ميلان يسعى للقب سادس ويوفنتوس لبطولة ثالثة في المواجهة الإيطالية بنهائي دوري أبطال أوروبا اليوم

TT

تتجه انظار عشاق كرة القدم اليوم الى استاد «اولد ترافورد» في مدينة مانشستر الانجليزية الذي سيحتضن المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا في كرة القدم بين ميلان ويوفنتوس الايطاليين.

وتشعر ايطاليا بالفخر بعد ان ضمنت لقب البطولة في احضانها في حين يتطلع بقية العالم لمباراة جديرة بأن تكون نهائي البطولة الاوروبية، وان يقدم الفريقان عرضا افضل مما حدث في مواجهتي ميلان وانترناسيونالي الايطاليين بقبل النهائي والذي لم يرق للمستوى المأمول.

وقد اطلق البعض على استاد مانشستر وصف «مسرح الاحلام» الا ان آخرين يشعرون ان وصول فريقين ايطاليين للدور النهائي في البطولة بمثابة كابوس.

ويخلو النهائي من اي فريق اسباني للمرة الثانية فقط خلال ستة اعوام بعد ان تغلب يوفنتوس على ريال مدريد في الدور قبل النهائي، ويشعر كثير من عشاق كرة القدم بالأسف لغياب الفريق الاسباني المليء بالنجوم والذي يتولى تدريبه فيسنتي ديل بوسكي.

وهي المرة الاولى التي يلتقي فيها فريقان ايطاليان في المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا.

ويسعى ميلان الى احراز لقبه السادس في المسابقة بعد اعوام 1963 و1969 و1989 و1990 و1994، فيما يطمح يوفنتوس الى الظفر به للمرة الثالثة بعد عامي 1985 و1996.

والتقى الفريقان مرتين هذا الموسم في الدوري المحلي وتبادلا الفوز كل منهما على أرضه، لكن لقاء اليوم يختلف تماما عن لقاءيهما السابقين.

وفرضت الكرة الايطالية نفسها بقوة في المسابقة هذا العام ببلوغ 3 أندية الدور نصف النهائي بعد غياب دام فترة طويلة. ففي النسختين الاخيرتين لمسابقة دوري الابطال، لم تكن الكرة الايطالية ممثلة بأي فريق في ربع النهائي، وفي عام 2000 كان لاتسيو الوحيد الذي بلغ هذا الدور لكنه فشل في التأهل الى دور الاربعة. وسجل عام 1999 تألق الكرة الايطالية بعدما نجح انترناسيونالي ويوفنتوس في بلوغ دور ربع النهائي لمسابقة دوري الابطال ثم بلغ يوفنتوس نصف النهائي وخرج خالي الوفاض، فيما توج بارما بطلا لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي، ولاتسيو بطلا لمسابقة كأس الكؤوس في نسختها الاخيرة قبل دمجها مع كأس الاتحاد.

وقال ادريانو غالياني رئيس الرابطة الايطالية ونائب رئيس ميلان «تأهل ميلان ويوفنتوس الى النهائي انجاز كبير يمحي فشلنا في المونديال»، فيما علق المدرب مارتشيللو ليبي على ذلك قائلا «لا أعرف ما اذا كانت الكرة الايطالية الافضل في العالم، لكن يجب احترامها لانها ذات مستو عال».

وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة الى الفريقين وهي تشهد أكثر من مواجهة ابرزها بين مدرب ميلان الحالي كارلو انشيلوتي وفريقه السابق يوفنتوس الذي اقاله من منصبه عام 2001 وعين ليبي مكانه، والثانية بين مهاجم ميلان الحالي فيليبو اينزاجي وفريقه السابق يوفنتوس.

كما ستكون المباراة فرصة لاينزاجي للثأر من مهاجم يوفنتوس الدولي الفرنسي دافيد تريزيجيه الذي كان سببا رئيسيا في تركه الفريق العام الماضي بعدما فضله عليه مارتشيللو ليبي في نهاية الموسم، والثأر من دل بييرو حيث لم تكن علاقتهما جيدة برغم ان الفضل يعود اليهما في انجازات يوفنتوس من 1997 الى 2001 وبالخصوص موسم 1997 ـ 1998 عندما سجلا معا 59 هدفا.

وحجز يوفنتوس بطاقته الى المباراة النهائية باخراجه ريال مدريد الاسباني حامل اللقب وهو الذي واجه صعوبة كبيرة في تخطي ربع النهائي بعدما حل ثانيا في مجموعته خلف مانشستر يونايتد الذي لقنه درسا في فنون اللعبة عندما تغلب عليه 3ـصفر على استاد «ديللي البي» في تورينو.

وقدم يوفنتوس عرضا رائعا في اياب نصف النهائي ضد ريال مدريد وتغلب عليه 3ـ1 بعدما كان قد خسر 1ـ2 ذهابا في مدريد.

في المقابل، تأهل ميلان عن جدارة بعد مشوار ناجح منذ الدور الاول ختمه بازاحة غريمه التقليدي انترناسيونالي في دور الاربعة (صفرـ صفر ذهابا و1ـ1 ايابا).

