نهائي كأس الدوري السعودي جمع بين أفضل فريقين في الموسم: الأهلي المستقر فنيا بتميز نجومه والاتحاد بخبرة لاعبيه

TT

يبدو ان المباراة الاهم في المنافسات المحلية الكروية السعودية التي سيتوج من خلالها بطل نهائي الدوري (كأس دوري خادم الحرمين الشريفين) قد جمعت بالفعل بين افضل فريقين بالموسم، الاتحاد متصدر المرحلة التمهيدية من البطولة، والاهلي الذي كان طرفاً اساسياً لكل النهائيات المحلية هذا الموسم اضافة انه بطل العرب هذا العام.

وبعيدا عن منطقية الحسابات تتميز لقاءات الاهلي والاتحاد دائما بالقوة والاثارة واهتمام كبير من الجماهير السعودية كونهما قطبا المدينة الساحلية جدة، وصراعهما دائم لتأكيد كل منهما انه الفريق المفضل لهذه المدينة.

وتتميز مباراة الفريقين دائما بالاداء الراقي والاثارة والندية، وتكشف عادة عن نجوم جدد، فتنافسهما العتيد افرز الكثير من الايجابيات التي لم تقتصر فوائدها عليهما فقط بل شملت الكرة السعودية بصفة عامة.

المقابلة التي يتوقع ان تكون في العاصمة الرياض مساء غد تبدو فيها الحسابات متساوية، ورغم الافضلية الفنية والعناصرية للأهلي الا ان لعامل التوازن النفسي والخبرة البطولية للاتحاد جانباً مهماً من الصعب اغفاله خاصة حين تكون المباراة هي التي ستتوج بطل الكرة السعودية.

عطاؤهما في المنافسات المحلية الاخيرة كشف عن اختلاف مناهجهما، وايضا ما يخص توزيع اللاعبين والواجبات المناطة لكل منهما. الاتحاد ايضا يخوض هذه المباراة بمدرب جديد تم التعاقد معه فقط لهذه المباراة وهو السعودي خالد القروني الذي يأتي في المرتبة الخامسة بقائمة مدربي الاتحاد لهذا الموسم، بعد الكرواتي ايفتش ثم السعودي حسن خليفة فالبرازيلي اوسكار الذي ترك المهمة لمواطنه بيدرو قبل ان يبعد الاخير لتكون هذه المباراة من اختصاص القروني.

والاخير صاحب سمعة كبيرة في المنافسات المحلية، فمع سجله الكبير مع فريق الشعلة والصعود به للدرجة الممتازة ومن ثم تثبيته فيه، عني مطلع الموسم بمهمة انقاذ للفريق العريق الوحدة الذي كان ضمن صفوف اندية الدرجة الاولى ونجح في اعادته الى الدرجة الممتازة. وقد شدد على ان قبوله لهذه المهمة القصيرة والصعبة ينطلق من ثقته في نجوم الاتحاد وقدرتهم العالية على تحقيق اللقب.

والقروني يفضل اللعب المتوازن بين الدفاع والهجوم، وعلى ذلك فهو يقسم المهام بعناية من خلال طريقة 3 - 5- 2 ومفضلا التمرير القصير في تنفيذ الالعاب بحيث تتكون قائمته من حارس المرمى مبروك زايد، وفي الدفاع باسم اليامي واسامة المولد وحسين مبروك، لتكون مهمة الظهيرين صالح الصقري ومسفر القحطاني في معظمها لخدمة خط الوسط، قبل محمد نور وخميس العويران ومناف ابو شقير، لتكون المهمة الهجومية خاصة بالغاني كمارا ومعه الحسن اليامي، والاخير ما زالت مشاركته معلقة وان كان الجهاز الفني يميل لتأكيدها رغم الاصابة التي تعرض لها في اللقاء الودي امام الشباب. في حين ان مشاركة المدافع محمد الخليوي كمتوسط الدفاع سيحددها اختبار الجاهزية الذي سيخضع له مساء اليوم بسبب شكوك حول لياقته بعد فراغه من الاعارة للدوري القطري ومن ثم ركونه الى الراحة بعيدا عن تدريبات فريقه التي اعيد اليها بعد محاولات اقناع طويلة بسبب مطالباته بمستحقات مالية سابقة، ومتى ما تحققت المشاركة فإنها ستكون على حساب مبروك.

