تتجه أنظار جماهير كرة القدم السعودية مساء اليوم صوب ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض لمتابعة نهائي بطولة الدوري السعودي الممتاز على كأس خادم الحرمين الشريفين الذي سيجمع بين فريقي الاتحاد والأهلي قطبي مدينة جدة, علما بأنها المرة الأولى في تاريخ الفريقين التي يتواجهان فيها خارج مدينتهما.
الاتحاد بلغ النهائي بصفته متصدرا للدوري في المرحلة التمهيدية برصيد 49 نقطة من 22 مواجهة، في حين تأهل الأهلي عقب تجاوزه نظيره القادسية الخميس الماضي في جدة بنتيجة 3-2 بالهدف الذهبي، وكان الأهلي قد حل في المرتبة الثانية بالمرحلة التمهيدية برصيد 47 نقطة من 22 مباراة.
وسبق للفريقين أن التقيا على نهائي الدوري الممتاز المحلي مرتين الأولى عام 2000 وظفر الاتحاد بالكأس بفوزه بهدف وحيد، وكرر الفوز باللقب عام 2001 عندما تغلب على الأهلي بالهدف الذهبي الذي سجله سليمان الحديثي (2 ـ 1) وهذا النهائي هو الثالث بين الفريقين على مستوى الدوري الممتاز.
وتتجه ترشيحات النقاد ومتابعي كرة القدم السعودية للفوز بهذه المباراة إلى فريق الأهلي الذي يظل الأكثر تميزا هذا الموسم من نظيره ومنافسه الاتحاد سواء كان ذلك على الصعيد الفني أو المعنوي وذلك عقب الإنجازات التي حققها هذا الموسم حيث بدأ الأهلاويون العام الكروي الجاري بالفوز ببطولة الصداقة الدولية السادسة التي استضافها بابها خلال شهر أغسطس الماضي وعزز من تفوقه الفني بالظفر ببطولة الأندية العربية الأولى التي أقيمت بجدة مطلع العام الحالي علما بأنه كان حاضرا في نهائي كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم (كأس الأمير فيصل بن فهد) أمام الاتفاق وكذلك تواجده في نهائي كأس السعودية (كأس ولي العهد) أمام الهلال.
ويسعى لاعبو الأهلي الى أن يحقق فريقهم كأس الدوري بعد أن عجز عن تحقيقه طوال عقدين كاملين حيث أن آخر مرة ظفر به كان عام 1983 ونذكر انه لم يفز في تاريخ المسابقة بهذه الكأس سوى مرتين الأولى عام 1978 والثانية عام 1983.
ويبدو أن الوضع الفني الذي يعيشه الفريق يجعله مؤهلا لذلك حيث شدد مدرب الأهلي البلجيكي إيليا على أن لاعبيه يتمتعون بحالة فنية جيدة هذه الأيام، مؤكدا أن الفوز باللقب لن يكون صعبا وسط التميز الأدائي والفني للفريق في آخر المواجهات.
ويرى إيليا أن الاتحاد سيلعب بخبراته الواسعة مبينا أن وضعه الفني ليس على ما يرام وذلك من خلال ما شاهده من مباريات للفريق الاتحادي هذا الموسم.
وأضاف: سألعب بخطة متقنة في هذه المواجهة وأدرك أنها ستنجح في تحقيق ما أريده في ظل أنني املك مجموعة رائعة من اللاعبين القادرين على تجاوز أي فريق أمامهم مهما كانت قوته الفنية.
وأكد مدرب الأهلي أن قوة الفريق المنافس اليوم وهو الاتحاد تبدو في خط وسطه مشيرا الى انه سيعزز من عدد اللاعبين في الوسط كي يستطيع لاعبوه السيطرة على المواجهة دون أي صعوبات تذكر.
وقال: اللقاء صعب ولا يتحمل أي خطأ من أي لاعب لذا سنكون حذرين جدا من الهجوم الاتحادي لاسيما عند الهجمات المضادة حيث انه يملك لاعبين سريعين أمثال الحسن اليامي وغيره ولا بد من الاحتراز لذلك بالدقة في التمرير خاصة في منطقة الوسط.