وتوقع انشيلوتي، الساعي الى احراز اول لقب له كمدرب، ان تكون المباراة صعبة وقوية بين الفريقين، وهو رشح يوفنتوس للفوز، وقال «يوفنتوس مرشح للفوز ويبدو لي هذا الامر عادلا نظرا لما قدمه في المباريات الاخيرة التي خاضها. ويملك تشكيلة تخلو من اي نقاط ضعف وتصعب مناورتها، ويتعين علينا (ميلان) ان نفرض اسلوب لعبنا في المباراة». واضاف «الفريقان يعرفان بعضهما جيدا، والمواجهة بينهما ستكون حاسمة لانها مباراة كأس، وبالتالي فانها ستكون متكافئة». وتابع «لكن بعد فشل المنتخب الايطالي في المونديال الاخير، ستكون مباراة اليوم فرصة لاستعراض كرة القدم الايطالية أمام العالم بأسره».

ويخوض ميلان، الساعي الى استعادة الامجاد التي حققها الجيل الذهبي في اواخر الثمانينات ومطلع التسعينات، المباراة بصفوف مكتملة باستثناء غياب المهاجم الدولي الدنماركي يون دال توماسون بسبب اصابة في اربطة الركبة تعرض لها في اياب الدور النهائي لمسابقة كأس ايطاليا الثلاثاء الماضي ضد روما (4ـ1) ستبعده شهرين عن الملاعب. لكن ميلان يملك الاسلحة الهجومية اللازمة لهز شباك يوفنتوس في مقدمتها اينزاجي صاحب 10 اهداف في المسابقة هذا الموسم، حيث يحتل المركز الثاني على لائحة الهدافين بفارق هدفين خلف مهاجم مانشستر يونايتد الانجليزي الدولي الهولندي رود فان نيستلروي. كما يعول ميلان على مهاجمه الدولي الاوكراني اندري شفتشنكو صاحب هدف التأهل الى المباراة النهائية في مرمى انترناسيونالي (1ـ1)، بالاضافة الى البرازيلي ريفالدو الذي خيب آمال انصار الفريق هذا الموسم لكنه يبقى رجل المناسبات الكبرى والاهداف الحاسمة. وتكتسي المباراة طابعا خاصا بالنسبة الى لاعب وسط ميلان الدولي الهولندي كلارنس سيدورف لانه يسعى الى الظفر باللقب للمرة الثالثة بعدما كسبه للمرة الاولى مع اياكس الهولندي عندما كان في التاسعة عشرة من عمره عام 1995، ثم توج بطلا للمسابقة ذاتها في صفوف ريال مدريد عام 1998.

كما تتميز المباراة بالاهمية ذاتها بالنسبة الى قائد ميلان الدولي الايطالي السابق باولو مالديني الذي سيحاول احراز اللقب للمرة الرابعة في مسيرته الاحترافية مع ميلان بعد اعوام 1989 و1990 و1994، ليصبح بالتالي اول لاعب يحقق هذا الانجاز منذ لاعب ليفربول فيل نيال عام 1984.

في المقابل، يخوض يوفنتوس المباراة بمعنويات عالية بعد موسم رائع انهاه محليا باحتفاظه بلقب الدوري للعام الثاني على التوالي، وقد رشحه السير اليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد لاحراز اللقب حيث قال «أرشح يوفنتوس لاحراز اللقب، لقد نال الفريق اعجابي هذا الموسم».

ويعول يوفنتوس كثيرا على مدربه المحنك ليبي الذي قاده الى اللقب عام 1996. ويملك ليبي خبرة كبيرة ويعود اليه الفضل في بلوغ يوفنتوس دور الاربعة عندما قاده الى انتزاع فوز ثمين من قلب العاصمة الكاتالونية برشلونة (2ـ1) عندما واجه فريقها المحلي في اياب الدور ربع النهائي.

لكن يوفنتوس سيخوض المباراة في غياب أبرز عناصره صانع الالعاب الدولي التشيكي بافل ندفيد بسبب الايقاف لتلقيه الانذار الثاني في اياب الدور نصف النهائي ضد ريال مدريد الاسباني. ووجود ندفيد في تشكيلة يوفنتوس اساسي فهو يقوم بدور كبير على المستويين الدفاعي والهجومي بفضل قتاليته وتمريراته الحاسمة وأهدافه الرائعة. لكن يوفنتوس يملك بدوره الاسلحة اللازمة للخروج بالمباراة الى بر الامان، فهو يعول على الثنائي الهجومي تريزيجيه وقائده دل بييرو بالاضافة الى لاعبي الوسط الدولي الهولندي ادجار دافيدز وجانلوكا زامبروتا.

وقال ليبي «اللاعبون هادئون ومتحمسون، هذه الاجواء تذكرني كثيرا بالاجواء التي سادت صفوفنا قبل نهائي عام 1996 ضد اياكس امستردام الهولندي».