اليوم وكرة السعودية تعنى بمنافساتها المحلية الاهم باللقاء الكبير الذي سيجمع الاهلي بالاتحاد في نهائي دوري المحترفين الممتاز على كأس خادم الحرمين الشريفين، اجد نفسي اكثر اقتناعا بأن هذه المسابقة العريقة قد بدأت تفقد شيئا من بريقها، رغم تأكيدنا على الحقيقة البائسة التي تشير الى انه ورغم التراجع ما زالت هذه البطولة من البطولات العظيمة التي كانت سبيلا لمنح السعودية فرقا متفوقة قاريا ومنتخبا بطلا حظي عن جدارة بالوصول للمونديال العالمي ثلاث مرات متتالية. فالتغيير في جينات البطولة وخاصة ما يذهب الى تحديد بطلها قد افقدها بعض الموضوعية وهو الذي قد افضى ايضا الى غياب جماهيري كان المميز لها، فعلى خلاف ما هو متبع في معقل كرة القدم في اوروبا والاغلبية الساحقة من دول العالم يكون تحديد بطل الدوري السعودي عبر ادوار متعددة ، وبما يمنح صاحب احد المراكز من الرابع الى الثاني سلب تفوق البطل الحقيقي ومن مباراة واحدة اضافية فقط.
فماهية التنافس في الدور الثاني من البطولة او ما يسمى المربع الذهبي ينطلق من معايير ونظام مختلف يتوارى خلالة المشوار النقاطي الذي امتد لاثنتين وعشرين جولة ليكون الفريق الذي ابلى البلاء الحسن في المرحلة (الماراثونية) الاولى تحت رحمة دقائق معدودة هي اختباره اوعنوان حصيلته، فقد يذهب بتفوقه خطأ غير مقصود من لاعب او حكم او حتى ايقافات او ارهاق واصابات تكون وليدة اللحظة تذهب بحصيلة كفاح لموسم كامل.
وأعود لمواجهة الليلة لأؤكد بأن كلا الفريقين مهيآن لأن يكونا في محل التفضيل، فالأهلي اثبت ما يؤكد علو كعبه بالقدرات العالية للاعبية وما يعزز ذلك من فعل راق لادارته، ويكفي ان اثبات ذلك قد تم عربيا من خلال كأس البطولة العربية التي ظفر بها قبل اشهر ثلاثة عن جدارة واستحقاق، ووصوله للمباراة النهائية لجميع المسابقات المحلية للموسم الجاري، والاتحاد هو الاخر متمرس في البطولات فإن أغفى قليلا فذلك لا يعني استكانة وتخلياً عن مقومات، لأن انتفاضته كبيرة ورصيد الخبرة من النجوم يجعله في محل الترشيح دائماً.
وعليه فإن على الاعلام المحلي ومسيري الاندية ان يتجاوزوا المقابلة وهم يشيدون بالفريقين وبعطاءاتهما التي جعلتهما الاكثر استحقاقاً لهذه المباراة، لأن الحقيقة تقول انهما الافضل والاجدر على تبوؤ القمة من خلال مشوار هذه البطولة، وحينما يفوز احدهما اليوم على الاخر فقد استحق خصوصية التتويج، وان كنّا نتمنى ان يصاحب ذلك اداء جيد ومهارة عالية كي يتسنى لنا بعض من المتعة بعد ان فقد الدوري جزءاً من بريقة وامتاعه بنظامه الحالي.