدولي الذي يرتكز على الأداء والمستوى معا في تحديد أفضل 70 منتخبا في قائمته الدولية الشهرية لا سيما ان اللعب مع منتخبات اقل أداء ومستوى ما هو إلا هدر مالي ومضيعة للوقت وإرباك للفرق المحلية التي تتنافس في بطولات كبرى علما بأن التحجج باكتشاف المواهب من خلال زيارات المناطق ليس أمرا مبررا في ظل وجود منافسات محلية كثيرة خاصة للفرق الممتازة وفرق الدرجة الأولى والثانية والثالثة فضلا عن وجود بطولات للفئات السنية. ويتعين على مسؤولي المنتخبات السعودية تكليف مدربين وطنيين كبار بمتابعة ابرز اللاعبين واستدعائهم واخضاعهم لاختبارات فنية ومهارية وغيرها.

إن الانطلاق نحو هذه المنهجية وتفعيلها قبل اقتراب نهائيات أمم أسيا التي ستجرى في الصيف ما بعد المقبل في العاصمة الصينية بكين ستجعل المنتخب السعودي في أفضل حالاته الفنية في حين أن الركون إلى ملاقاة منتخبات غير معروفة على المستوى العالمي لن يفيد لاعبي المنتخب السعودي شيئا بل سيجعل أداءهم الفني في تراجع وهو الأمر الذي لا تريده الجماهير الكروية السعودية التي لا تزال تعاني من تداعيات أحداث المونديال الماضي.

والى ذلك شدد خبراء الكرة السعودية على أن التفوق الذي تجدد على الساحة الكروية القارية والدولية للكرة السعودية خلال الفترة ما بين 1992 و1998 لم يكن وليد حظ أو صدفة بل تخطيط مدروس من مسؤولي المنتخب السعودي في تلك الفترة وهو كثرة المواجهات الودية الدولية مع منتخبات كبرى، ولعل استضافة السعودية بطولة القارات في نسخاتها الثلاث كان له الأثر الايجابي على مستوى المنتخب السعودي فضلا عن المشاركة في مونديال أميركا وفرنسا وما بينهما من بطولات قارية واقليمية وجولات دولية كالتي حدثت بعد نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة الاميركية حيث لعب السعوديون مع منتخبات أميركا والمكسيك واليابان وكوريا الجنوبية.