أما الاتحاد فهو يطمح في أن يكون أول فريق يفوز ببطولة الدوري 5 مرات خلال 7 أعوام حيث انه فاز به أعوام 1997، 1999، 2000، 2001 وكان حاضرا العام الماضي في النهائي إلا انه خسر فرصة الفوز بالكأس لأربع مرات متتالية عندما تغلب عليه الهلال (2 / 1).
ويأمل لاعبوه في أن لا يخرج فريقهم هذا الموسم دون أي بطولة تذكر كما حدث عام 1998 ويظل هذا النهائي الفرصة الأخيرة للاتحاد لمصالحة جماهيره بعد أن عجز عن الفوز بأي لقب خلال هذا العام ولم يكن الاتحاديون في مستواهم الفني طوال هذا الموسم ويبدو أن تعدد الأجهزة الفنية جعلت الفريق يعيش وضعا غير مستقر بسبب تنوع أساليب التدريب وتغير التشكيل من مواجهة لأخرى.
ويشدد مدرب الاتحاد خالد القروني على أن لقاء اليوم صعب للغاية مشددا على انه واثق من قدرة لاعبيه على تجاوز الظروف التي كانوا يعانونها هذا العام.
وقال: اعتقد أن فرصتنا في الفوز باللقب تبدو متساوية مع الأهلي ويكفي أن الاتحاد يملك مجموعة من العناصر العالية الأداء المتمرسة في مثل هذه المواجهات والتي تحتاج إلى خبرات واسعة في كيفية التعامل مع ظروف المباراة.
وكشف القروني عن أن معسكر الرياض الذي جرى الأسبوع الماضي قد حقق هدفه من حيث جعل اللاعبين يركزون على التدريبات وخوض مواجهة ودية أمام الشباب حتى لا يفقد الفريق أجواء المنافسات التي غاب عنها طوال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وسيعمل القروني على انتهاج أسلوب (5/3/2) ويتحول عند الهجوم إلى (3/5/2) وذلك بمساندة ظهيري الجنب لخط الوسط وهما مسفر القحطاني وصالح الصقري علما بأن خط الدفاع سيتكون من الثلاثي حسين مبروك وحمد المنتشري وباسم اليامي ولن يكون بمقدور المدافع طارق المولد المشاركة اليوم بسبب الإصابة في حين أن المنتشري سيتواجد في القائمة الرئيسية بعد أن حامت الشكوك حول مشاركته طوال الأسبوع الماضي بسبب تواجده الدائم خلال الأيام الماضية في غرفة العلاج الطبيعي.
أما خط الوسط الاتحادي فيمثله مناف أبو شقير ومحمد نور وخميس العويران. بينما سيتواجد في المقدمة الحسن اليامي والغيني كمارا ونشير إلى أن حراسة المرمى تبدو مطمئنة بوجود مبروك زايد ويملك مدرب الاتحاد أوراقا رابحة أبرزها مرزوق العتيبي وحمزة ادريس وحمد العيسى وخميس الزهراني.
أما الأهلي فتبدو قائمته الرئيسية لن تتغير عن التي خاضت مواجهة القادسية في نصف النهائي للمربع الذهبي الخميس الماضي حيث في حراسة المرمى تيسير آل نتيف وفي الدفاع نايف القاضي ووليد عبد ربه والتونسي خالد بدره ومحمد شليه وحسين عبد الغني أما في الوسط فيلعب عبد الله الواكد وفهد الزهراني وإبراهيم سويد في حين أن الهجوم سيتكون من طلال المشعل ومحمد بركات ويــــظل المغربي ابوشعــــــيب مباركي وصالح المحمدي ابرز الأوراق التي سيحتفظ بها المدرب البلجيكي إيليا.
وبالنظر إلى طريقة أداء الفريق نجد أنها لا تختلف عن الاتحاد حيث الأسلوب المتبع وهو 2 ـ 3 ـ 5 ويتحول عبد الغني وشليه إلى خط الوسط في حال بناء هجمة مضادة ليكون الأسلوب (2/5/3).