احتفالات في البرتغال لتتويج بورتو بطلا لكأس الاتحاد الأوروبي

أونيل مدرب سلتيك: كنا عظماء في الانتصارات وأيضا في الهزائم وخسرنا في الوقت الإضافي

TT

احتفلت جماهير الكرة البرتغالية بصفة عامة وانصار فريق بورتو بصفة خاصة حتى وقت مبكر من فجر امس بالانتصار الذي حققه بورتو على سلتيك الاسكوتلندي 3 ـ 2 في المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في اشبيلية (اسبانيا).

وخرجت جميع الصحف تشيد بالانتصار معتبرة اياه «فوزا تاريخيا». وقالت صحيفة «بولا» الرياضية «دخلت البرتغال بفضل انجاز بورتو سجل الدول التي أحرزت أنديتها الكؤوس الاوروبية الثلاث». وقالت «البرتغال كانت مرة أخرى بلدا سعيدا».

وكتبت صحيفة «نوتيسياس»: «بورتو دخل تاريخ كرة القدم الاوروبية باحرازه لقبين هامين: كأس الاندية البطلة (دوري الابطال حاليا) عام 1987 وكأس الاتحاد الاوروبي حاليا».

وقالت صحيفة «كابتال»: «انها الكأس الاوروبية التي كانت تنقص خزائن البرتغال»، مذكرة بان بورتو لم يحرز اي لقب اوروبي منذ عام 1987. وعنونت صحيفة «روكور» الرياضية مقالتها بـ«لقد فزنا» و«انها (الكأس) لنا»، و«الكأس اخيرا للبرتغال»، مشيرة الى «انه تتويج اوروبي للجيل الذهبي لبورتو» الذي توج هذا الموسم بطلا للدوري المحلي للمرة التاسعة عشرة في تاريخه.

واشادت صحيفة «كوريو دا مانيا» بالبرازيلي ديرلي، صاحب هدفين من الاهداف الثلاثة، ومواطنه البرتغالي الجنسية صانع الالعاب الدولي ديكو، وقالت «الكأس لنا (...) بفضل ديكو وديرلي».

يذكر ان بنفيكا كان اول الاندية البرتغالية المتوجة قاريا باحرازه لقب كأس الاندية البطلة عامي 1961 و1962، ثم أحرز سبورتينغ لشبونة عام 1964 لقب مسابقة كأس الكؤوس الاوروبية التي أدمجت مع كأس الاتحاد الاوروبي.

وعقب اللقاء ابدى مدرب فريق بورتو ، جوزيه مورينيو، فخره واعتزازه بلاعبيه، واعتبر أنهم ابطال عن استحقاق وجديرون بكأس الاتحاد الاوروبي.

تجدر الاشارة الى أن مورينيو هو اول مدرب يحصل على هذه الكأس لبلاده، البرتغال، وأنه فاز مع فريقه هذا العام ببطولة الدوري المحلي. ووصف مورينيو المباراة بأنها «رائعة، ومليئة بالاثارة المختلطة في بعض اللحظات بكرة القدم الجيدة وبأهداف جميلة، بالرغم من أن الهدف كان مدعاة للتشويق حتى النهاية». وهنأ المدرب البرتغالي جميع الذين فازوا والذين خسروا، والمشجعين داخل وخارج الملعب «لأنني اعتقد أنهم كانوا مثالا يحتذى بالنسبة للعالم اجمع والدليل على أن كرة القدم هي استعراض رياضي». واوضح مدرب فريق بورتو أنه «على الرغم من أنني أود في يوم ما البحث عن المغامرات في اماكن اخرى، إلا أنني سأبقى في الموسم القادم في بورتو، واعتقد أن رجالي يريدون البقاء معي ايضا، ورئيس النادي موافق على ذلك. وإذا سُئلت عما إذا كنت أفضل عقدا بمزيد من المال أو اللعب في دوري ابطال اوروبا، فإن اختياري دون شك سيكون اللعب من اجل نيل كأس اوروبا».