ونشير الى ان محمد نور يمثل العنصر الاكثر اهمية في الفريق من خلال قدراته البدنية والمهارية العالية خاصة في ما يخدم النمط الهجومي لفريقه، ويساهم في ذلك تفاهمه الجيد مع المهاجمين كمارا والأخيران والاخيرين هدافان بارعان يصعب اغفالهما. ايضا يمثل الظهير الصقري قوة اتحادية هائلة بانطلاقاته من الجهة اليسرى لفريقه وبقدمه اليسرى القوية التي كثيرا ما تهدد مرمى المنافسين.

وجدير ان نشير هنا الى ان خط الدفاع هو اكثر ما يعاني منه الاتحاديون انطلاقاً من كثرة اخطاء افراده واستمرائهم المخاشنات التي كثيراً ما كنت تسبب نقصا عدديا في صفوفهم، ناهيك من ان الحارس زايد قد عني في آخر مواجهات الفريق بنقد كبير واتهم بتراجع ادائه الذي ارجعه لاصابة كان يعاني منها.

المتابعون للمنافسة السعودية يشددون على ان عدم الاستقرار العناصري والفني في الجانب الاتحادي يمثل قلقاً كبيرا للفريق في مباراته الهامة هذه. ويكفي ان الفريق بدل جميع محترفيه الاجانب لهذا الموسم ولأكثر من مرة، غير ان ادارته تسرعت باعارة المهاجم حمزة ادريس ليشارك في الدوري القطري، وحين استرجعته لاجل هذه المباراة الهامة وقف النظام امامها ومنع مشاركته.

ايضاً فإن غياب الاتحاد عن المباريات لفترة تصل لثلاثة اسابيع، جراء تصدره للمرحلة التمهيدية وانتظاره لنتائج التصفيات المؤهلة لمن سيقارعه في النهائي، هو عامل مؤثر، وان كان المدرب القروني قد حاول تجاوز ذلك بإقامة لقاء تجريبي مع الشباب قبل اسبوع، الا ان مشاركة الاخير بلاعبين بدلاء والنتيجة السلبية التي كانت عليها المباراة أوحتا بضعف الفائدة منها. في جانب الاهلي فقد خرج قبل ايام خمسة من لقاء درامتيكي صعب لأجل ان يكون طرفا في المباراة النهائية.

وقد عرف المعاناة كثيرا وهو يلاعب في ذلك اللقاء منافسه على التأهل القادسيه (3-2) خاصة ان الاخير كان متقدما بهدفين نظيفين لاكثر من 65 دقيقة قبل ان يستعيد اللاعبون توازنهم.

وجدير ان نشير الى ان الاهلي هو الفريق الذي نال اكثر الثناء هذا الموسم سواء للاعبيه المحليين او الاجانب استقراره الفني مع البلجيكي ايليا. ويبرز من الاهلي مهاجمه طلال المشعل، وصانع العاب هجومه المصري محمد بركات الذي يقيم ايضا بأنه افضل الاجانب في الدوري السعودي، الى جانب المدافع التونسي خالد بدرة.

القائمة الاهلاوية عرفت الثبات والاستقرار بوجود الحارس تيسير النتيف وخماسي الدفاع حسين عبد الغني وخالد بدرة ونايف قاضي وعبد ربه ومحمد شلية، وفي الوسط عبد الله الواكد والزهراني ومحمد بركات وابراهيم السويد ليكون المشعل وحيدا في الهجوم.

والمنهجية الاهلاوية كثيرة التغير اثناء المباراة من جراء وجود بدلاء على قدر عال من الاجادة ويماثلون الاساسيتين في عطائهم. فمن طريقة 1 ـ 4 ـ 5 سرعان ما تتغير الامور في حالة الحاجة الى تكثيف النمط الهجومي الى 3 ـ 3 ـ 4 بمشاركة المهاجمين المغربي بوشعيب المباركي، ووليد الجيزاني.

ويركز الاهلي في العابه على مقدرة الظهيرين عبد الغني وشلية من خلال تمرير الكرات المرتفعة الجانبية للمهاجمين، اضافة الى اختراقات بركات من العمق وهي التي كان لها مفعول السحر في اللقاء السابق حينما اسفرت عن الهدفين الاولين للأهلي. ابرز عيوب الاهلي تتمثل في سرعة انفعال مدربه واقدامه فور تأخر فريقه الى تبديلات كثيرة تخل بالمنهجية وتغير من مواقع اللاعبين، رغم انه يرد على ذلك بأن لاعبيه اعتادوا على التبديلات التي يجريها مؤكداً ان ما يطالبهم به هو امر معلوم ومحفوظ لديهم.