من ناحية اخرى، صرح رئيس وزراء البرتغال، جوزيه مانويل دوراو باروسو، عقب انتهاء المباراة قائلا: انا سعيد بانتصار فريق بورتو وان كرة القدم البرتغالية أثبتت أنها قوة كبيرة في مجال هذه الرياضة. وكان دوراو باروسو قد زار لاعبي فريق بورتو في غرفة تغيير الملابس لتهنئتهم هم ومدربهم، جوزيه مورينيو، على هذا الانجاز الرياضي الكبير، ووصف المباراة بأنها كانت «رائعة» وعيد للبرتغاليين. واشار الى ان سلوك لاعبي بورتو كان مثاليا. من جهته، صرح مدرب فريق سلتيك ، مارتين اونيل، قائلا «لدي شعور عميق بالاحباط لأنني كنت اعتقد أن بامكاننا الفوز لكن على الرغم من الهزيمة فانا اشعر بفخر شديد بلاعبي فريقي لأنهم بذلوا الجهد والعرق من اجل ناديهم وقاموا بكفاح عظيم حتى النهاية». كما اثنى أيضا على سلوك مشجعي الفريق. واضاف اونيل: «كنا عظماء في الانتصارات، وعظماء ايضا في الهزائم، لقد خسرنا في الوقت الاضافي وقبل بضع دقائق فقط من النهاية، وعلى الرغم من أنه في بعض الاحيان ينال المرء ما يستحقه، إلا أننى أعتقد أننا كنا نستحق شيئا افضل».

وكان بورتو قد توج بفوزه 3 ـ 2 وسجل له البرازيلي ديرلي في الدقيقتين (45 و115) والروسي ديمتري الينيتشيف (54) الاهداف الثلاثة، بينما سجل السويدي هنريك لارسن (47 و57) هدفي سلتيك.

وكانت المباراة مواجهة بين الاسلوبين اللاتيني لبورتو الذي يملك لاعبوه فنيات عالية امثال البرازيلي الاصل البرتغالي الجنسية ديكو والبريطاني لسلتيك الذي يعتمد على اللياقة البدنية العالية للاعبيه والكرات العالية داخل منطقة الفريق المنافس.

وكان بورتو الافضل في الشوط الاول والاكثر استحواذا على الكرة بفضل تألق صانع العابه ديكو الذي اقلق راحة الدفاع الاسكوتلندي بفضل مراوغته وتمريراته المتقنة. ونجح ديرلي في افتتاح التسجيل مستغلا كرة مرتدة من الحارس الاسكوتلندي دوغلاس الذي فشل في السيطرة على تسديدة الينيتشيف فتابعها الاول داخل الشباك من مسافة قريبة في الوقت بدل الضائع.

وفي مطلع الشوط الثاني استطاع سلتيك ادراك التعادل بعد مرور دقيقتين عندما تطاول هدافه لارسن برأسه لكرة وارسلها بعيدا عن متناول الحارس الدولي فيتور بايا في الزاوية البعيدة فارتطمت بالقائم وتهادت داخل الشباك (47). واستعاد بورتو المبادرة وتقدم مجددا عندما مرر ديكو كرة رائعة باتجاه الينيتشيف فسددها الاخير لحظة خروج الحارس داخل الشباك (54).

ومرة اخرى، اثبت سلتيك الروح القتالية العالية التي يتمتع بها لاعبوه فسجل هدف التعادل بواسطة كرة رأسية اخرى للارسن عجز بايا في التصدي لها اثر ركلة ركنية رفعها الآن طومسون (57). والهدف هو الرابع والاربعون للارسن هذا الموسم في مختلف المسابقات. وتراجع اداء الفريقين في اواخر الشوط الثاني بعد ان بذلا جهودا كبيرة في مباراة مفتوحة ولم تسنح اي فرصة خطيرة لاي منهما لينتهي الوقت الاصلي بالتعادل 2 ـ 2 ويطبق نظام الهدف الفضي للمرة الاولى في المسابقات الاوروبية.

وكانت نقطة التحول في الوقت الاضافي طرد مدافع سلتيك الفرنسي بوبو بالده لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية، فاستغل بورتو النقص العددي في صفوفه ليسجل ديرلي هدف الترجيح الذي منح فريقه اللقب بعد ان راوغ مدافعا داخل المنطقة وسدد كرة لم يفلح الحارس في التصدي لها. والهدف هو الثاني عشر لديرلي في المسابقة فتقاسم صدارة الهدافين مع لارسن مهاجم منافسه سلتيك.